كيف نتعامل مع الفئات المختلفة من الطلاب؟

سودافاكس- الخرطوم :
الفروق الفردية أو الاختلافات بين الطلاب من الأمور الفطرية، كما أن هناك بعض الاختلافات في سلوك الطالب وفي تصرفاته وفي مستوى تركيزه وفي قدراته العقلية، وما يهمنا هنا هو كيفية التعامل مع الفروق الفردية لطلاب المدارسIndividual differences أو مراعاة الفئات المختلفة داخل الصف الدراسي الواحد.

 

فهذه مشكلة تواجه المدرسين، فقد يحسن البعض من المعلمين التعامل مع هذه المستويات المختلفة وقد يجهلها أو يتجاهلها الآخرون، حيث أن المدرس يجب أن يكون على دراية كافية لكيفية التعامل بين المستويات المختلفة للطلاب حتى لا يكون هناك طلبة غير قادرين على حل الأسئلة التي يوجهها لهم المدرس.

 

في البداية على المدرس أن يقوم بعمل دراسة تحليلية Analytical study للصف الذي سيدرسه حيث يعمل على تقسيم الطلاب حسب مستوياتهم وقدراتهم عن طريق الأسئلة الشفوية أو أوراق العمل ليستطيع معرفة مستوى الطلاب وقدراتهم العقلية واختيار الطريقة المناسبة التي يجب أن يستخدمها في تدريسهم، فيجب على المعلم ألا يميز بين الطالب الذكي أو صاحب القدرات العقلية العالية وبين الطالب الضعيف، وعدم إشعار الطالب الأقل قدرة عن أقرانه بالعجز أو محاولة الاستهزاء به؛ لأن ذلك قد يسبب لديه إحباط أو نكسة نفسية قد تؤثر عليه، وهذه التصرفات من المعلمين قد تسبب الكراهية والحقد بين الطلاب، عليه يجب اتباع نظام المجموعات في التدريس على أن تكون مجموعات غير متجانسة Heterogeneous groups ، تضم كل مجموعة طلاب من أصحاب القدرات العقلية المختلفة ليتعلموا من بعضهم البعض، وهنا يشترك الطالب الضعيف في مجموعته دون خجل أو شعور بالدونية، فيعرف ما يجهله ويتعلم من مجموعته بطريقة غير مباشرة بتبادل المعلومات وإثارة النقاش معهم وبهذا نكون قد تعاملنا مع الفروق الفردية بشكلٍ سليم.

 

كما يجب على المدرس شرح الدرس بطريقة مبسطة وبالتفصيل وذلك لمحاولة تقريب المعلومات بشكل أفضل باستخدام اللوحات والوسائل التعليمية المبسطة لتسهيل عمليتي التعليم والتعلم، أيضاً يمكن تقديم حصص إضافية لزيادة قدرات الطلاب الأكثر ضعفاً في المادة الدراسية ومحاولة إلحاقهم بمستوى الطلاب المتميزين وتقديم الهدايا والجوائز للأفراد الذين يحاولون بذل مجهود زائد وإضافي لمحاولة تحسين مستواهم، والتحفيز يمكن أن يكون بشتى الوسائل كالأقلام والدفاتر وكتب القصص الصغيرة والتصفيق للطلاب الضعاف حين يحسنون الإجابة على الأسئلة المطروحة من قبل المعلم أو بكلمات الإطراء والشكر والثناء، وهناك معاونة أهل الطلاب الضعاف مع المعلم والتي لها بالغ الأثر في تحسين الطالب الضعيف في كيفية إيجاد طريقة تدريس متكاملة تزيد من دافعيته حتى يلحق بأقرانه المتميزين، فقد لا يستطيع المدرس أن ينجح لوحده في هذه المهمة وإنما بمساعدة الأهل ومساندتهم، وفوق هذا كله على المعلم صقل نفسه بالمعلومات التي تفيده في كيفية التعامل مع الفئات المختلفة من الطلاب بأخذ دورات تخصصية تعينه في تحقيق غايته من التدريس والتعليم، فالمعلم الناجح هو من يستطيع التوفيق بين مستويات الأفراد المختلفة وبناء جسور الثقة والتعاون بين أفراد الصف الدراسي الواحد ونشر المحبة والتآخي فيما بينهم، ولكن في المقابل يجب على المعلم ألا ينسى تحفيز الطلاب الأذكياء والموهوبين حتى يستمروا في نفس المستوى المتقدم ولا يصابوا بالإحباط والتراجع، وذلك بوضع خطط لهم تتناسب مع مستوياتهم المتميزة.
أخيراً لأوراق العمل ذات المستويات المختلفة دور مهم في التعامل مع الفروق الفردية هذا بجانب المجموعات غير المتجانسة، كما يمكن للأسئلة الشفوية أن تعالج هذه الفئات بالرجوع للطالب الذي عجز عن الإجابة على أن يظل واقفاً إلى أن يعرف الإجابة بنفسه ويتقنها جيداً مثل ما أتقنها أقرانه.

 

 

السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.