تفتيش حرم وزير بالمطار.. تفاصيل ماحدث

بدأ الملازم أول توفيق يوسف في العاشر من الشهر الجاري، يتابع سير عمله بكل همة ونشاط، بمطار الخرطوم، ينظر إلى الحقائب أمامه بحرص شديد، وهو يحدث نفسه بأن الرحلة 668 المغادرة إلى الشارقة عبر الطيران التجاري تجلب بعض المتاعب، ولازالت بذاكرته الشرطية حقائب لاتنسى، وقد انتبه الضابط توفيق إلى اللفافة البلاستيك من الخارج.. وقف الملازم ليرسل تعليماته لمن معه من أفراد الشرطة واستفسر عن الحقيبة وأكد أنه يجب أن تخضع للتفتيش. كانت تلك بداية قصة انفردت بها «آخر لحظة»، وهاهي تكمل تفاصيلها وتكشف مادار بالضبط بمطار الخرطوم وخارجة.
الوداع:

في تلك الأثناء كانت هناك شخصية مهمة تقف على مقربة من صفوف المواطنين لتودع سيدة في أواخر الأربعينات، قطعت تلك الحالة شرطية وهي تبلغ السيدة أن حقيبتها يقطر منها الزيت، ورفضت السيدة التعليق على الأمر، وبكل حزم قال لها الملازم أول إن الحقيبة مشتبه بها، وأخبرته بأنها تحمل جواز سفر دبلوماسي ورد عليها أن الاشتباه قائم إلى حين تأكيد العكس، وبحسب شاهد عيان أن السيدة أرسلت عباراتها مصحوبة بلغة سودانية بسيطة وهي تقول ياولدي أنا زوجة وزير الدولة بالمالية ولا يمكن تفتيش حقيبتي أو حتى الاشتباه بها.
أرسل الضابط توفيق تعليماته للأفراد بعدم الرد على السيدة ومتابعة إجراءات التفتيش للتأكد من سلامة الحقيبة، إلا أن حرم الوزير عندما تم استجوابها بواسطة السلطات بسؤال إجرائي: هل يوجد داخل الحقيبة مبالغ مالية؟ خاصة وأنه تم ضبط مبلغ مالي ضخم مع أحد الركاب.. وجاءت الإجابة على السؤال «أنا عندي مكتب وما محتاجة لأساليب زي دي وفقدت حرم الوزير دبلوماسيتها وهي تدخل يدها داخل حقيبتها لتخرج جوازاً دبلوماسياً وتدير أرقاماً بهاتفها وتتصل بسعادة الوزير، وهي تطلب من الضابط وأفراده التحدث إلى زوجها عبر جوالها وتطلب أسماء الطاقم الذي اعترض طريقها لتطلق بعدها سيلاً من الاتهامات والعبارات المستفزة، وتقول «أنتم غير مؤهلين وقعتو مع شخص بالخطأ».
لكن الضابط توفيق قام بتفتيش الحقيبة بنفسه، وكان من الممكن أن تنتهي فصول الرواية عند ذلك الحد ومغادرة السيدة زوجة الوزير إلى الإمارات في ذات الرحلة، ولكن انقلبت الأمور رأساً على عقب، بعد إجراء السيدة لمحادثة مع زوجها.

العقيد يؤدي واجبه:
السيدة هي حرم وزير الدولة بالمالية مجدي حسين يس، والذي وصل إلى مكتب رئيس الوردية العقيد عقب المكالمة الهاتفية، الذي تقول المصادر إنه استمع للوزير بشكل جيد ورغم أن إدارة الجمارك ذات صلة وثيقة بالمالية إلا أن العقيد استقبل الوزير كمواطن لديه شكوى ولم يصرف الحضور ولا تلك السيدة التي كانت تذيب السكر في كوب الشاي، بدأ الوزير يسرد قصة الملازم الذي قام بتفتيش حقيبة زوجته في ظل إنصات كامل من السيد العقيد، بعدها غادر الأخير المكتب وعاد لا يحمل للوزير ما يطفئ غضبه، ويقول المصدر «بين مغادرة العقيد وعودته للمكتب» انفجرت الأزمة بين الوزير والعقيد وفريقه، وكان العقيد قد أجرى تحرياته مع الطاقم العامل واستمع إلى إفادة الضابط والحضور، فعاد إلى الوزير ليؤكد له أن ما حدث إجراء عادي وروتيني يشمل الجميع بمن فيهم حملة الجواز الدبلوماسي، لم يكن الرد متوقعاً للوزير الذي فوجئ بصرامة العقيد والتزامه العالي بمهنيته.

العبارات القاسية:
العبارات القاسية التي أطلقتها حرم الوزير كانت تعني ما تقول، حيث قامت بتعطيل سير العمل وهي تسحب كرسي وتغلق الممر الوحيد المؤدي لتمرير العفش، وهي تصر على عدم المغادرة إلى الطائرة عقب الانتهاء من تفتيش الحقيبة، ولكنها عقب محادثة أخيرة مع زوجها بحسب المصدر غادرت إلى الطائرة.

الوزير زعلان:
لم تنتهِ المعركة بالنسبة للوزير، وقام بتحرير خطابين شكوى لسلطة المطار وأخرى لمجلس الوزراء، تم على إثرها إيقاف السيد العقيد والضابط المناوب عن الخدمة قبل انتهاء التحقيق.

الشرطة تتدخل:
راجعت رئاسة شرطة الجمارك قرارها وقررت رفع الإيقاف عن العقيد المشرف والملازم شرطة توفيق يوسف إلى حين اكتمال التحقيق.
وعلمت آخرلحظة أنهما قد باشرا عملهما منذ أمس الأول، وأن الملازم قد حرك إجراءات قانونية ضد زوجة الوزير وأمسك عن التصريح عن ملابسات البلاغ، وعزا الأمر لكونه يتبع لقوات الشرطة، وحسب اللائحة لا يسمح له بالتحدث لوسائل الإعلام إلا عبر المكتب الصحفي للشرطة.
البحث عن تسوية:

وعلمت آخرلحظة من مصادرها الموثوقة أن وزير دولة اتصل بالوزير مجدي حسن للتوسط بينه وشرطة الجمارك، إلا أن الوزير كان قد أوصد الباب تماماً أمام أي وساطة ورفض الاعتذار ليغادر إلى الإمارات العربية ويلحق بزوجته ويترك نيران المعركة مشتعلة.

صحيفة آخر لحظة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.