في حلب.. لا تترك منزلك كي لا تخسره

تحولت منازل المواطنين السوريين في ريف حلب الشرقي إلى منازل محتلة من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، خصوصا إذا اضطر أصحابها إلى مغادرتها بحثا عن أماكن أكثر أمنا، كما لا تتورع الوحدات الكردية أيضا عن نهب تلك المنازل.

يخسر مدنيون في ريف حلب الشرقي منازلهم بعدما هجروها باحثين عن الأمان في المناطق المجاورة لهم، لكنهم يواجهون اتهاما بالتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية، بينما يعتبر التنظيم أن عناصره أولى بأي منزلٍ فارغ من سكانه.

وسمح قيادي كردي في بلدة صرين لبعض العائلات الكردية التي سُرقت منازلها في وقت سابق من قبل التنظيم، بتعويضها من خلال نهب أثاث المنازل الفارغة في البلدة. ويدفع المُهجرون من ريف حلب الشرقي -بسبب تصرفات الوحدات الكردية في المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا- ضريبة باهظة تمثلت بخسارة منازلهم وأملاكهم.

وقال مواطن من بلدة صرين للجزيرة نت -طالبا عدم الكشف عن اسمه خوفا على حياته- إن “أحد القياديين في الوحدات الكردية -واسمه حقّي- هو المسؤول عن سرقة المنازل التي تركها أصحابها في صرين، إضافة إلى مسؤوليته عن التحقيق مع المعتقلين، ولديه ختم خاص يختم به لكل مواطن كردي يطلب تعويضا عن منزله المسروق من تنظيم الدولة مسبقا”.

ويضيف أن أكثر من 15 منزلا تعرضت للسرقة وأنه يعرف أصحابها، و”لم يقتصر الأمر على ذلك حيث سرقت الوحدات الكردية مستودعات وسيارات تابعة لمدنيين من البلدة دون التحقيق بهوية أصحابها الذين تم تهجيرهم بالقوة”.

ونظرا لشيوع السرقات، أصبح الموضوع الشاغل الرئيسي للمهجرين الذين يتواصلون بشكل مستمر مع ذويهم وأقربائهم ممن بقي في ريف بلدة صرين، من أجل الاطمئنان على المنازل التي لم تسرق إلى الآن.

وقال عمار -وهو أحد المواطنين الذين نزحوا إلى ريف حلب الشرقي- إن الوحدات الكردية “سرقت أموالا تقدر بالملايين من بلدة صرين التي فرغت من سكانها، وأتساءل ما ذنبهم وما خطيئتهم وهل تهمة التعاطف مع تنظيم الدولة أصبحت كتهم النظام لناشطي المعارضة عندما ينعتهم بالإرهابيين؟!”.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بريف حلب الشرقي، قال أبو القاسم -أحد المواطنين المقربين من التنظيم- للجزيرة نت إن “كل قرار يصدر في الرقة يطبق في ريف حلب لاحقا، وهذا ما حدث بالنسبة للمنازل التي تركها أصحابها وهاجروا إلى تركيا، حيث يصادرها التنظيم بعد بلاغ يصل ديوان العقارات من أحد معارف صاحب المنزل، لتتم مصادرته على الفور في حال تم التأكد من خلوّه من السكان”.

وأوضح أن التنظيم يصادر المنازل الفارغة لصالح عناصره الذين لا يملكون منازل، وخاصة من يبايعونه من المهاجرين، معتبرا “المهاجرين أولى بهذه المنازل من غيرهم”.

وهذه الحالة جعلت منير -وهو أحد المواطنين في ريف حلب الشرقي- يقول “عائلتي في تركيا، ولا زلت في منزلي أخاف أن أتركه فيخبر عني أحد المعارف تنظيم الدولة فيأخذوه، وعرضته الآن للبيع على الرغم من انخفاض قيمة الليرة السورية، سأخسر في ثمنه ورغم ذلك سأبيعه”.

يذكر أنّ عناصر تنظيم الدولة سكنوا في المنازل الفارغة المتواجدة في الأحياء الصغيرة داخل المدن، في حين تعوض عائلات كردية سرقت منازلها من تلك التي تركها أصحابها في القرى والبلدات العربية بريف حلب الشرقي.

الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.