القوات السودانية على جبهة القتال ضد التمرد في اليمن

بدأت القوات السودانية انتشارها في مختلف المواقع في اليمن وتسلم مهامها إلى جانب أشقائها بقوات التحالف العربي، في وقت أكدت قوات الشرعية اليمنية أن مهمة القوات السودانية قتالية وليست أمنية ومدربة على خوض حروب جبلية، في وقت شهدت جبهة الجوف اتساعاً لرقعة تأييد الشرعية بانضمام قبيلة المرازيق، كبرى قبائل الجوف، إلى جبهة القتال ضد الانقلابيين الذين بدأوا بنقل كمية كبيرة من الأسلحة من صنعاء إلى الجوف والحديدة وصعدة في مسعى لتأخير تقدم قوات التحالف باتجاه صنعاء، وسط تقدم المقاومة على جبهة تعز وإب وتعرض المتمردين لخسائر فادحة على أطراف مأرب إضافة إلى محافظة حجة الساحلية، حيث نفذ التحالف غارات دقيقة على مواقع التمرد تمهيداً فيما يبدو لفتح جبهة برية في الشريط الشمالي لسواحل البحر الأحمر اليمنية.

وتسلمت القوات السودانية مهامها في مختلف المواقع في اليمن وبدأت الانتشار إلى جانب أشقائها بقوات التحالف العربي.

وأكد الناطق باسم قوات الشرعية العميد سمير الحاج أن مهمة القوات السودانية قتالية وليست أمنية، لأنها قوات مدربة على خوض حروب جبلية، مؤكداً أنها ستشارك في تحرير محافظتي تعز وإب.

خندق واحد

بدوره، أكد قائد القوات المسلحة السودانية في اليمن أن مشاركتهم تأتي انطلاقا من واجبهم تجاه الأشقاء في اليمن وتأكيد المسؤولية الملقاة على عاتق كل عربي تجاه شقيقه العربي. وأوضح أن الشعب السوداني يشاطر القوات المسلحة السودانية مبادئ واجب الوقوف مع الأشقاء في قضاياهم المشروعة والتصدي لمحاولات تفتيت المجتمعات العربية والإضرار بأمنها واستقرارها.

وقال أحد القادة العسكريين في القوات السودانية إن الجندي السوداني يؤكد لشقيقه الجندي العربي أنهما في خندق واحد خدمة لقضايا الأمة، مشيرا إلى أن القوات السودانية تعمل جنبا إلى جنب مع الأشقاء في التحالف العربي لإعادة الشرعية المسلوبة. وأشار إلى أن التحالف العربي في اليمن يشكل صورة تختزل الحلم العربي في تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة وهذا ما جسده العمل على أرض الواقع في اليمن من خلال القوات السعودية والإماراتية والسودانية وغيرها من قوات التحالف إلى جانب القوات الشرعية اليمنية.

القبائل تنتفض

ميدانيا، تقدمت المقاومة الوطنية في اليمن وقوات الجيش الوطني في وسط محافظة الجوف شمال صنعاء. وقالت مصادر في الجيش الوطني لـ«البيان» ان المقاومة والجيش الوطني استكملا السيطرة على معسكر الخنجر الاستراتيجي في محافظة الجوف وتقدما نحو معسكر اللبنات أكبر المعسكرات في المحافظة والواقع شمال مدينة الحزم عاصمة المحافظة. المصادر ذكرت ان قوات التحالف دفعت بعشرات الدبابات والعربات المدرعة وكاسحات الألغام الى المحافظة ضمن عملية برية واسعة لانتزاعها من قبضة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع.

وذكرت مصادر في المقاومة أن مواجهات عنيفة تدور بين قبائل المرازيق كبرى قبائل الجوف مسنودة برجال المقاومة الشعبية وبين ميليشيا الحوثي في وادي وسط مديرية خب والشعف شمال المحافظة.

وأضافت المصادر أن القبائل انتفضت في وجه تصرفات ميليشيا الحوثي وصالح، بعد محاولة الميليشيا فرض السيطرة والتمدد أكثر في أراضٍ تقطن فيها هذه القبائل، ما جعلها تخرج وتعلن القتال وتطهير مناطقها وسائر بقية المحافظة.

تقدم في تعز

في تعز، أحرزت المقاومة تقدماً نحو مواقع جديدة كانت في قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز.

وصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة هجوماً حوثياً على منطقة الدحي. ونفذت قوات التحالف العربي عدة غارات جوية على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقتي الحوبان والقصر. وقالت مصادر من المقاومة إن مقاتليها سيطروا على حي الكمب الروسي حتى شارع الأربعين، وتقدموا نحو تبة الصبري شرق المدينة. ولفتت إلى أن طيران التحالف العربي قصف مواقع تمركز الحوثيين خلف عمارة المحضار بشارع الأربعين شرق المدينة وبداخل سور جامعة تعز وتم تدمير دبابة للحوثيين هناك، كما استهدف القصف القصر الجمهوري. وقتل 20 من المسلحين الحوثيين في غارات طيران التحالف وهجمات تعرضوا لها وسط مدينة تعز.

وأشارت مصادر طبية من تعز إلى ارتفاع عدد ضحايا القصف الصاروخي الذي شنه الحوثيون والقوات الموالية لصالح على أحياء سكنية في مدينة تعز أول من امس إلى 33 قتيلاً و92 جريحاً، كما ارتكبوا مجزرة جديدة بحق المدنيين حين قصفوا حب الروضة بصواريخ الكاتيوشا فقتلوا أربعة وأصابوا 12 آخرين.

معارك إب

وفي محافظة إب المجاورة ذكرت المقاومة أنها قتلت خمسة من المسلحين الحوثيين وأصابت آخرين، في تجدد للمواجهات في مديرية حزم العدين. وحسب المقاومة تجددت المواجهات في منطقة الأهمول كما هاجمت إحدى ثكنات الحوثيين بمنطقة بني وائل بالقذائف.

كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على عدد من تعزيزات الحوثيين العسكرية في منطقة هيلان، شمال غربي مأرب.

جبهة حجة

وفي حجة، قتل قيادي حوثي كبير في غارة لطائرات التحالف العربي على منطقة ميدي. وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف قصفت سيارة القيادي في جماعة الحوثي أبوحمزة إبراهيم الكحلاني، مع ستة من مرافقيه، في منطقة ميدي غربي حجة.

وقالت مصادر مطلعة إن بوارج ومقاتلات التحالف العربي شنت عدة غارات جوية على مواقع وتجمعات تابعة للميليشيات في جزيرة بحيص وجزيرة زوحال التابعتين لمحافظة حجة.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الغارات تأتي تمهيدا لتحرير الشريط الساحلي لمحافظة حجة التي تسيطر عليها قوات الميليشيا، والذي يعد آخر منفذ للإمدادات التي تصل للحوثيين عبر ميدي.

نقل الأسلحة

في غضون ذلك، أفادت مصادر يمنية أن الميليشيات الانقلابية تستخدم الناقلات المدنية في عملية نقل الأسلحة من العاصمة صنعاء وتعزيز مواقعهم في حدود صعدة والجوف وعلى السياج البحري بمحافظة الحديدة غرباً.

وقال قيادي عسكري إن صنعاء تشهد عملية نقل أسلحة من قبل الانقلابيين مستخدمين ناقلات وقاطرات مدنية يتم نهبها من أصحابها تحت تهديد السلاح، مؤكدا أن عملية استخدام ناقلات مدنية يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر على الخطوط الطويلة. وأوضح أن الانقلابيين نقلوا أسلحة من معسكرات الصباحة ونقم وسط صنعاء إلى محافظات الجوف وصعدة، كما تم نقل أسلحة إلى محافظة الحديدة. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يقومون بتركيب مدافع على طول الشريط الساحلي لمحافظة الحديدة ومنطقة الخوخة التي تتوقع هجوماً وشيكاً. وذكر سكان محليون في صنعاء أن شارع الستين يشهد حركة مستمرة ليلاً ونهاراً لناقلات مدنية تحمل أسلحة ومعدات عسكرية تتوجه إلى شمال صنعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.