هنّ في عيدهنّ لأنهن العيد – نضال حسن الحاج

هنّ في عيدهنّ لأنهن العيد
نضال حسن الحاج
*****
– أذكر أنني في مثل هذه الأيام من العام الماضي، أعلنت عبر (الفيسبوك)،
والفرح يتدفق عبر أوردتي إلى أناملي، أنني كنت الأولى التي هنأت الوالدة
“أم سلمة” متعها الله بالصحة والعافية، من بين بناتها الست، حفظهن الله..
لذا كنت أكثرهن سعادة يومها.
وها أنا ذي أهنئها اليوم مرة أخرى.. وأتميز والفضل لله بأني أهنئها الآن
عبر أعين القراء، وأسألهم صالح الدعاء لها بمناسبة عيد الأم، الذي عبره
أفرد مساحتي عشقاً لهن جميعاً، وأفتح لهن نافذتي احتراماً وأنحني لهن تجلة .
– لم أجد ما يكتب الآن، فاستنجدت بشيء من ذاكرة الماضي، ربما يشبع نهم
اشتياقي الآن.
– عذراً أماه لأني وللعام الثاني لم أكن حضوراً أمام وجهك الملائكي..
ولم أقبل عينيك اللتين حرمت من نورهما أنا قبلك.
– أمي..
يا عطر المساء الذي يفتضح ساعة الليل..
ويا فرحاً تعاني منه ذبذبات الحزن فتتبخر الأماكن كلها زلزالاً من السعادة!
– أمي..
يا عبقاً تدرك ندرته أنوف الورود جميعها..
أشتاقك ريثما تولد مغردة أخرى غير مغردة الشوق العاجزة هذه!
– أمي..
يا لحناً ضلت حنجرة صاحبه فاستقر على آذان الوتر وانتشر في كل الجسد!
يا فلسفة السمع التي لا تؤمن بحدود الحنجرة والصوت ولا ترضخ لحواجز
الأذن والصمت!
– أمي..
يا آخر إبداعات الروح، ويا أجمل إيقاعات الحس!
أقتات من فتات ذكريات كنا نمارس لعبتها معاً، منذ أن غادرت
من هنا إلى ولاية أخرى، حينها استأثر بك الجميع إلا أنا!
تلكم الطفلة التي تحتاج إلى حليب الدفء وأغنية الليل!!
– أو تذكرين أماهه حينما كنت أرتجف من وطء الحمى؟!
كنت تمنحين النبض حياة أكثر اتساعاً كلما ضاقت به شوارع القلب!
كنت أشتهي المرض حينها، لأنك تسافرين معي حتى عبر (هضربات)
الحمى تلك!
– وأنا أتجول في شوارع الروح وجدتك هنالك تحتكرين مكاناً من الروح هو كلها!
إذن تعالي إلىَّ، خبئيني في مساحاتك الدافئة كلما سألت عن جسدي تفاصيل الشتاء!
وأرسميني على جدران العشق كلما سأل الناس عن معنى العشق لامرأة تحمل
روعة الكون في كل كلمة ونظرة!
– أخرجيني حينما يستفسر الآتون عن معنى الأمومة كي أحدثهم عن
امرأة أسطورية وواقعية، تعي ما تقول وتمنح ما تشاء من الإلفة.
– إنها أمي..
أمي التي كلما جادلها أبي في أمر (تدليلي) وغنجي تثور مثلما الأطفال،
وتهدأ مثلما ابتسامتهم.. لا شيء أعظم من أن أمنحك حياتي
وأنا على حافة الصمت ارتطم بجدران الوقت،
كلما فكرت في البقاء عندك لعمر آخر من الزمن عبرك أماه..
دعيني أبث احترامي لكل أمٍّ والسلام.
إذن السلام لي حضرتك
إذن الكلام والاحترام
لي قدرة تشبه قدرتك..
يا مدياني الراحة في زمن الشقا
ويا ملهماني الروح ونبض الشوق
وشيتاً ما اتلقى..
ساقي العزيز يا يمه كان عصر الحنان الفيك
وللقاسين سقا..
ما كان بموت الريد علن يوماتي في كم مشنقة!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.