النصف الفارغ من كوب زيادة الأجور

كمال حامد

** لا نكرر ما هو معروف بان أي زيادة في مرتبات العاملين تنعكس على الأسعار و ربنا يستر لكن سنفتح ملفا آخر في النصف الفارغ من كوب زيادة المرتبات بهذه النسبة العالية ولا أظن انها حدثت من قبل في أي بلد.

** ستنعم الشريحة الكبيرة من العاملين في القطاع العام بهذه المكرمة المستحقة ونسأل كم نسبتهم من غالبية الشعب ومؤكد ان النسبة الأكبر في ذوي الأعمال الخاصة ومن نسميهم ناس رزق اليوم باليوم ويضاف إليهم العاملون في القطاع الخاص وهل ستتعامل الدولة مع هذه الشرائح التي ستتألم من الأسعار الحارقة الجديدة ولم تنعم بزيادة الستمائة في المائة.

** شريحة اخرى مهمة أوجدتها الظروف الأخيرة و تتمثل في الذين اقتطعوا من قوت  يومهم و ما يأتيهم من أولادهم المغتربين من اجل التوسع في البنيان وإضافة غرفة غرفتين شقة شقتين دكان دكانين للحاق بالإيجارات التي كانت مرتفعة ولكنها لن تكون كذلك مع حصان التضخم الجامح الذي ينتظر الانطلاق مع الزيادات الأخيرة.

**ستبدأ موجة جديدة من الجدل والصراع بين المستأجرين وأصحاب العقار.
** حضرت حوارا بين مالك دكان ومستأجره الحلاق الذي رفع مع بداية السنة (الايجار من 500 جنيه الى 2000 بعد إلحاح وخلاف بان الدولة قررت الزيادة السنوية 6% فقط وأنا زدتك 20%) كان هذا منطق الحلاق المستأجر فماذا كان منطق صاحب الدكان?

** كدت اقتنع بمنطق الحلاق المستأجر لكن منطق عمنا صاحب الدكان كان الأكثر منطقية اذ كان بصيغة السؤال والجواب مع الحلاق المستأجر.

** سأله حين استأجرت الدكان قبل سنتين كنت بتحلق الرأس بكم? سكت الحلاق وتطوعت بالاجابة كانت بخمسة جنيهات فقط وسأل صاحب الدكان كم الحلقة الآن?و تطوعت بالاجابة لسكوت الحلاق انها بسبعين جنيها وتدخل الحلاق ما كلهم بيدفعوا سبعين قال صاحب الدكان نقول خمسين جنيه كويس? يعني بنفس النسبة تزيد الإيجار لخمسة الف وليس ستمية وهنا وإعجابا بمنطق عمنا صاحب الدكان تدخلت وتم رفع الايجار لأربعة آلاف وظهرت علامات الرضا على الطرفين.

** طالما وصل بنا اقتصادنا لهذه الأرقام في الزيادة فهل تنظر السلطة بتعديل نظام الإيجارات دون المساس بحقوق الطرفين هذا أفضل بدلا من الجدل والهياج بين أصحاب الدكاكين والبيوت والمستأجرين مع الأخذ في الاعتبار السابقة القضائية الشهيرة في السبعينات حين ضاق صاحب الدكان بالمستأجر ولجأ الى جركانة البنزين وأحرق الدكان بالمستأجر والبضاعة واشتهرت بقضية بكار رحمهما الله.

*** نقطة نقطة ***
** لا أعرف لماذا أحس بتعاطف كبير مع والي الخرطوم أخينا الفريق احمد عابدون ربما لان الأمر خلاف حول صلاة الجماعة أو ربما لان الولاة العسكريين ضمن المكون العسكري في الدولة وليس مكون حمدوك المدني أما السبب الشخصي لمعرفتي بالأخ احمد عابدون صديقا وأخو أخوان ومجامل وكان لاعبا فذا بالنادي الأهلي الخرطومي وإداريا بارزا به.

** لم نفهم الكثير في الوثيقة الدستورية حتى حلت بنا المصفوفة الجديدة وما تردد بان الأخيرة ألغت عمليا الأولى والدليل(قالووولو).

** بعد ان طلبت أمريكا تعويضات المدمرة كول ونالتها بسرعة عجيبة بدأت الآن تحرك تعويضات متضرري سفارتيها في نيروبي ودار السلام وقد تنالها وربما تكون تجربة واشنطون مع حكومتنا جعلتها تفكر بل ذكر وزير الخارج ية مايك بومبيو بانهم يدرسون مطالبة الصين بتعويضات لضحايا الكرونا الأمريكان.

** أعجبني الحوار الذي أجراه زميلنا لقمان احمد بالتلفزيون وليته استهل الاستضافة بالبرهان وحمدوك كما كان اول حوار مع نميري في مايو من البروفيسور علي شمو ولدي ملاحظات أخرى سيجدها لقمان في الخاص.

** أعلنت السعودية فتح الباب للمحجوزين للعودة الى بلدانهم وعاد معتمرون من اندونيسيا وباكستان ولم نسمع عن رغبة لعودة المعتمرين السودانيين منهم. ام من الدولة  لكنها لم (تضرب طناش كما مصر التي أغلقت اذنيها لمطالب معتمريها ومواطنيها).

** أصدر البنك الدولي قائمة بخمسة وعشرين دولة فقيرة تستحق الإعانات المعلنة لمواجهة الكورونا وتألمنا لعدم وجود اسم السودان وظننا بعد ان دفعنا سبعين مليون دولار لتعويضات المدمرة كول ان يشفع لنا ولكن.

** مقال جميل لم أتذكر كاتبه دعا الى مبادرة جديدة من العقلاء لو وجدوا لتجنيب البلاد المزيد من الكوارث تعليقا على بروز تصريحات بالتهديد بالاغتيال ولماذا مبادرة جديدة وبيننا مبادرة مولانا الشيخ الياقوت.

** رجل تاني مات جاءنا ونحن في الغربة خبر وفاة صديقنا العالم الرياضي الدكتور حسن المصري واسمه حسن محمد عثمان سوداني مية المية  من قرية التيتي بدنقلا  لكن دراسته في مصر غيرت لهجته ولم تغير سودانيته عمل معنا في التلفزيون وارتفع بقيمة التحليل الفني الذي تردى الآن وأوكلناه ببرنامج رؤى رياضية فجعله روضة للفكر الرياضي المتقدم كنت أقدمه بانه المدرب الوحيد ربما في العالم الذي درب فرق اندية القمة ومنتخب بلده نعم درب المنتخب الأول والهلال المريخ والموردة ولا أظل أرى الموردة قمة رغم جور الزمان المصري تولى عمادة كلية التربية الرياضية بإخلاص وعلمية و كان صبورا حتى وهو يفقد ابنه الوحيد إسلام في حادث مؤلم رحمهما الله وأسكنهما الجنة.

صحيفة السوداني

Exit mobile version