لم يحصل ليفربول على فرصته حتى الآن لوضع أول درع دوري إنجليزي في خزائنه منذ 30 عاماً، بسبب إيقاف نشاط الكرة بعد تفشي فيروس كورونا، إلا أن هذا لم يوقف رغبة مدربه يورغن كلوب، في إكمال الموسم وتحقيق رقم قياسي في عدد النقاط، وتحسين أداء فريقه أكثر.
ويسعى ليفربول إلى إقناع تيمو فيرنر مهاجم نادي آر بي لايبزيغ، وجادون سانشو لاعب بروسيا دورتموند، بالانضمام إلى صفوفه، وهو أمر يطرح الاحتمالية التي أثارها جيمي كاراغر نجم ليفربول السابق، بإمكانية بيع عقد نجمه المصري محمد صلاح.
وقال كاراغر يوم الاثنين الماضي لـقناة “سكاي سبورت”: “أعتقد أن “مو صلاح” ينظر إليه من الخارج على أنه من الطراز العالمي، لكن من قبل مشجعي ليفربول، فأعتقد أنه لا يحظى بالتقدير إلى حد ما، وذلك بسبب تراجعه الآن عما ظهر به في موسمه الأول مع الفريق”.
وأضاف: “أعتقد أن ليفربول لديه 6 لاعبين من الطراز العالمي، وأن مشجعي ليفربول يرفضون حصول ناديهم على أموال كبيرة للاستغناء عن 5 لاعبين منهم، ولا توجد طريقة لبيع عقود أليسون أو فيرجيل فان ديك، ولكن إذا عرضت عليهم 130 مليون جنيه إسترليني، لبيع عقد صلاح، فإنهم سيفكرون في الأمر، ولهذا السبب أقول أنه لا يحظى بالتقدير الكافي”.
ولا شك أن البعض لن يؤيد مثل هذا البيع، ويعتبر الأمر، بمثابة تدنيس لـ”الفرعون المصري”، ولكن وظيفة صانعي القرار في ليفربول، ليست استبعاد هذا الكلام على الفور، بل تحديد رسوم الصفقة، وتحقيق أكبر ربح مادي ممكن، وهذا الأمر ينطبق على كل لاعبي ليفربول.
ولكن صلاح، والذي يبلغ من العمر 28 عاماً في يونيو المقبل، سيكون في نفس عمر زملائه المهاجمين ساديو ماني وروبرتو فيرمينو، ويمكن أن يكون الثلاثي الآن في ذروة عطائهم، وهذا في الواقع جزء من المشكلة أيضاً، إذ يخاطر ليفربول بوصول الثلاثي إلى مرحلة الشيخوخة معاً، إذا لم يكن كلوب استباقياً في تجديد خط ليفربول الأمامي.
في حديثه لمدرب ليفربول السابق روي إيفانز، أشار إلى كيفية تخلي النادي عن مركزه في صدارة الكرة الإنجليزية بعد فوزه بلقب الدوري السابق أي قبل نحو 30 عاماً، وذلك بسبب الفشل في التخطيط الفعال للمستقبل، مما سمح للاعبي الفريق المتميزين وقتها بالتلاشي بفعل عامل السن.
وقال إيفانز لقناة “سكاي سبورت”: “عندما تكون في صدارة الدوري، عليك التأكد من استمرار هيمنتك واستمرار جلب لاعبين قادرين على إبقائك في هذا المركز، وليفربول كان مذنباً بتجاهل هذا الأمر، بعدما كان لدى بيتر بيردسلي وراي هوتون، المزيد لتقديمه، وبقي جون بارنز وقدم سنوات عديدة من الخدمة الجيدة، لكنه لم يكن كما كان، بعد معاناة بسن الـ 28، من أوتار الركبة ووتر أخيل”.
ويمكن أن تتحسن عملية صنع القرار بشأن مستقبل محمد صلاح، والطاقة التفجيرية التي يعتمد عليها المهاجمون، وتسجيله مؤخراً بين أسرع 7 لاعبين في أوروبا، كلها أمور معرضة للخطر في السنوات القادمة، والدليل تراجع منحنى مهارته بالمراوغة على مدار تواجده في الدوري الإنجليزي.
وربما يقارن البعض بين المستوى المتطور الدائم للنجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، رغم زيادة العمر، في الثلاثينيات، ولكنهما استثناء وليس قاعدة، وهناك نجوم آخرين فازوا بجائزة أفضل لاعبي العالم، وهم كاكا ورونالدينيو وأندري شيفتشينكو ورونالدو ومايكل أوين، تجاوزوا أفضل ما لديهم في أواخر العشرينات من عمرهم، وكان بعضهم شبه متقاعد عند وصوله إلى الثلاثين.
ويمكن أن يتجنب صلاح هذا المصير إذا كان خالياً من الإصابات والتشتيت الذهني، ولكن طريقته بالأداء تحتاج إلى التطور، كما فعل كريستيانو رونالدو، بتجنب المراوغة، ليصبح أكثر قوة إلى الأمام، وباستخدام ذكائه الهائل، وتوجيه قدرته وإتمام براعته في الالتحامات القوية.
والسؤال المطروح من قبل “سكاي سبورت”، أي نوع من اللاعبين سيصبح صلاح بعد عامين من الآن؟، قام كلوب بالفعل بتعديل مركزه من أجل زيادة نقاط قوته، ونشره في كثير من الأحيان في دور مركزي أكثر، وإعفائه من الواجبات الدفاعية التي يتم تعيينها عادة للجناح الأيمن.
وهذه هي النقطة الأساسية لكلوب، ومن الواضح أن لديه صيغة فائزة، ولكن هذه الصيغة الفائزة تعتمد على خصائص اللاعبين في فريقه، من المؤكد أن هذه الخصائص ستتطور بمرور الوقت، والتحدي الذي يواجه مدير ليفربول هو التأكد من أنه يحافظ على المزيج الأمثل في جميع الأوقات.
والآن.. هل يبيعون عقد محمد صلاح؟، على الأغلب لا، لكن توقع منه أن يستمر في التطور ليصبح لاعباً يبذل قصارى جهده، وهذا يعني أن بحث ليفربول عن لاعب يمكنه أن يفعل ما فعله في المواسم الثلاثة الماضية يجب ألا يسمح له بالتوقف.
البيان