سفير السودان بواشنطن : ملف إزالة السودان من قائمة الإرهاب سيشهد المزيد من التقدم خلال الأسابيع المقبلة.

ي أول حوار له بعد تسميته سفيراً للخرطوم بواشنطن بعد قطيعة تقترب من الربع قرن، يستعد السفير نور الدين ساتي ملء حقيبته بملفات عدة تحتاج إلى جانب الخبرة والحنكة المناورة وقراءة واقع أمريكى تسيطر عليه اللوبيات ومراكز الدراسات، وقطعاً فهي ليست على قلب واحد اتجاه السودان ولو خلع البشير..

(السوداني) أجرت حواراً هاتفياً مع ساتي الذى رفض الخوض في الرد على منتقديه واعتبر أن المهم التركيز على تقديم المفيد لبلده.

• من خلال دراساتك الأكاديمية وعملك سابقاً بالخارجية، يلاحظ أنها إما كانت في البعثات المتعددة الأغراض أو في محطات ناطقة بالفرنسية.. أليس من الأفيد للسودان أن تواصل في ذات تلك المحطات؟
#التخصص الأكاديمي أو اللغوي لا يمنع الدبلوماسي من أن يتنقل بين المناطق الجغرافية.. والدبلوماسي الناجح والنافع هو الذي يملك المقدرة على العمل في كل المناطق الجغرافية والتعامل مع كافة البيئات اللغوية.

وقد كانت سياسة وزارة الخارجية منذ وقت مبكر أن يتنقل الدبلوماسي بين أقاليم العالم المختلفة..

وفيما يتعلق باللغة الفرنسية، فقد عمل زملائي الذين سبقوني بالإضافة إلى البلاد الناطقة بالفرنسية في بلدان وأقاليم العالم الأخرى، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم السفير يوسف مختار الذي عمل كسفير بالعراق إلى جانب عمله كسفير بفرنسا، والسفير محمد المكي إبراهيم الذي عمل كسفير بالباكستان وتشيكوسلوفاكيا إلى جانب عمله كسفير بكنشاسا، والسفير عوض الكريم فضل الله الذي عمل كسفير لدى قطر إلى جانب عمله كسفير لدى فرنسا. وهم زملاء أعزاء تعلمنا منهم الكثير.

حتى الآن لم تسم واشنطن سفيراً لها هل ستغادر إلى عملك قبل أن يسمى نظيرك الأمريكي ؟
#سأغادر إلى واشنطن متى اكتملت الإجراءات والاستعدادات لذلك.

تستعد واشنطن لانتخابات وأي دولة متأثرة بالسياسة الأمريكية أومهتمة بها ترسل متخصصين في الشأن الأمريكي لقراءة اتجاهات الوضع حتى تتمكن من توظيف ذلك لمصلحتها؟

#نعم. ولهذا وقع الاختيار عليّ لأن المسؤولين في قيادة الدولة يعرفون مدى متابعتي اللصيقة لمجريات الأمور منذ أن نلت زمالة مركز وودروو ويلسون بواشنطن في عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩ وترؤسي لمجموعة عمل السودان فيها منذ عام ٢٠١٠ إلى عام ٢٠٢٠، بالاشتراك مع السفير ألان قولتي، سفير المملكة المتحدة السابق لدى السودان.

مما جعلني أسافر إلى واشنطن بصورة راتبة، وعلى نفقتي الخاصة، لتنظيم وإدارة اجتماعات المجموعة التي تضم غالبية المهتمين بأمر السودان في العاصمة الأمريكية كمراكز البحوث الكبيرة، وممثلي وزارة الخارجية، وممثلين لبعض أعضاء الكونجرس المهتمين بالسودان، ومركز السلام الأمريكي، وبرنامج الولايات المتحدة للتنمية، ومنظمة كفاية، ومبعوثي الولايات المتحدة للسودان، وبعض السفراء السابقين الذين عملوا في السودان ولا يزالوا يتابعون تطورات الأوضاع فيه بكل اهتمام، ومنظمات الإغاثة والمجتمع المدني العاملة في السودان أو تلك التي لديها اهتمام بمجريات الأمور فيه.

وقد قدمت استقالتي من رئاسة تلك المجموعة ومن زمالة مركز وودروو ويلسون الدولية Global Fellow عند ترشيحي كسفير لدى الولايات المتحدة.

• فى العام ٢٠١٧ منحت وسام الجمهورية الفرنسية أرفع وسام
ما الذى قدمته لفرنسا مقابل هذا التكريم الرفيع؟
#منحت وسام الجمهورية الفرنسية للمرة الأولى في عام ١٩٧٧ عندما اصطحبت الرئيس نميري في زيارته الرسمية لفرنسا كمترجم.

ثم تم ترفيع ذلك الوسام في عام ٢٠١٧ نسبة للخدمات التي قدمتها للبلدين في مجال توطيد العلاقات بينهما، ولمساعدتي علي نشر اللغة الفرنسية في السودان، وعملي في مجال فض النزاعات وثقافة السلام وبناء السلام في إفريقيا وفي العالم.

• مضى عام على الثورة السودانية ولكن ليس هنالك أى تقدم فى ملف رفع وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب وهو الملف الذى سيؤدي لانفراج الأوضاع الاقتصادية والسياسية معاً؟
#لقد حدث بعض التقدم والمفاوضات والاتصالات حول هذا الملف ما زالت مستمرة بين الجانبين، ومن المتوقع حدوث المزيد من التقدم فيه في الأسابيع المقبلة.

• البعض يرى أن الشلليات داخل الخارجية هي التي تتحكم في اختيار سفير ما لأي سفارة وليس عبر معايير اختيار السفير المناسب في المحطة المناسبة؟

#لا أتدخل في عملية اختيار السفراء وليس لي أي علم بتفاصيلها أو ما يتم بأمرها. ويمكن التواصل مع المسؤولين في وزارة الخارجية في هذا الصدد.

من جانب آخر، أعلم أن قيادة الدولة قد استخدمت صلاحياتها الممنوحة لها بموجب الوثيقة الدستورية لملء بعض الوظائف الشاغرة بصفة استثنائية ولفترة زمنية محددة، لمواجهة احتياجات عاجلة، سواء أكان ذلك بوزارة الخارجية أم ببعض الوزارات الأخرى.

• رغم أن الموقف الرسمي الأمريكي داعم لحكومة الثورة لكن لاتزال للوبيات ومراكز قرار مهمة في أمريكا تتخوف من مآلات الأوضاع فى السودان؟

النظام الدستوري والسياسي الأمريكي يقوم على أساس تكامل المسؤوليات والتوفيق والتوازن بين المصالح والتيارات السياسية والفكرية المتباينة.

وهذه من المبادئ الأساسية لكل نظام ديمقراطي يضمن حرية الرأي والانتماء والتنظيم والتعبير، ويسمح بهامش كبير للمناورة السياسية وتداول المعلومات وتبادل الآراء تمهيداً لعملية اتخاذ القرار.

ولذا فإنه ليس من المستغرب أن تكون هنالك وجهات نظر أو مواقف متباينة بشأن العلاقات مع السودان أو بشأن أي موضوع آخر.

وفي نفس الوقت يتميز ذلك النظام بالمرونة والشفافية التي تسمح بالتعبير عن المواقف ومقارعة الحجة بالحجة للتأثيرعلى تلك المواقف بقوة المنطق والقدرة على التأثير الإيجابي مع التقيد التام بقواعد اللعبة التي تنظم العلاقات بين كافة القوى المؤثرة في المنظومة الدستورية والسياسية.

وعلينا أن نحسن استخدام الأوراق التي بحوزتنا وأن نعرف كيفية التعامل مع هذا الوضع بما يحقق مصالحنا، مع ضرورة أخذ مصالح الطرف الأمريكي بعين الاعتبار.

المصدر: صحيفة السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.