فليترجل القراي.. ويستمر التغيير!

طه النعمان

وبما ان د. القرّاي يعتبر خبيراً دولياً في هذا المجال، كان يمكن الاستفادة من خبرته ومعارفه من قبل إدارة المناهج أو وزارة التربية و التعليم على العموم ، كما فعل الراحل الكبير محمد محجوب “عميد بخت الرضا” الذي طلب من الاستاذ محمود محمد طه رحمه الله في وقت ما من مطالع الاستقلال ان يقدم له دراسة أو رؤية استشارية حول كيفية إصلاح مناهج المعهد.. وقد فعل الاستاذ ذلك بكل سرور فكتب رؤيته الثاقبة و العميقة ودفع بها إلى العميد- يمكن مطالعتها في موقع “الفكرة الجمهورية” – والتي كانت دراسة مهنية استقصائية، ولا تحمل أية ظلال لفكرته السياسية ، بل ركز رحمه الله على أن يواكب التعليم روح العصر و يهتم بردم الفجوة بين مجتمعات المدن والأرياف، وأن يُستفاد في كل مكان بالبيئة المحيطة و اعتماد مكوناتها و موجوداتها وخصائصها كوسائل محلية للتربية والتعليم.. و هكذا كان يمكن الاستفادة من دكتور القراي دون الزج به في معارك يفتعلها الخصوم ويجرونه و حكومته لخوضها بلا طائل، سوى خدمة هدف الثورة المضادة بالبلبلة وخلق أجواء القلق والتوتر..

المصدر: آخر لحظة

Exit mobile version