تهريب السلاح إلى السودان استهداف لزعزعة الوضع الأمني و الحكومة تضع خطة لجمعه

 

أكد عدد من شهود عيان والخبراء العسكريين والمراقبين الإقليميين والدوليين أن الصراع الذي جرى في النيجر ونيجيريا مع جماعات بوكو حرام و أدى إلى تدخل القوات الفرنسية بالتنسيق مع الجيش التشادي للقضاء على تلك الجماعات لفرار عشرات الآلاف من المركبات وعربات الدفع الرباعي المحملة بالسﻻح للدخول إلى السودان عن طريق التهريب.

 

وأشارت تقارير فريق الأمم المتحدة أن الصراع الدائر في ليبيا بين الخليفة حفتر وحكومة المؤتمر الوطني برئاسة فائز السراج منذ إلاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي إلى مشاركة عدد كبير من المرتزقة من دول وسط وغرب أفريقيا في الصراع الليبي مما ساهم في تفاقم الحروب الأهلية وتهريب الأسلحة والمركبات من دول الجوار الأفريقية إلى السودان بهدف زعزعة إستقرار والوضع الأمني في إقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان .

 

ويرى الخبير العسكري اللواء معاش دكتور أرباب عبدالرحمن أن تهريب الأسلحة والمركبات وخاصة عربات ذات الدفع الرباعي وبعض مليشيات بوكو حرام فى النيجر عندما تم ضربيهم الطائرات الفرنسية والسﻻح الجوى التشادي تفرقوا أيدي سبأ فى أتون جبال تبستي وتﻻل ورمال الصحراء و لتفادي الضربات الجوية بالأقمار الاصطناعية قاموا بإخفاء تلك المركبات التي تحمل فى متنها الأسلحة الفتاكة فى الكهوف والوديان والهضاب و مع انشغال فرنسا بالصراع فى ليبيا وانسحاب جماعات بوكو حرام من شمال النيجر قاموا تجار الحرب بتهريبها عبر المعابر الحدودية بين مصر والسودان وتشاد إلى دارفور وعبر الشريط الحدودي بين سودان وتشاد وأفريقيا الوسطى إلى جنوب وغرب كردفان فى الوقت الذى يحاول قوات الدعم السريع الحفاظ على الوضع الأمني في البﻻد .

 

وفى ذات الإطار يقول الخبير الزراعي في غرب ووسط أفريقيا دكتور عبدالحليم آدم صبي ان الانفﻻت الأمني في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأجزاء واسعة من شرق السودان أدي إلى نزوح مئات من المدنيين والمزارعين الأمر الذي سهل مهمة تجار الحرب لتهريب الأسلحة والمخدرات وباتت تلك المناطق خارج سيطرة الحكومة لأكثر من عشرة سنوات مرتع لتسويق الأسلحة والمركبات غير المسجلة والمهربة من ليبيا.

 

ويؤكد الخبير الزراعي دكتور عبدالحليم ان زعزعة الإستقرار في دارفور أدت إلى الفقر المدقع بين المكونات الاجتماعية ﻻن معظم المزارعين تركوا الزراعة بسبب الانفﻻت الأمني وتفشي ظاهرة النهب المسلح وقطاع الطرق بين المدن والقرى واصبح الإنسان غير آمن فى مسكنه ولا فى مزرعته واختلط الحابل بالنابل الأمر الذي يعطي أهمية خاصة للتدابير الجديدة لجمع الأسلحة ومصادرة نشاط المركبات غير المسجلة التي أعلنت عنها الحكومة السابقة وشرعت قوات الدعم السريع فى تنفيذها في أرض الواقع.

ويعتقد الخبير الزراعي عبدالحليم ان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإنتقالية لحسم التفلتات والاقتتال بين القبائل فى إقليم دارفور وجنوب كردفان وشرق السودان بواسطة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة وإعادة الأمور إلى نصابها هى فرصة لسحب الأسلحة من أيدي المواطنين والخارجين عن سيطرة الإدارة الأهلية وفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.

 الوطن

 

Exit mobile version