موسى مهدي إسحق: قصتي مع الكورونا

موسى مهدي إسحق

قصتي مع الكورونا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحمد لله لك يا الله حمداً يوافي نعمك ويكافئ مزيدك ولك الحمد لذاتك حمداً يوافي مرضاتك.

قال الله تعالى في محكم تنزيله: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً أمر المؤمن كله خير إذا أصابه سراء شكر فكان خيراً له وإذا أصابه ضراء شكر فكان خيراً له).

قال عمر بن الخطاب رضي الله: (نفر من قدر الله إلى قدر الله).

الصلاة والسلام على خير مبعوث للعالمين.

اللهم يا رب العالمين لك الحمد لذاتك يا من يستحق جميع الحمد ولك الحمد على ما أنعمت وأعطيت كل القصد وزدت من رحمتك وفضلك بما لم يكن بالعد فاحمدك اللهم حمدا يرضيك وبحمدك صلي وسلم على سيدنا محمد دليلنا إلى مراضيك وآله وزدنا من رحمتك محبة ترضيك.

إن الله اذا أحب عبداً ابتلاه والإبتلاء يطهر النفس وكفارة للذنوب وزياده الحسنات بالصبر، ودعا الله عباده المؤمنين للإستعانة على المصائب والنوازل والشوائب والمرض بالصبر والصبر دليل على قوة الإيمان.

ماذا حدث؟

رجعت للمنزل مساءاً بعد عمل طويل مرهق جداً ومثلي مثل السودانيين جميعاً فقد تناولت الغداء بعد المغرب ثم صليت العشاء وأنا بصحة تامة وعافية. وذهبت لغرفتي لأنام باكراً استعداداً ليوم غدٍ الأربعاء بعد أن وضعت برنامجي، وأنا في فراشي استعداداً للنوم قمت بتكملة وردي لما قبل النوم وتوكلت على الله الحي الدائم ونمت نومةً عميقةً (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

وعند الساعة الثانية صباحاً أحسست بآلام شديدة في الظهر لم تأتيني من قبل في حياتي ومعها هلوسة عجيبة وبعدها أحسست بآلام شديدة في أرجلي لا أستطيع وصفها وصداع خفيف، في تلك اللحظة تمنيت أن أقطع ظهري وأرجلي وأرميها بعيداً، فصحت زوجتي من النوم بحركتي وأخبرتها بما حصل لي، وطلبت من كريمتي مودة أن تعمل لي مكمدات في أرجلي بالماء البارد، وبالفعل وجدت أرجلي بها حرارة عالية جداً، واستمرت في عمل المكمدات في أرجلي ورأسي والحمى ما زالت مستمرة، فذكرتني بقول المتنبي:

وزائرتي كأن بها حياء.. فليس تزور إلا في الظلام

بذلت لها المطارف والحشايا.. فعافتها وباتت في عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنها.. فتوسعه بأنواع السقام

وفي الصباح رافقني ابني دكتور مؤيد وهو طبيب إلى مستشفى (فيوتشر) في الطائف، وبعد الفحص السريري وأخذ عينات من الدم كانت النتيجة بأني مصاب بالتايفويد وإلتهاب بسيط، وأخذت العلاج لمدة ثلاثة أيام وزادت الحمى والآلام لدرجة عالية ولم أتحسن وأحسست بكحة خفيفة ولم تكن جافة بل كانت مصحوبة ببلغم ومن ثم أخذت ستة حقن (سامكسون مضاد حيوي ١ جم بالوريد) وأيضاً الحمى مستمرة بصورة أكبر والآلام شديدة وكحة كل ساعتين أو ثلاث ساعات مع ازدياد الحمى والكحة.

ابني دكتور مؤيد شك بأن تكون هذه أعراض جائحة الكورونا وأنا استبعدت ذلك كلياً لأنني لم أخالط شخصاً قادماً من السفر إلا شخص واحد غير مصاب وهو الآن بخير ولم يصب أحد من الذين خالطوه وهو في حجر منزلي وأيضاً كنت منضبطاً ومنفذاً للتعليمات الصحية الوقائية.

ولكن مع إصراره فقد تم الفحص لمرض الكورونا وأخذ العينات من دمي والنتيجة لا توجد كورونا والحمى مستمرة ومتقطعة مثل حمى الملاريا وصداع لا علاج له وألم شديد جداً في الأرجل وعمل المكمدات مستمر معي في الرأس والأرجل وبقية الجسم. استمر الحال لأكثر من أثني عشر يوماً وبعد اليوم السابع فقدت شهية الأكل نهائياً وخمسة ايام لم اذق طعاما إطلاقاً.

وفي هذه الفترة زرت المستشفى ثلاث مرات يتم فحص الكورونا والنتائج تفيد بأني غير مصاب بالكورونا وفي يوم السبت الموافق ١٣ مارس ذهبت إلى مستشفى (فيوتشر) بصحبة ابني دكتور مؤيد وابنتي دكتورة ملاذ مساءا وبعد الفحص السريري والفحص المعملي النتيجة بأني غير مصاب بكورونا ولكنني في هذه المرة طالبت الدكتورة باشعة مقطعية وهي التي تقطع الشك وتبعد الظن وتثبت اليقين بمرض الكورونا فاجابت بأنه ليس لديهم جهاز للأشعة المقطعية، بل طالبتهم بالأشعة العادية فأخذت لي صورة اشعة للصدر وكانت المفاجأة بأن هنالك علامات ظاهرة في الرئة مما يولد الشك بأني مصاب بمرض كورونا أو ما يسمى (كوفيد 19) ولنقطع الشك باليقين اتصل ابني دكتور مؤيد بزميله دكتور محمد ابشر (أخصائي جراحة) وهو كان مصاب بالكورونا (كوفيد 19) ومحجوز بمستشفى جبرة للعزل واطلعه على الموقف وطلب منه أن يعطيه رقم إدارة الوبائيات، وبالفعل اتصل الدكتور محمد ابشر بدكتورة جيهان مسؤولة الوبائيات بولاية الخرطوم وارسل لابني مؤيد رقم دكتورة جيهان واتصل بها مؤيد فاستجابت لطلبه فارسلت لنا عربة الإسعاف بمستشفى (فيوتشر) وأجري لي فحص الكورونا بأخذ العينة من الأنف وطلب مني البقاء في المنزل وان لا اخالط شخصا إلا بعد النتيجة، وبالفعل تم الاتصال بنا صباح الاثنين ١٥ مارس الساعة الواحدة والنصف صباحا وأخبروني بأن النتيجة إيجابية وهذا يعني اني مصاب بجائحة الكورونا (كوفيد 19) وسوف يرسلوا إسعافا لنقلي لمستشفى جبرة، وبالفعل عند الساعة الثانية صباحا نقلتني الإسعاف لمستشفى جبرة.

فترة العلاج بالمنزل

ماذا تم خلال الأسبوعين بالمنزل؟

قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سعادة ابن آدم الزوجة الصالحةَ والمركب الصالح والمسكن الواسع).

وأيضا قال: (الدنيا متعاع و خير متاع الدنيا المراة الصالحة).

وأيضا عندما سئل اي النساء خير قال: (التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره).

أرجو ان لا تقولوا الكورونا قد لحست عقلي لأنني خرجت خارج الموضوع ولكن اصبروا معي قليلا، في أواخر عام 1988م كنت شابا ذهبت للحج مرافقا والدتي رحمة الله عليها فدعوت الله في الكعبة ساجدا أن يرزقني امرأة صالحة لاتزوجها وتزوجت زوجتي أم سلمة في أواخر 1990م.

هذه المقدمة ضرورية جدا ومهمة للدور التي قامت به هذه الزوجة الكريمة.

افترضت بأن هذه الأعراض هي أعراض جائحة الكورونا وانا أنفي، تعاملت زوجتي بالالهام من الله (الإلهام ما يلقي به الله من أمر في نفس عباده الاصفياء) بأني مصاب بكورونا الا ان يظهر العكس وفهمنا بأن من يصاب بكورونا فلا محال بأنه ذاهب إلى الموت.فقامت باختراع علاج مكون من (القرض، الكركدي، الكمون الأسود، الجنزبيل، القرنفل، وقطع صغيرة من البصل، و٨ فصوص من الثوم، وورق الغار تغليهم في النار) وتسقيني ماء هذه الخلطة دافئا في اليوم أكثر من أربع مرات وشراب الليمون مع مسحوق القرنفل والماء الدافي صباحا ومساء وقبل النوم ملعقة قرنفل مسحون + معلقة عسل وعند الصباح كذلك.

وبعد سبعة ايام من المرض المتواصل فقدت شهيتي الطعام والشراب و تغير مزاجي ورفضت كل ما تقدمه لي من شراب وطعام وخاصة شراب العلاج وهي مصرة أن اشرب وانا أرفض وكل خمس دقائق تطلب مني ذلك وأحيانا اتنرفز واشخط فيها بصوت عال كرهتيني الشراب وطلع من نفسي بكلامك الكتير وهي تقبل مني هذه النفرزة بخاطر طيب دون ان يتغير وجهها أو تأخذ موقفا أو تغضب فترد لي بابتسامة، وبعد مراجعة نفسي لمثل هذا السلوك الغير جميل فاقوم بالشراب ليس من أجل العلاج إنما جبرا لخاطرها ولجميل صنعها وحسن تعاملها، واستمرت هذه الحالة لمدة ستة أيام وهي تجسدت فيها الآية الكريمة (ولقد خلقنا لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة). والمودة والرحمة كلها طبقتها في تعاملها معي بعطف وحنان يفوق الوصف وأرى القلق في وجهها، فكانت نعم الزوجة الصالحة والام الرؤوم والأخت العطوف فإنني مهما اثنيت عليها لا أستطيع أن اكافئها أو اعطيها حقها ويعجز لساني عن وصفها فلها مني مليون تحية.

أما ابني دكتور مؤيد بالرغم من قناعته التي تصل ثمانين بالمئة اني مصاب بكرونا فقد تعامل معي بشجاعة وقوة وصبر وتحمل معي كل الشدائد وكان يعطيني الحقن بالوريد وترك عمله بالمنظمة ورافقني وكان يرفع من معنوياتي وكلماته تمنحني الصبر والتحمل والأمل.

أما كريماتي مريم ومودة وملاذ ومهاد وحدق العيون فقد كن ملازماتي طيلة الأربعة وعشرين ساعة يقمن بعمل المكمدات لي في ارجلي وراسي وصدري ومعهم ابني محمد.

لقد قاموا بعمل جميل وكبير تجاه والدهم بدون خوف وتردد من المرض وأشهد الله واشهدكم بأنني راض عنهم وعاف عنهم وفخور بهم وأحسبهم من الأبناء الصالحين الذين يدعون لي بعد موتي.

مستشفى عزل جبرة

وصلت المستشفى صباح الاثنين عند الساعة الثانية صباحا وعندما رأيت الأطباء والممرضات يلبسون الزي الأبيض من رأسهم حتى اخمص ارجلهم خلت نفسي اقابل رجالا من الفضاء فتلفت يمينا وشمالا وجدت خليطا من المرضى من كبار السن ونساء شابات وشباب يرقدون على سرائرهم وتسمع صوت الكحة من هنا وهناك وآخرون يتألمون من المرض وآخرون يطلبون أكسجين فتمنيت لهم ولي بالشفاء.

استقبلتني السستر وأخذت المعلومات لتكملة الملف ووضعتني على سرير واعطتني ملاية وعند الساعة السادسة صباحا ذهبت معاها لأخذ الأشعة المقطعية وبعدها تحولت إلى الطابق الثاني حيث يكون المصابون بالكورونا يظلوا بالطابق الثاني ولا يسمحو لهم ابدا بالنزول إلى الطابق الأول حيث انه مكان المشتبهين بالكورونا.

وعندما دخلت العنبر الأول ووجدت فيه الحالة رقم تسعة هندي يسمى (هميش) وخواجة من جنوب أفريقية وسوداني قادم من تايلاند فأصبحت انا رابعهم ولكن أصبحت قلقا ومهموما باسرتي وتتنازعني الهواجس بأن أكون نقلت لهم المرض، وظللت بالمستشفى يومين لم اخذ علاج وفي اليوم الثالث صرفوا لي (هيدروكسي كلوركين وازيرو مايسن ٥٠٠ ملن جرام و اموكلان ٦٢٥).

وفي اليوم الثالث اتصل بي ابني دكتور مؤيد وأفادني بأن نتيجة الفحص له ولوالدته كانت سلبية وطلبوا منهم أن يعزلو نفسهم لمدة أسبوعين في غرفة خاصة وأن لا يخالطوا من بالمنزل. وسررت سرورا لا يوصف ودعوت وحمدت الله على ذلك. وأخذت معي للمستشفى العلاج البلدي واستمريت في شرابه ووجدت جميع المرضى يستعملونه وحتى الهندي كان يستعمله معنا، وقضيت بالمستشفى اثني عشر يوما بعد أن أخذوا مني عينتين كل خمسة أيام وجميعها كانت سالبة وبحمد الله أصبحت معافى وسمحوا لي بالمغادرة.

قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم). وهذا التكريم يعني حياً وميتاً أن هذا المرض اللعين ينزع كرامة الإنسان عندما يموت بالكورونا في المستشفى فلا غسل له ولا غسل للميت ولا كفن له وبسرعة جدا يضعوه في كيس ويقفل عليه الكيس ويوضع في النقالة وهناك عاملان بالمستشفى يذهبان به إلى المقابر بعد إخطار أسرته بأن يقوموا بحفر القبر وأن لا يحضروا وإذا حضروا لا يزيدوا عن اثنين، ويوميا بالمستشفى تكون هناك حالة موت لشخص او زيادة للذين يدخلون العناية المكثفة لم يخرج منها شخصا معافيا. بل يخرجون على النقالة. ولكن ان فقدوا الغسل وصلاة الجنازة وهو امر شرعي فان الله سبحانه لطيف بعباده فقد رزقهم بافضل من ذلك وكسبوا لقب الشهيد بناء علي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قتل في سبيل الله فهو شهيد- ومن مات بالطاعون فهو شهيد) فاكرمهم الله بالشهادة، وأن الله لطيف بعباده وفازوا بما جاء في القران: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون).

مستشفى جبرة الحق يقال والسنة الخلق أقلام الحق جبرة مستشفى نظيفة جدا ويتم تعقيمها وتطهيرها في اليوم ثلاث مرات وكذلك النظافة ومعدات التطهير تصرف لكل مريض والوجبات الثلاث ممتازة تحضر من متعهد خارج المستشفى والمياه المعدنية والغازية والفواكه والقريب فورت والبرتقال والمانجو والتفاح، ويسمح لك باخد اي كمية تريدها، وأيضا وفروا معدات الشاي والكبابي الورقية والملاعيق والسكر، وما وجدناه من تعامل راقي من الأطباء والممرضين والسسترات وعمال النظافة شئ يفوق الخيال، عاملونا بأدب واحترام واحساس تحس فيه التعاطف والتعاضد معك وأصبحنا أصدقاءً لهم، وهذا الجيش الأبيض يخاطر بنفسه من أجل توفير العلاج والراحة للمرضى وان منهم متطوعين لخدمة المرضى ولقد أصيب منهم عدد كبير بجائحة الكورونا (كوفيد 19) وأصبحوا من يعالجون بالأمس زملاؤنا في العنبر منهم دكتور عفيفي هذا الدكتور الإنسان الخلوق أصيب بالكورونا ويزاول عمله ويتفقدنا ويتفقد المرضى للاستماع لشكواهم، ولا أنسى دكتور خالد الطبيب المؤدب أصبح مصابا بالكورونا مثلنا، وأشيد بدكتورة يسرية ودكتورة سارة ودكتورة إسراء ومناهل زمراوي ودكتورة زينب ودكتور عبد الله ودكتور محمد احمد والسستر شيماء والسستر هويدا لدورهم الانساني ولشجاعتهم واحترامهم لمهنتهم ووقوفهم ضد مرض (كوفيد 19) معرضين انفسهم للمرض و الموت من اجل اداء واجبهم الانساني فلهم مني التحية و الاجلال والتقدير، ونسأل الله أن يثيبهم الله أجرا كثيرا.

وبحمد الله وفضله ومنه فقد غادرت مستشفى جبرة يوم الخميس مساءا قبل رمضان بيوم لمنزلي بالطائف وطلب مني أن أكون في عزل صحي في غرفة وحمام خاص بي ولا اخالط احد.

كيف انتقل المرض لي؟

لقد كنت منضبطا جدا بالتعليمات الصحية واستعمال المطهرات بالمنزل وفي العربة ولكن قضاء الله وقدره فقد أصبت بها بمنزلي ولم اصب بها من الخارج بل وجدتها في منزلي من اخي الكريم، هو عديلي والذي كان يعمل بالمنظمات الخيرية التي كانت تستقبل المرضى والمعونات وقد أصيب بها من قبلي وكنت معه في غرفته وهو مصاب ولا يدري انه مصاب والآن هو تعافي.

هل استعملت علاج غير العلاج البلدي؟

نعم، في هذه اللحظات يمر بك شريط حياتك كله خيره وشره وكأنك مقبل على الموت فتدعو الله تعالى وترجع له وهو الشافي فقد كنت أدعو بدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام (وإذا مرضت فيهو يشفين) ألف مرة في اليوم وكذلك (يا لطيف) الف مرة في اليوم و(جل جلاله الله) الف وخمسمائة وواحد، وهذه الأدعية تدخل الطمأنينة في قلبك والسكينة في نفسك (ادعوني استجب لكم) (واني قريب أجيب دعوة الداعي). وبحمد الله وفضله فقد استجاب الله لدعائي ودعاء اخواني وأصدقائي ومعارفي وأهلي وحفظة القرآن الكريم وتم شفائي من جائحة الكورونا بعد أن تم خمسة عشر يوم في حجر منزلي لم اسلم لأسرتي الا من بعيد وفي نهاية المدة استطعت أن احضنهم جميعا وأصبحت معافى واستطيع مزاولة عملي.

وقال الله تعالى: (واذا مرضت فهو يشفيني). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

وحالتي تذكرني بقول الشاعر:

إذا اشتدت رياح اليأس فينا سيعقب ضيق شدتها الرخاء

فبعد العتمة الظلماء نور وطول الليل يعقبه الضياء

امانينا لها رب كريم اذا اعطى يدهشنا العطاء

خلاصة التجربة:

1- إذا اصيب الانسان بـ(كوفيد 19) عليه ان لا يجزع ولا يخاف وان يواجه المرض بشجاعة ورباطة جأش وصبر (فان الله يجعل من بعد العسر يسرا).

2- عليه ان يستعمل الادوية البلدية المذكورة في المقال فقد ثبت بما لا يدعو للشك بانها تعالج (كوفيد 19) فانا مثال لذلك وكذلك الأسرة السودانية في فرنسا التي تعالجت بالعلاج البلدي المذكور وكثير من مرضى (كوفيد 19) تعالجوا به.

3- إن أحس المريض بضيق تنفس قبل ان يتفاقم عليه يضع اثنين إلى ثلاثة فص من القرض في فمه ويمضغه ويبلع السائل فقد ثبت انها توسع الشعب الهوائية.

4- من خلال تجربتي فان فيروس (كوفيد 19) لا ينتقل باللمس انما ينتقل بالرزاز التنفسي وقد اثبت ذلك دراسة اجريت في المانيا لاسرة مريضة بـ(كوفيد 19) فلم يجدوا الفيروس في مقابض الابواب ولا في السطوح.

5- أعراض العدوى تختلف من مريض الى اخر مثلا احدهم يحس بعدم الشم واخر بحمى وصداع وأيضا في المستشفى وجدت شباب من (١٨- ٢٠) سنة مصابون بـ(كوفيد 19) لكنهم لا يشعرون باي اعراض وهم يمكن ان يكونوا ناقلين للفيروس دون علمهم فاستعمال الكمامة ضروري جداً.

6- عند خروجي من المستشفى اتصل بي عدد كبير من الأصدقاء والزملاء والمعارف يشعرون باعراض مثل اعراض كوفيد وهذا يعني ان المرض منتشر بصورة كبيرة جدا وان كثيرا من المرضى الان في منازلهم يستعملون العلاجات البلدية.

7- يجب علي مريض (كوفيد 19) ان يتغذى جيدً ويشرب الشوربة والسوائل وان يكثر من اكل الخضروات والبرتقال مفيد جدا لانه يمنحك فايتمين c.

8- إنني أناشد اخوتي السودانيين ان يلزموا منازلهم ويبعدوا عن الزحمة.

9- أناشد المواطنين ايضا بتطبيق ارشادات وزارة الصحة لمحاربة الكورونا.

وأود أن اختم عند خروجي من المستشفى اتصل بي بعض الأصدقاء والزملاء والمعارف والأهل دعوا لي سائلين الشفاء دعوا لي بختم القرآن بعد الفرسان ونيالا واحبابي بهيئة شؤون الأنصار وجيراني بحي الطائف وأخص مصلي مسجد السواحلي بالطائف.. وآخرون عتبوا على عدم إبلاغهم ليدعوا لي..

هذا المرض برغم قساوته أظهر لي تعاضد وتعاطف واهتمام بي… فلهم مني كل التقدير والامتنان وصادق الأخوة والمحبة وأسأل الله ان يثيبهم الثواب وان لا يصيبهم مكروه ويبعد عنهم جائحة الكرونا.

و برضو خليك في بيتك

احمي نفسك

احمي اسرتك

احمي اهلك

احمي أهل السودان بجلوسك في بيتك

موسى مهدي إسحق آدم

الخميس ٢٠ رمضان ١٤٤١هـ الموافق ١٤ مايو ٢٠٢٠م

 

المصدر : الصحية الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.