إمام المسجد الحرام: الفهم الخاطئ للدين وراء نشر الأفكار المضللة

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي، أن الفهم الخاطئ للدين وراء نشر الأفكار المضللة، لافتا إلى العقل بلا دين ضلال وانفلات وغواية، مشددا في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام على ضرورة إبعاد التعصب والمعاصي والعلل التي تكبل العقل وتؤثر فيه، مشيرا إلى أن العقل الصحيح عدة المرء في النوائب، وجنته في النوازل، وقائده إلى الخيرات ودفع المضرات في العاجل والآجل، وإذا تم العقل تم معه كل شيء، وإذا فسد ذهب وصار أمر العبد فرطا، ولا تجمل الحياة ولا يستطاب العيش إلا به، فهو يعين العبد على معرفة طرق الصواب والرشد فيسلكها، ويستبين سبل الخطأ والغواية فيجتنبها، والعقل والدين صنوان لا ينفكان، فلا يتم دين المرء حتى يتم عقله.

وبين أن معرفة حقيقة العقل الممدوح في الشريعة وضرورة حفظه وإعماله فيما يرضي الله، يصحح عند الناس مفهومات خاطئة في كيفية استعماله، حيث وظف بعضهم ملكة عقولهم وذكاءهم في نشر الأفكار والآراء الضالة وتوليد الشبه والأهواء المضلة لها لإضلال الناس، وتفنن بعضهم في أساليب المكر والدهاء والحيلة والخداع وإلحاق الضرر والأذى بالناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم.

وأشار إلى أن العقل المصلحي الذي يفكر به البعض هو سبب كثير من المشكلات الحضارية والأمراض النفسية والسلوكية والتربوية والاجتماعية، ولو أنهم أرادوا الخلاص من مشكلاتهم وأمراضهم والانعتاق من التخلف الحضاري لأعدوا لذلك عدته وأعملوا هذه الملكة العظيمة والهبة الربانية فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم وبلادهم بكل خير وصلاح وفلاح، ولتخلصوا من الآفات والمفسدات الحسية والمعنوية التي تغتال العقل وتقيده عن الإبداع والإنتاج المفيد.

وأكد أن العقل هو آلة الفهم والوعي والإدراك، وهو يعمل بكل كفاءة واقتداء إذا استنار بنور الوحي وآداب النبوة، واستفاد من تجارب الناس، واعتبر بأحداث الحياة والتاريخ وتقلب الأيام وتبدل الأحوال ومصارع الغابرين.

وأضاف: من حسن عقل المرء وإسلامه تركه ما لا يعنيه ومعرفته مقدار نفسه، وهو يعلم حقيقة الدنيا وأنها متاع زائل ولهو ولعب وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد وزينة تخلب الألباب وتغر أهلها وتميل صاحبها فيأخذ عرض هذا الأدنى، لافتا إلى أن من احتقر العلماء والأتقياء أهلك دينه، ومن استخف بالسلطان واستهزأ به أفنى دنياه وأهان نفسه، ومشاورته للعقلاء استبداده برأيه.

عكاظ

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.