الطيب مصطفى : البرهان يرفض الوصاية الاممية على السودان

لن نتردد لحظة واحدة في الاشادة بقيام الفريق اول البرهان رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية باغلاق الباب تماما امام دخول أي قوات عسكرية أممية، تصحيحا للدعوة التي وجهها رئيس الوزراء حمدوك للأمين العام للأمم المتحدة بادخال بعثة اممية مصحوبة بقوات عسكرية ، فقد أكد البرهان علي رفضه بقية المطلوبات التي كان ينطوي عليها خطاب حمدوك المنتقص من سيادة السودان على ارضه.

حدث ذلك الموقف المحمود خلال لقاء جمع البرهان مع مدير بعثة الأمم المتحدة على دارفور (اليوناميد).

كذلك فقد اكد البرهان خلال ذلك اللقاء على الخطاب الذي ارسل الى الامم المتحدة بتاريخ 27 فبراير والذي حل محل خطاب حمدوك الكارثي المؤرخ في27 يناير والذي ارسل سرا بدون علم حتى رئيس المجلس السيادي ومجلس الوزراء والذي طلب حمدوك من خلاله ارسال بعثة اممية مصحوبة بقوة عسكرية لتمارس وصاية اممية على كامل التراب السوداني تشمل التدخل في تنفيذ الوثيقة الدستورية وهيكلة القوات النظامية ووضع الدستور واصلاح القضاء !!!!!!!
لقاء الرئيس البرهان بالمبعوث الأممي استبق لقاء وشيكا لمجلس الأمن يفترض ان ينعقد خلال الايام القليلة القادمة لينظر في خطاب حمدوك.

معلوم أن ذلك الخطاب (السري) الذي كان حمدوك قد ارسله الى رئيسه السابق (الامين العام للامم المتحدة) اعد بالتنسيق مع كل من دولتي بريطانيا والمانيا باعتراف السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صديق والذي ظل منذ وصوله يحشر انفه في الشأن السوداني ، على غرار ادوار استعمارية بغيضة ظل ذات الرجل يمارسها في عدد من المواقع التي شغلها في عدة دول بما فيها العراق الذي تعرض لمؤامرة وخديعة كبرى اعترف بها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير في فضيحة وكذبة اسلحة الدمار الشامل ، حيث ادت تلك المؤامرة الى الحاق الأذى بعراق الرشيد بصورة لم يشهد التاريخ لها مثيلا.

كان الفاروق عمر بن الخطاب يقول عن نفسه (لست بالخب ولا الخب يخدعني) اي لست بالمخادع ولا المخادع يخدعني وذلك ما وثقه التاريخ عن ذلك العبقري الراشد الذي وصفه الصحابي الجليل المغيرة بن شعبه بقوله :(كان له عقل يمنعه من أن يخدع (بضم الياء) وورع يمنعه من أن يخدع (بفتح الياء) .

اقول ذلك خوفا من المستعمرين الجدد الذين لطالما تلاعبوا بامتنا الاسلامية واذاقوها الكثير من كيدهم ، وما خدعة سايكس بيكو الاي انطلت على أمتنا خلال القرن الماضي ثم (صفقة القرن) التي تطبخ الآن بعناية ، وقد بدأت ارهاصاتها تلوح في الأفق ، عنا ببعيد ، سيما وأن هناك مخططا استعماريا تسربت اخباره قبل زمن لتقسيم السودان الى خمس دول.

نكرر القول للبرهان ونقول له هذه المرة احسنت ، وكل المطلوب منك ان تمضي حتى نهاية الشوط في تأمين تحركك الأخير ولا تطمئن لذلك اللقاء مع مسؤول اليوناميد ولا لمخرجات الجلسة الأخرى التي عقدها الفريق كباشي مع سفير الاتحاد الاوروبي بالخرطوم والذي اكد خلالها للرجل على موقف السودان الرافض للبعثة الأممية ولأي وجود عسكري أممي في السودان.

نعم تحتاج الى خطوات أخرى ذلك أنه لا يخفى عليك اخبار الغضبة المضرية للسفير الاستعماري الحقير عرفان صديق لتسرب خبر خطاب حمدوك الأول الذي اعدوه له ، فهؤلاء المتعوسين كانوا ولا يزالون يعتبروننا قطيعا من الأغنام يساق الى الذبح دون أن يعلم! ومعلوم ان ذلك الطلب الذي ضمن في خطاب حمدوك الاول غير المعدل يعبر عن رغبة دول الترويكا (امريكا وبريطانيا والنرويج) والمانيا ولذلك لا تأمن يا أخي ما يمكن أن يحيكوه من مؤامرة خلال جلسة مجلس الأمن ، ومما اسعدني انكم أطلعتم كلا من الصين وروسيا بموقفكم من خلال سفيريهما بالخرطوم ، وليتكم تتبعون ذلك بالاتصال بوزيري الخارجية من خلال سفيريكم هناك ، اذا كانا مضمونين وليسا تابعين للمؤامرة العرفانية الحمدوكية، والاحوط والأسلم أن يتم ذلك بارسال مبعوث رئاسي منكم الى الدولتين او أن تقوم بالاتصال بالرئيسين الصيني والروسي او يقوم كباشي بالاتصال بوزيري خارجية تلكم الدولتين.

بالطبع فان ثقتي في وزيركم الامريكي عمر قمر الدين (بتاع كفاية) لا تختلف عن ثقتي في عرفان صديق!
تعودنا ايها القائد البرهان الا نركن لهؤلاء الاستعماريين فقد والله قرأت اقوالا لبعض المسؤولين الامريكيين تكشف نواياهم لاعادة هيكلة الدولة السودانية وتفكيك جيشها وملاحقة قياداته ما اخافني ، فهلا (نجضتم) شغلكم وحميتم دولتكم وجيشكم من كيد اعداء الخارج والداخل قبل فوات الأوان؟!
اما الصمت عن خيانة حمدوك وعن افاعيل الاستعماري عرفان فقد كتبنا عنه ولا نزال ، والحديث ذو شجون!

صحيفة الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.