هنادي الصديق: ما حقيقة وفاة قداح الدم

القناة الاسرائيلية كانت أكثر صدقا وإدراكا لحقيقة ما يمكن أن يجره عليها الكذب، فإستدركت لافتة الى إنه كان من الممكن أن تبقى هذه الرحلة سرية إلا أن مسارها الاستثنائي التقطته رادارات تطبيقات المراقبة في الإنترنت.

 

مشيرة إلى أن الطائرة كان على متنها طاقم طبي، ومعدات وأدوية لمعالجة كورونا، ومسؤول إسرائيلي كبير مختص بالعلاقات مع السودان بغرض إحضار الديبلوماسية السودانية (قداح الدم) للعلاج في إسرائيل، لكن اتضح أن وضعها الصحي حرج ولا يسمح بذلك، قبل أن تفارق الحياة (بعد ساعات فقط من مغادرة الطائرة).

 

تضارب التصريحات كان من الممكن أن يمر مرورا عاديا، ولا يتوقف عنده أحد، إلا أن شغف الشعوب بالتنقيب ولهثها المستمر والمضني عن تتبع كل ماهو مثير وكشف الأسرار، جعل من العالم (غرفة ضيقة) وأدخل الناطق بإسم الجيش السوداني في (خرم إبرة)، بعد أن تابع عدد غير قليل وكنت من بينهم، مسار الطائرة الإسرائيلية منذ إقلاعها من مطار الخرطوم مرورا ب(خليج العقبة) وحتى وصولها مطار بن غوريون في تل أبيب، عبر برنامج تتبع الرحلات (فلايت رادار 24) .

 

التصريح الذي لم يحالفه التوفيق، جعل مصداقية الناطق بإسم القوات المسلحة على المحك، وخصم من الرصيد الأخلاقي للمؤسسة العسكرية التي يمثلها العميد ويناصبها السواد الأعظم من الشعب السوداني العداء.
تبقى الإسئلة الهامة التي تحتاج لإجابة مقنعة: لماذا أخفى سيادة العميد حقيقة الطائرة الإسرائيلية طالما ان رئيسه الفريق عبدالفتاح البرهان لم ينكر حقيقة علاقته بالكيان الصهيوني من قبل؟
هل في الأمر ما يشي بأمر كبير يريدون صرف الأنظار عنه بهذا التصريح الذي فضحه الجانب الإسرائيلي المعروف عنه الثرثرة؟
وبما أنني أميل للرواية الإسرائيلية أكثر من رواية الناطق بإسم قواتنا المسلحة، فهل حقيقة ان الغرض من هذه الرحلة المبهمة كان نقل الديبلوماسية قداح الدم بغرض العلاج بتل أبيب؟،أم للتخلص منها بشكل سري وسريع إعتمادا على تأثرها بفايروس كورونا 19 المستجد؟ ومن كان في معية الوفد الإسرائيلي من الجانب السوداني؟ ماذا كانت تحمل السيدة قداح الدم من أسرار أرادت الدولة العبرية التخلص منها بذات الطريقة التي إعتادت عليها مع من تجمعهم بها علاقات تبدو في ظاهرها مصالح مشتركة، وفي حقيقتها إستغلال الشخص لفترة محددة تنتهي بإنتهاء المهمة المحددة، والجميع يعلم أن السيدة قداح الدم هي مهندسة لقاء البرهان ونتينياهو بعنتبي في فبراير الماضي.

 

نخشى أن تكون الدولة العبرية أرادت إستغلال جائحة كورونا بأن تضع نهاية طبيعية لعلاقتها بالشابة السودانية التي ظنت أنها أدت ما عليها من أدوار تجاه وطنها في السياسة الخارجية من منظورها الشخصي وحسب تقديراتها الذاتية؟ أم أن في الأمر ما ستكشف عنه الأيام؟ رغم أن الوفاة بالكورونا واردة بنسبة كبيرة ولكن ..!!

 

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.