الجائحة المعلوماتية لا تقل خطرا عن كورونا.. إليك 5 طرق لمواجهتها

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ظاهرة انتشار المعلومات الخاطئة المصاحبة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والناتجة عن خلط الحقائق وترويج الشائعات والأخبار المزيفة، لا تقل خطورة عن الفيروس نفسه. وقد أطلقت منظمة الصحة عليها اسم “الجائحة المعلوماتية”.

 

ارتباك وذعر
تتمثل مظاهر هذه الجائحة المعلوماتية في الشائعات والأساطير والحقائق المبالغ فيها، والتي تغذي أشكالا جديدة من رهاب الأجانب. فقد أصبح العديد من الناس من أصول صينية أو شرق آسيوية مثلا يتعرضون للإهانة أو الاعتداء أو الحرمان من الخدمات، كما يُلقى اللوم على الجماعات الدينية والأقليات والنخبة عبر الإنترنت.

ويخاطر مستخدمو الإنترنت الذين يشاركون مقاطع الفيديو والصور التي تسخر من الفيروس، حتى دون أي نية ضارة، بنشر المعلومات الخاطئة، مما يثير الذعر والارتباك بين الناس ممن لا يعرفون من يثقون به وممن أصبحوا أكثر عرضة للتلاعب والجرائم الإلكترونية.

 

مصدر الارتباك الآخر هو موقف السلطات الصينية، فقد شككت الحكومات الغربية، بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تقارير الحكومة الصينية بشأن أصل الفيروس ومدى الانتشار الحقيقي للوباء داخل الصين.

وعلى الرغم من نفي بكين إخفاء أي شيء، فإن اختفاء المبلغين عن المخالفات الصينية يغذي التكهنات، سواء كان ذلك صحيحا أم لا.

 

مواجهة التضليل
على مستوى العالم، اتُخذت العديد من الإجراءات للحد من تداول الأخبار المزيفة. ولم تتردد الدول الآسيوية في تطبيق الملاحقات الجنائية المتعلقة بمرض كوفيد-19.

وفي مقاطعة كيبيك الكندية، تم توفير خدمات التأكد من الحقائق مثل كاشف الشائعات للجمهور. وتستخدم منظمة الصحة العالمية شبكتها الحالية المسماة “EPI-WIN” لتعقب المعلومات الخاطئة بلغات عدة.

 

كما طُلب من عمالقة التكنولوجيا تصفية الأخبار الكاذبة، وتعزيز المعلومات من مصادر موثوقة. وتعمل غوغل على إزالة المعلومات المضللة حول فيروس كوونا من يوتيوب وخرائط غوغل ومنصات التطوير مثل “غوغل بلاي” وفي الإعلانات.

ويتحقق تويتر، من بين أمور أخرى، من الحسابات التي تعد مصادر موثوقة للمعلومات حول كوفيد-19، وتراقب المحادثات للتأكد من أن الكلمات الرئيسية التي تم البحث عنها على الفيروس توفر الوصول إلى معلومات موثوقة.

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية أيضا تنبيها صحيا على واتساب وتشات بوت على فيسبوك ماسنجر، لتوفير معلومات دقيقة عن الفيروس.
كما لا تدخر الأمم المتحدة جهدا في معالجة المعلومات الخاطئة والتعامل مع المحتالين عبر الإنترنت الذين يستغلون الأزمة.

 

ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحالف معلومات فيروس كورونا (CoronaVirusFactsAlliance#)، الذي يجمع أكثر من مئة شخص من مدققي الحقائق من أكثر من 45 دولة.

على مستوى العالم، اتخذ العديد من الإجراءات للحد من تداول الأخبار المزيفة
احم نفسك
جائحة المعلومات المضللة حقيقية مثلما هي الحال مع كوفيد-19، لذا يجب أن نتّخذ كل الاحتياطات لحماية أنفسنا وأحبائنا.

 

وإذا لم يتم إيقافها بسرعة، ستصبح الأخبار المزيفة التي يتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، ويمكن أن تؤثر على عدد كبير من المستخدمين.

صحيح أنه يصعب السيطرة على فيروس كورونا غير المرئي، والذي لا يسبب أعراضا في بعض الأحيان. إلا أن التباعد الاجتماعي والتدابير الصحية وارتداء الأقنعة يبدو أفضل وسيلة للحد من انتشاره في الوقت الحالي، وتعد اليقظة أيضا واحدة من أفضل الطرق للقضاء على الأخبار الكاذبة والمزيفة.

يستغرق الأمر بضع نقرات فقط للكشف عن المعلومات الخاطئة. وللحصول على معلومات موثوقة، يمكن الرجوع لعدد من المصادر مثل “كوفيد 19 بوينتر” (Covid 19 Poynter)، وتنبيه كوفيد-19 على غوغل، ومنصة معلومات منظمة الصحة العالمية عبر الإنترنت.

 

الحد من الانتشار
على الرغم من أن التحقق من المعلومات وممارسة النقاش العقلاني يعدان أمرين ضروريين لمكافحة جائحة المعلومات المصاحبة لكوفيد-19، فإن ذلك له آثاره الضارة.

فقد أظهرت دراسة أجريت على فيروس زيكا أن محاولات التخلص من المعلومات المضللة لم تقلل من المفاهيم الخاطئة عن الفيروس، بل قللت من ثقة الناس في المعلومات الدقيقة المتعلقة بالوباء والخاصة بمنظمة الصحة العالمية.

أحد التفسيرات لذلك هو أن بعض الناس يتمسكون بالتفسيرات البسيطة بدلا من فك شفرة المعلومات المعقدة في بيئة فوضوية، حيث لا يتوفر سوى القليل من المعلومات الواقعية عن مصادر التهديد الجديد وكيفية الحماية منه.

 

لكن العمل ضد المعلومات الزائفة بخصوص هذا المرض هو مسؤولية الجميع. وفيما يلي خمسة تدابير لمنع انتشار المعلومات المضللة:

كن يقظا ومنتقدا عندما تطّلع على وسائل التواصل الاجتماعي.
لا تترك معلومات خاطئة على صفحتك على الإنترنت، اطلب من الشخص الذي شاركها أن يزيلها بأدب.
الإبلاغ عن المعلومات الخاطئة لمسؤولي النظام الأساسي.
عندما يصيبك الشك، خذ بعض الوقت للتحقق من المعلومات التي تشاركها مع الآخرين.
اجعل صوتك أعلى من صوت الأشخاص الذين يشاركون معلومات كاذبة.

 

الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.