مستشار البرهان، الطاهر أبو هاجا يكتب: حول وجود اليوناميد

في الوقت الذي يشهد فيه منبر الوساطة عبر الفيديو كونفرانس جلسة خاصة لمناقشة الترتيبات الأمنية لحركات دارفور اليوم الثلاثاء تشهد وللمفارقة أروقة مجلس الأمن

 

الدولى غدا جلسة لمناقشة موضوع قوات اليوناميد فى ذات الإقليم وربما يناقش المجلس موضوع البعثة السياسية في السودان.. الموضوعان جوهرهما قضية السلام التي قطع فيها أبناء الوطن الواحد شوطا بعيدا.. فلماذا الحديث عن اليوناميد والتمديد لها وكأن تغييرا لم يحدث في البلاد.
إن دعت الجلسة لتمديد فترة اليوناميد نقول ياحسرة على عباد السودان كلما جاءتهم فرصة للسلام تبددت بسبب الحظ العاسر أم بسبب أخطاء اقترفوها.. النظرة الفاحصة والموضوعية للحالة السودانية تستوجب التعمق أكثر في التغييرات الضخمة التي حدثت في السودان بعد ثورة ديسمبر فتاريخ مابعد تفجيرها لم يشهد إطلاق طلقة واحدة تقريبا في اتجاه الحركات المسلحة. لماذا؟ .. الجواب في تقديري لأن حركات النضال المسلح أصبحت جزءا أصيلا من من قوى الحرية والتغيير والتي هي شريكة مع المكون العسكري في الفترة الانتقالية التي حددت أولى مهاهما تحقيق السلام، إذن هنالك التفاف وطني شامل لجميع القوى والمكونات السياسية المختلفة لأجل تحقيق السلام.. لم يسبق أن أقدمت الجبهة الثورية والحركات كلها بقوة دفع وإرادة مثل ماحدث ويحدث الآن عبر منبر جوبا خلال الشهور الماضية، في العهد الماضي كان الحديث عن خروج قوات اليوناميد من دارفور يخرج خجولا وخافتا لماذا لأن النظام البائد كان يوقع اتفاقا مع الحركات ويوقع بينها بعد حين وينقد غزله بيده.. إن الاستراتيجية الأمنية والسياسية السابقة كانت قائمة على العدوان والحرب ودق طبولها وإشعال نيرانها التي لاتنطفي.. لكن واقعا سياسيا جديدا ولد في السودان مع نوايا مختلفة وإرادة غير تخلقت.. الصحيح أن تدعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن هذا الاتفاق السوداني السوداني.. وأن تذلل كل العقبات التي تعيق مسيرة التفاوض عبر وساطة جوبا بدلا عن التركيز في موضوعات أخرى.. الطبيعي الآن والمنطقي خروج قوات اليوناميد التي انتفت كل الظروف والمبررات الداعية لوجودها فأي حديث عن تمديد فترة وجود هذه القوات يعيدنا القهقرى إلى زمان سادت فيه العقلية الأمنية ولغة السلاح فقط.. على الأسرة الدولية دعم لبنة الديمقراطية والتنمية المستدامة.. نعم لن تطلق القوات المسلحة طلقة واحدة في وجه رفقاء الكفاح المسلح ولن تعود الحرب ثانية لأن الثورة أفرزت وعيا جديدا متطورا وفهما شاملا للقضية السودانية.. نتوقع دعم الأسرة الدولية عامة والأمم المتحدة خاصة مجهودات السلام السوداني الشامل والذي قطعا يحتاج إلى إرادة وطنية قوية تؤصد وتسد الثغرات وتزيل الشكوك والعقبات المعيقة لتحقيق أهدافنا السامية.

المصدر: باج نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.