بورتسودان… من لا والي له فولايته عند الكيزان

لسان الحال

د.مصطفى محمد مصطفى

لست من سكان مدينة بور تسودان ولكني سوداني وبورتسودان سودانية شأنها شأن حلايب وشلاتين والفشقة ، وهي ميناء السودان وثغره ، والثغر هو الناطق الرسمي باسم البلاد بأثرها ، لذلك ( بح ) صوتي وأنا اكتب عن سوء الأحوال في بورتسودان وفقا لمصادري الخاصة ومشاهداتي ، حيث كتبت بحكم التخصص عدد من المقالات عن سوء إدارة الخدمات الصحية والنظرة المتخلفة لقيادتها ، ودعوناهم جهارا الى إعادة النظر في تشكيل لجانهم الصحية وإدارة الطب الوقائي ومجلسهم الاستشاري ولكن لم يزدهم نداءنا الا تبارى ، ثم اننا اسررنا لهم اسرارا لكنهم لووا رؤسهم واستكبروا استكبارا حتى لم يبقى امامنا الا ان نرفع اكفنا للسماء وندعوا الله الا يبقى منهم على البحر الأحمر ديارا ، ولم نصل بعد الى مبتغانا في قضايا الصحة العامة بالولاية حتى ضجت الاسافير بالبكاء والصراخ والعويل من ويل ما يلقاه الشرفاء من أبناء بورتسودان من عذاب وتنكيل ، ليس فقط في الصحىة العامة وخدماتها وانما في الميناء ومرافقها المختلفة حيث ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان السودان بثورته وحمدوكه ولجنة إزالة تمكينه كل هولاء في واد وبورتسودان في واد اخر ، فقد وصلتني مجموعة من الرسائل من هناك تتحدث عن ان الدولة العميقة ما زالت تدير كافة مناشط الحياة هناك وهي عميقة جدا في منصات العدالة على وجه التحديد في وكالات النيابة حيث نادى سكان الولاية بضرورة تدخل النائب العام ولجان إزالة التمكين للتخلص من بقايا النظام وخاصة المدعو (م.ع.) وزمرته الذين يلقون القبض على من يشاءون ثم لا يقدمونهم الى محاكمات ابدا ، وأشار معظم الذين كتبوا لي الي عمليات الإفلات المتعمد من العدالة لبعض منسوبي النظام السابق وذكروا عدد من الأسماء المعروفة من حقبة الحكومة البائدة وهم ما زالوا يمارسون عملهم بشكل طبيعي ويعيثون في الأرض فسادا.

 

كما وصلتني بعض التسجيلات الصوتية التي تتحدث عن وجود فساد كبير في الميناء وحوض صيانة السفن بل ان محطة الشاحنات بحي المطار يوجد بها ثلاث وحدات تحلية لمياه البحر الأحمر ذات طاقة إنتاجية عالية تصل الى ستة الف جالون في الساعة الواحدة على اقل تقدير ، إضافة الي وحدة تنقية مياه ضخمة جدا تحتجزها قوى الدولة العميقة بينما بورتسودان تشتكي من قلة المياه الصالحة للشرب .

سبق ان تم فتح ملف بورتسودان اكثر من مرة على صفحات هذه الجريدة وتحدثنا مرارا منذ ان حاولت الحكومة البائدة بيع الميناء ، مرورا باغراق الطق الشهير وانتهاء بالدكتورة الزعفرانة مدير عام الخدمات الصحية ولجنتها الاستشارية وتقليص دور اختصاصي الصحة العامة المسئولين الحقيقيين عن صحة البيئة ورقابة الأطعمة ومكافحة نواقل الامراض والتقصي الوبائي وغير ذلك من أنشطة الصحة العامة .

واخر قولي مثل ما قلت أولا أن من لا والي له فولايته حتما ستؤول الى الشيطان وهذا هو واقع ولاية البحر الأحمر وحاضرتها بورتسودان .

المصدر: آخر لحظة

Exit mobile version