هل تبيع الحكومة قطاع الطاقة الكهربائية للبنك الدولي؟!

يقطع السودان شوطا بعيدا بالتفاهمات التي يجريها مع صندوق النقد الدولي ويتوغل عميقا في ادماج اقتصاده ضمن اقتصاد السوق بمايراه كثير من المراقبين والمهتمين تطبيع لا رجعة عنه ، وتحولات خطيرة ، تفتح الباب واسعاً أمام البلاد لفرص استثمار الشراكات العابرة والتي بنظر الكثيرين لا تلتفت الا لما تجنيه من ارباح!؟.
وقال البدوي “أجرينا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي خلال الأسبوعين الماضيين ونتج عنها اتفاق أعلنه الصندوق الدولي بتنفيذ برنامج “هوم جروم”، سيتم تنفيذه بين 6 أشهر وسنة، لتطبيق مشروعات تنموية بما يؤهل لإعفاء ديون السودان”.

وأضاف أن تنفيذ البرنامج يسمح كذلك بتقديم منح للسودان للإصلاح الاقتصادي”.
وقد أعلن صندوق النقد الدولي بدوره عن التوصل إلى اتفاق مع السودان حول إصلاحات هيكلية لسياسات الاقتصاد الكلي سيتم إجراؤها ضمن برنامج مدته 12 شهرا ويخضع لمراقبة الصندوق.
وقال الصندوق في بيانه الثلاثاء الماضي : إن السودان قدم حزمة إصلاحات تشمل “إصلاح دعم الطاقة لإيجاد مجال لزيادة الإنفاق على البرامج الاجتماعية”.

ولا ينبغي لنا المرور علي الصياغة والكلمات مرورا عابرا وانما لابد من ضرورة التوقف لديها وقراءة مابين حروفها وايحاءاتها لانه “دوما ما يكمن الشيطان في التفاصيل كما يقولون!؟”
بحيث لا يعني الاصلاحات الهيكلية في مجال الطاقة او اصلاحات دعمها سوى تتبيع او لنقل بوضوح وشفافية “بيع” قطاع الطاقة الكهربائية للبنك الدولي!؟.

وان كان ذلك يتم تحت عبارات غاية في الدبلوماسية والتهذيب” مثل وذلك لإيجاد سبل لزيادة الإنفاق على البرامج الاجتماعية؟!!”.
ونرى مثال لذلك جليا في واقع معاشنا الوقود ولا يعني سوى إلغاء الدعم !؟ وكلنا يعلم ارتفاع سعر الوقود 4 مرات!!وهاهو الدور قادم علي الكهرباء ايضا!؟ لتخرج الدولة تماما من اي دعم لاي سلعة او خدمة!؟! بحسب روشتة صندوق النقد الدولي واشتراطات المانحين ، وقد بدأ الامر كما نعلم جميعا منذ “البروفات” الاولية عبر رفع الدعم الجزئي عن الخبز والوقود من خلال عبقرية السعر التجاري!؟!وكتعويض اجتماعي سيحصل كل شخص على 500 جنيه!!.

الآن اذن سوف ترتفع أسعار الكهرباء بعد إلغاء الدعم او الإعانات كأحد المتطلبات الرئيسة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي !؟! ولا يستبعد ان تكون القطوعات القاسية التي تجري الان لمدد متطاولة مزعجة ، جزءا من هذا السيناريو الممنهج والمقصود؟! لتهيئة المواطن قبول الخدمة تحت ضغط الاضطرار باي ثمن!!.

وبما ان حمدوك وحكومته يعملون على استيفاء جميع متطلبات هاتين المنظمتين ، فإن المهمة الأساسية لهم على ما يبدو هي بيع السودان لهما!؟.
وكل ذلك يحدث بهدوء دون بيانات ومناقشات عامة في بيئة 80 ٪ فيها من السكان يكابدون الأمرين ويصارعون من أجل “مشوار الحياة اليوماتي!؟”.

المصدر: صحيفة الوطن

Exit mobile version