محمد عبد الماجد : الراكز أكرم علي التوم

القراية ام دق

محمد عبد الماجد
الراكز أكرم علي التوم
(1)
·لا استطيع أن اجزم بنجاحات الدكتور أكرم علي التوم في وزارة الصحة، ولا اقطع أن كان وزير الصحة في مقام الثورة العظيمة، ام لا ؟ ، شأنه شأن الكثير من وزراء الحكومة الانتقالية الحالية ، والذين كان بعضهم  دون تطلعات شعب قدم من اجل نجاح الثورة (ارواحه) ، ومضى أبعد من ذلك عندما قدم (الصحة) نفسها ،غير مبالٍ بكل المخاطر التى يمكن ان تهدد (عافيته)…والصحة والعافية قد تكون اغلي من (الحياة) نفسها ،والتى يبقى لا طعم لها دون (العافية).
·نعلم ان من قدم (الروح) ، لا يبخل على تقديم (الجسد) حتى يكون جسده (جسرا) للعبور الى مرافئ النجاح المنتظرة بإذن الله.
·وفي كل الأحوال تبقى المشاهد (البطولية) التى يقدمها الشعب السوداني دون كل التطلعات و(الأحلام) التى يمكن ان تكون من الحكومة الانتقالية ، ناهيك ما يمكن ان يكون من (أعمالها).
·انتم تمتلكون شعب اعظم مما يمكن ان يكون من كل الحكومات ولو اجتمعت على قبل سلطة واحدة.
·الأحلام نفسها تتقاصر دون هذا الشعب العظيم ، ولو قدّر لك أن (تحلم) بما تشاء لتقدم (جزاءاً) لهذا الشعب لما استطعت ان توفي الشعب السوداني حقه.

(2)
·كنت في حيرة من امري ودهشة عظيمة بسبب فدائية الشهيد (عباس فرح) الذي توكأ على جراحه ، مخفيا وجعته حتى مات على (ترس) اتكأ عليه – دارى وجهه وأخفاه من (الكاميرا) التى يلهث وراءها الجميع ،وهو يموت شهيدا. كنت احسب ان هذا المشهد لا تضاهيه بطولة اخرى ، حتى رأيت (صور) شقيقه في مليونية 30 يونيو يلبس (قميص) الشهيد عباس فرح الذي استشهد به ، ومازالت اثار (الدماء) عليه تنضح بالنقاء والمسك.
·هذه المشاهد نشاهدها الآن في شباب الثورة وفي الجيل الجديد (روية) عين ، وليس (رؤية) حلم.
·تلك (الكرامات) كان يحكيها اسحاق احمد فضل الله مجرد (تهيأت) و اضغاث (تخيلات) عن (غزلان) تقف في قبور الشهداء ، ونحكيها الآن نحن (بحمرة عين) عن (شباب) الثورة في الواقع السوداني المعاش !!.

·لقد قدم لنا شقيق الشهيد عباس فرح – مشهدا لا يقل بأية حال من الاحوال من بطولة شقيقه الشهيد.
·فعل ذلك رغم أن (قصاص) الشهداء لم يحقق ، ومع ان (العدالة) مازالت غائبة ، لكنه مع ذلك خرج شقيق الشهيد مجسدا اعظم آيات البطولة والفداء والتضحية غير مبال لا بالرصاص الذي قتل شقيقه ،ولا بالكورونا التى تحصد الالاف الآن في العالم.
·هذا الشعب العظيم بهذه المقدرات والمثل والقيم من الصعب ان تأتي حكومة او سلطة في مقامه.
·لهذا تبقى المسافات بعيدة بين الحكومة الانتقالية والشعب السوداني، ولا احسب ان هناك حكومة يمكن ان تكون في مقام هذا الشعب.

(3)
·الدكتور أكرم علي التوم اشعر ان الهجوم والترصد له اكبر من الوزراء الاخرين ، هو وحده الذي يستقصد دون غيره ، رغم ان الرجل يشكّل خط الدفاع الاول الآن ضد اخطر جائحات العصر.
·نكتب عن اكرم علي التوم بغض النظر عن الاطاحة به او الابقاء عليه – ودون حتى ان نقف عند تصريحاته الاخيرة التى اكد فيه خروجه في 30 يونيو من اجل افتتاح مركز الشهيد قصي حمدتو.
·اعجب من الذين يتغزلون في (الجيش الابيض) ويثنون عليهم ، وهذا حقهم الطبيعي ، ولكن العجب يأتي في ان نجعل (قائدهم) مرمى لسهام النقد والهدم.

· العالم الآن بكل جبروته لا يملك لقاحا او دواءا لكورونا غير ان تغسل يدك جيدا ،وتلبس (كمامة)…هذا كل الذي استطاعت امريكا ان تقدمه لشعبها للدفاع عن فيروس كورونا  (كمامة) – لم ينفع امريكا صواريخها ولا طائراتها الحربية في حربها مع فيروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجردة.

· ملف كورونا في السودان – مقارنة مع دول اخرى ، تفوقنا قوة وعتادا وإمكانيات مثل الصين وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الامريكية وحتى السعودية والامارات يجعلنا نقول ان الحكومة السودانية ادارة الملف بحصافة جيدة ، يحسب للحكومة الانتقالية ذلك حتى بلغ من خصوم الثورة والحكومة الانتقالية ان يشككوا في وجود (كورونا) في السودان ، ويخرجوا لينفوا انتشارها ، وهذا شيء يحسب للحكومة الانتقالية..رغم ان كورونا اصابت رموز بعض النظام السابق أحمد هارون شفاه الله، وشكى من أعراضها البشير ،و عبدالرحيم محمد حسين  ،وكانت سببا في رحيل الشريف بدر وحمدي سليمان رحمة الله عليهما.

· هل تتوقعون أن تقدم لكم (الكورونا) إعلانا تلفزيونيا تؤكد فيه وصولها للسودان؟.
· هل تنتظرون لافتاتها في مداخل الجسور وفي شوارع العاصمة حتى تنتبهوا لها؟.
· لا اعرف المنطق الذي يتحدث به اولئك الذين في نفوسهم (مآرب اخرى) – لكن اقول لهم لو اننا افترضنا (جدلا) ان السودان (خاليا) من فيروس كورونا ،وان اراضيه لا توجد فيها حالة اصابة واحدة – فان ذلك وان كان حقيقة لا يقلل من الاجراءات التى  يجب ان تقوم بها الحكومة الانتقالية.

· لكم ان تعلموا ان هذه الاجراءات وهذا (الحجر) والإغلاق التام يجب ان تقوم به الحكومة الانتقالية في كل الاحوال ظهرت كورونا او لم تظهر في السودان – فنحن نتحدث عن (كورونا) التى هزت العالم كله وانتشرت في كل البلاد ، ولا نتحدث عن (ابو القنفذ) او (المكوة ام ديك) التى خرجت رواياتهما وقصصهما في العهد البائد وكتبت عنهم مواقع التواصل والصحف حتى اصبح سعر (ابو القنفذ) في السودان اغلي من سعر (مركوب النمر).

·الإنتقادات و الشائعات والإتهامات التى خرجت تقصد وزير الصحة الدكتور أكرم علي التوم أعتقد ان ما ينفيها ولا يؤكدها ، هي صراحة الرجل وشفافيته وقوة قراراته ، وقدرته على المواجهة ، والصدام ، وهذه الاشياء لا يمكن ان تجتمع في رجل فاسد او فاشل.
· من بعد يمكن الاختلاف في وجهات النظر – سلبا وايجابا.

(4)
· من يفسد يتعامل مع الجمهور والإعلام بلين ولطف ، وهو بالوصفة السودانية (بكتل ضله) ، و يراوغ  وهذه اشياء  يبعد عنها أكرم علي التوم كل البعد.
· وزير الصحة تصريحاته مثل (الدُراب)…وصاحب الامكانيات الضعيفة وفاقد الثقة في نفسه لا يصرح بمثل هذه التصريحات.
·   لا اعرف أكرم علي التوم ، ولا ادري حقيقة الامور في وزارة الصحة ، حتى لا اصدّر لكم معلومة تحسبونها بسند (منظور). اكتب من منطلق (تحليلات) للمشهد ، مثل الذين يكتبون عنه انتقادا من منطلق (تحليلات) ايضا بعيدا عن المعلومات والحقائق القاطعة.
·  المشهد العام يؤكد ان أكرم علي التوم يسيطر على الاوضاع بشكل مطلق .

· معظم الذين يهاجمون اكرم علي التوم يهاجمونه من منطلق (شخصي) وهذا شيء ينسف (بينة) الادعاء عليه.
· اما الذين هاجمونه واستغلوا خروجه في موكب 30 يونيو فاني اقول لهم ان الاشادة بوزير الصحة في هذا الموقف اولى من انتقاده والهجوم عليه.
· الحكومة او المسؤول الحقيقي الذي لا يوجد مع شعبه في مواقع الخطر يبقى لا جدوى منه. ان كان ذلك الوجود بالنسبة للحكومة بالشكل العام ،أو المسؤول بالشكل الخاص.

·  دعونا نقول أن الحكومة لم تكن تملك منع موكب 30 يونيو ..وان كل الذي فعلته الحكومة لمجابهة ذلك هو اغلاقها للجسور ،ومنعها للدخول وسط الخرطوم ، اكثر من ذلك كان يمكن ان تحدث كارثة لا تقل عن مجزرة فض الاعتصام.
· اعجب من انهم طالبوا الحكومة التعامل مع (الشعب) باحترام ، وعدم تعرض الجيش ،او الشرطة له ، في نفس الوقت الذي استنكروا فيه سماح الحكومة لموكب 30 يونيو بالخروج للشارع في ظل جائحة كورونا.
· مع كل الاجراءات المغلظة التى تتبعها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا لمجابهة جائحة كورونا …خرجت (مظاهرات) جماهيرية وشعبية كبيرة  في امريكا وفرنسا ..هل يمكن من بعد ان نطالب الحكومتين في الدولتين برفع الحجر.

· لم يكن امام الحكومة الانتقالية خيارا اخر لتمنع موكب 30 يونيو  – لذلك مشاركة اكرم علي التوم وهو وزيرا للصحة في هذا الموكب امر يحسب له…هل تريدون ان يحمي اكرم علي التوم (نفسه) من (الكورونا) ويجلس في بيته، في الوقت الذي يتعرض فيه (الشعب السوداني) في كل مدن السودان للفيروس.
· ان ابسط ما يمكن ان يقدمه اكرم علي التوم بعد خروج الشعب السوداني للشارع هو ان يكون معهم – وبينهم.
· لن اتخلي عن (اسرتي) الصغيرة اذا كانت في (خطر) ، وان كان ذلك يعرضني شخصيا للخطر –  هكذا هو حال كل (أب) مع أسرته ، ليس هناك احد يمكن ان يكتفي بتقديم (التباعد) من اجل ان يكون نموذجا لأمر وقع ، وأصبح ليس في الامكان السيطرة عليه.
· يجب ان نبقى معا في (الحلوة والمرة) وأكرم علي التوم رغم تشدده في محاربة فيروس كورونا كان مع شعبه في الموكب…هذا شيئا طبيعيا يرد له ، وان قال انه خرج للمشاركة في افتتاح مركز صحي في جبرة.

· لقد بحث المعارضون عن (نموذج) يقدمه أكرم علي التوم بعدم المشاركة في الموكب باعتباره وزيرا ونسوا قيمة ان يكون الى جانب شعبه كمسؤول بعد ان خرج للشارع معهم،  ومارس حقه كمواطنا قبل ان يكون وزيرا يفتتح مركزا صحيا في يوم عصيب.
· لقد خرج شقيق الشهيد عباس فرح وهو يلبس (قميص) شقيقه الذي استشهد به – فعل ذلك امام اعين والده وأمه وأخوته ، عبر بينهم برائحة اخيه الشقيق ..فما وقفوا امامه رغم العاطفة الجبارة التى تربط بين الأم والأب وأبنهم ورغم ما يثيره ذلك المشهد فيهم من مواجع  – لماذا تستكثرون على أكرم علي التوم الخروج مع الشعب ومشاركتهم موكب 30 يونيو؟.
· المنطق الذي يشبه ان ترجو من (الدجاجة) ان تبيض لك بيضة (مسلوقة) لأنك جائعا ولا قدرة لك على الانتظار – يشبه هذا المنطق الذي يهاجمون به أكرم علي التوم في ظهوره في موكب 30 يونيو العظيم.

· إن عجزت الحكومة في منع موكب 30 يونيو خشية جائحة كورونا فان المسؤولية تلزمها ان تكون مشاركة مع شعبها في الموكب – هكذا تقول الاخلاق والأعراف السودانية النبيلة.
· اذا حرق منزلك واشتعلت فيه النيران ،  فان (الرجولة) تلزمك ان تكون اخر من يخرج من هذا المنزل.
· الحكومة قدمت ما يليها في ذلك، وقدمت التوعية الكافية وأشارت للمخاطر التى يمكن ان تصيب الذين يشاركون في الموكب – من بعد يبقى للناس (حرية) المشاركة في الموكب او لا؟.
· هذه هي (الحرية) التى تنادون بها ، لها ابعاد وفواتير خطيرة على الحياة وعلى الصحة…وقديما قال الزعيم اسماعيل الازهري الحرية (نار ونور).

(5)
· من ثم احب ان اذكر الذين خرجوا (يردحون) بعد مشاهدة صور وزير الصحة في موكب 30 يونيو..الى اولئك نقول ان اقصى ما كان يقدمه عبدالرحيم محمد حسين عندما كان (واليا) لولاية الخرطوم (مشكورا) هو ان يشمر بنطاله ويخوض مع (الشعب) في ام بدة في مياه الامطار والسيول – وكان ذلك يحسب عندهم (بطولة)…ولا عجب في ذلك فهو عندما كان وزيرا للدفاع أتي بنظرية (الدفاع بالنظر).

· نذكركم كذلك ان عبدالحليم المتعافي (المتهم الهارب الآن) عندما كان واليا لولاية الخرطوم ان كل الذي قدمه لفقراء ولايته هو ان يتناول (الفراخ) ،وان يظهر في الصور التى نشرتها الصحف  ،وهو يعض (فرخة) حتى بانت نواجذه ،ويقول للناس ان (الفراخ) سوف يكون وجبة للفقراء…للأسف انعكست الصورة وأصبح الفقراء وجبة للفراخ ، بعد ان اكتفوا فقراء السودان بصورة المتعافي مع الفرخة!!.
· ونذكركم ان وزير الصحة في ولاية الخرطوم مامون حميدة دعا (الشعب) في تصريحات شهيرة لتناول (الضفادع) نسبة للبروتين الذي يوجد فيها.

· نذكركم ان وزير الصحة الاتحادي بحر ادريس أبو قردة قال ان مرضى السرطان لا دواء لهم غير (الموت) ، لأنهم يكلفون خزينة الدولة اموال كبيرة – في الوقت الذي كانت تعالج فيه زوجته من خزينة الدولة وفي الهند.
· وتعترضون على أكرم علي التوم لأن فيروس كورونا يمكن ان يصيبه بسبب خروجه مع الشعب.

(6)
· بغم /
· للعبور للضفة الآمنة لا نملك غير ان ندعم (الحكومة الانتقالية) – هذا هو السبيل لنا لمعالجة كل الازمات.
· لا يعقل ان تكون في عرض البحر وتريد ان تتخلص من (قضبان) السفينة لأن الرياح عنيفة وأمواج البحر تتلاطم.
·  لا مصلحة لنا مع هذه الحكومة إلّا في نجاة (السفينة) – لأن فشل الحكومة الانتقالية يعني اما عودة (الكيزان) بـ (ما لدنيا قد عملنا) ،و(وموش كدا يا وداد؟) ،و(أنا حصل كضبت عليكم قبل كدا؟)… و اما انفرد (العسكر) بالسلطة؟.

المصدر: الانتباهة أون لاين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.