من مدمن لألعاب الفيديو إلى صاحب شركة عالمية تحقق ملايين الدولارات

يعرف أندرو داي، البالغ من العمر 56 عاماً، من تجربته الشخصية كيف يمكن لبعض ألعاب الكمبيوتر أن تسبب الإدمان لمن يمارسها، ويقول عن ذلك: “لدي شخصية فظيعة، حتى إنني إذا بدأت في لعبة ما، فإنني أجد نفسي أمارسها لعشرات الساعات، قبل أن أعرف أين أنا”.

ويضيف: “في عام 2013، ذهبت في عطلة قصيرة وكنت مستلقياً إلى جانب حمام سباحة دون أن يكون لدي ما يشغلني. لذا، أمسكت بهاتفي وبدأت في لعبة كاندي كراش. كان ذلك في يونيو/ حزيران. وكان علي أن أتوقف عن ممارسة هذه اللعبة في إطار القرارات التي اتخذتها في بداية رأس السنة الجديدة، لأنني كنت ببساطة أهدر كثيراً جداً من الوقت في ممارسة تلك اللعبة. لذلك نعم، ينبغي أن أبدي بعض الحذر”.

ويشغل أندرو منصب المدير التنفيذي لشركة “كيووردس ستوديوز” الأيرلندية، التي ربما لم تسمع عنها حتى لو كنت ممارساً شرهاً لألعاب الكمبيوتر.

لكن الشركة، التي تتخذ من دبلن مقرا لها، ساعدت في تصميم العديد من أكثر ألعاب الكمبيوتر شعبية في العالم، مثل “فورتنايت” و”كلاش أوف كلانز”، و”ليغ أوف ليجيندز”، و”أساسينز كريد”. يقول أندرو: “القائمة الكاملة للألعاب التي عملنا عليها لا نهاية لها تقريباً”.

وتوظف كيووردس 7,500 شخص في 59 مكتباً حول العالم، من مونتريال إلى طوكيو، وفي عام 2019 بلغت عائداتها السنوية 326.5 مليون يورو.

ولا تطلق الشركة ألعاباً باسمها، لكنها تساعد كبريات شركات الألعاب في العالم على تصميم وصناعة منتجاتها.

وتفعل الشركة كل شيء، من إنتاج ألعاب بأكملها إلى إنتاج أجزاء منها، أو تنفيذ عملية الانتقال من منصة إلى أخرى. كما تعمل الشركة على تصميم وتصنيع كافة الجوانب البصرية للعبة، وكل شيء تراه، مثل الشخصيات، والمباني والأسلحة.

يقول أندرو: “كل هذه الأشياء هي أرصدة رقمية، يُنتجها فنانون، ونحن أكبر مزود لفن ألعاب الفيديو في العالم”.

إضافة إلى ذلك، تقدم شركة “كيووردس” خدمة اختبار الألعاب قبل طرحها في الأسواق، لفحص ما إذا كانت تلك الألعاب تعمل بطريقة صحيحة أم لا. وتمتلك كيووردس أيضا شركة صوتيات توفر الأداء الصوتي لشخصيات اللعبة، عن طريق ممثلين، مشهورين وغير مشهورين، كما تضيف كل المؤثرات الصوتية الأخرى والموسيقى.

إضافة إلى ذلك، تعد شركة كيووردس من أكبر شركات العالم التي تقدم خدمة ترجمة الألعاب، إذ تحول الألعاب إلى أكثر من 50 لغة.

وإذا اتصلت هاتفياً بإحدى شركات الألعاب لتطلب مساعدتها في نقلك إلى المستوى التالي للعبة، فربما يتم توصيلك عملياً بموظفي شركة كيووردس المسؤولين عن هذا الأمر.

إنها عملية ضخمة يقودها أندرو بنفسه. ورغم أن تفشي فيروس كورونا قد أجبره على الإقلال من سفره وخفض مستوى نشاطه، فإنه في العادة كان يقضي “نصف وقته” حسب تعبيره، في السفر حول العالم.

وقد قطعت الشركة خطوات هائلة منذ انطلاقها في أوائل عام 1998، عندما أنشأ صديق لأندرو اسمه جورجيو جواستالا، شركة صغيرة في دبلن لتقديم خدمات الترجمة لشركات صناعة البرمجيات. وكانت الشركة تنمو ببطء إلى أن طُلب من أندرو الانضمام إليها، وتولي إدارتها عام 2009.

يقول أندرو: “لقد ظل يطلب مني على مدار سنوات الانضمام للشركة، فقد كان يؤمن بقدرتي على تنمية وتطوير الشركة، التي كان لديها آنذاك 50 موظفاً في مقرها بمدينة دبلن”.

ولد أندرو وترعرع في جنوب أفريقيا، وانتقل هو وأسرته إلى المملكة المتحدة عندما كان في السادسة عشرة من عمره، حيث استقر مع أسرته قرب لندن. وبعد أن حصل على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة برادفورد، شغل وظائف متنوعة في مجال الأعمال.

وبدأ العمل مع شركة روثمانز للتبغ، ثم انتقل للعمل في عمليات الاندماج والاستحواذ في عدد من الصناعات، قبل أن يتخصص في مجال التكنولوجيا.

كانت خطة أندرو لشركة كيوردس هي التوسع، وساعده في ذلك معرفته بتنظيم عمليات شراء الشركات والاستحواذ عليها، وهو ما ساعد الشركة على توسيع الخدمات التي يمكن أن تقدمها لشركات الألعاب. وتزامن التحاقه بالشركة مع النمو الهائل في قطاع ألعاب الكمبيوتر خلال العقد الماضي.

وفي عام 2013، طرح أندرو أسهم الشركة في سوق الاستثمارات البديلة ببورصة لندن، وهو الأمر الذي أضاف للشركة 30 مليون جنيه إسترليني.

يقول أندرو: “لقد كان ذلك مثالاً نادراً لكيفية اقتناص الفرص وامتلاك رؤية ثاقبة، ثم وضع خطة تجارية ومن ثم متابعتها بشكل متواصل”.

يقول باتريك أودونيل، خبير في قطاع التكنولوجيا في مؤسسة جودبودي الأيرلندية للوساطة المالية: “إن الدور الذي يلعبه أندرو داي في شركة كيوردس في غاية الأهمية”.

ويضيف: “تحت قيادة أندرو، أكملت كيوردس أكثر من 40 عملية استحواذ، وهي الآن وكيل لـ 23 من أصل 25 من شركات توزيع ألعاب الفيديو العالمية، كما أنها وكيل لأكبر 10 شركات لتطوير الألعاب على الهواتف المحمولة في العالم”.

وتعتمد جميع هذه الشركات على كيوردس لأنها أرخص تكلفة وأكثر ملاءمة، لأنه من الأفضل بالنسبة لها أن توكل للشركة أعمالاً معينة لتنجزها بدلاً من توظيف أعداد كبيرة من العاملين في مقراتها ومعاملها.

يقول أندرو: “نحصل على مشاريع لتنفيذها. وإذا تولت شركات الألعاب هذه المشاريع داخل مقراتها، فيمكن أن يكون لديها موظفون بلا عمل في نهاية بعض هذه المشروعات”.

ويقول أندرو إن شركة كيووردس لا تخطط لإطلاق ألعاب خاصة بها، أو “عض اليد التي تطعمها”، على حد تعبيره. وبدلاً من ذلك يعتقد أن الشركة ستنمو إلى أن تصبح عائداتها السنوية مليار يورو بفضل زيادة الطلب على خدماتها، من مجموع عائدات قطاع صناعة الألعاب التي تتجاوز 159 مليار دولار سنوياً.

لكنه لا يزال حذراً من ممارسة ألعاب الفيديو، ويقول عن ذلك: “أجد أنه من الصعب أن أتوقف عن اللعب قبل أن أكمل اللعبة، وأن أنتقل إلى المستوى التالي. وإذا كنت ألعب في نفس المستوى مرات ومرات، تكون لدي رغبة في القيام بذلك بسرعة أكبر، إلى أن أقفز إلى المستوى الأعلى، أو ألتقط قطعا نقدية أكثر. إنها (الألعاب) تروق لشخصيتي، وتغريني بشكل مؤسف جداً”.

BBC

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.