تقرير صادم | الوقود ،الكهرباء والاتصالات وتعويم الجنيه ..كشف تفاصيل ميزانية السودان الجديدة

رفع جزئي للدعم وتحرير لسعر الصرف

صحيفة “إيلاف”: تنشر ملفا خاصا بالتفاصيل الكاملة
مؤشرات موازنة الحكومة القومية المعدلة للعام المالي 2020
أجازها مجلس الوزراء في انتظار صدورها بقانون في الاجتماع المشترك مع المجلس السيادي
الحكومة تقرر رفع الدعم جزئياً عن المحروقات بنسبة 75%، والكهرباء ب 41%
تحرير تدريجي لسعر الصرف، يبدأ حساب المنح والقروض الأجنبية بسعر 120 جنيه للدولار
انخفاض إيرادات لموازنة المعدلة بنسبة 42% إلى 396,1 مليار جنيه، من 568,3 مليار جنيه
ارتفاع مصروفات الموازنة المعدلة إلى 635,4 مليار جنيه بنسبة زيادة 8% مقارنة بالموازنة الأصلية
ارتفاع عجز الموازنة بنسبة 350% من 73 مليار جنيه إلى 254,3 مليار جنيه بزيادة 181,2 مليار جنيه
ارتفاع حجم الاستدانة من البنك المركزي بنسبة 330% لسد عجز الموازنة من 61 مليار جنيه إلى 200 مليار
الحكومة تستدين من المركزي 108 مليار جنيه في النصف الأول لسد العجز بزيادة 180% من سقف الاستدانة للموازنة الأصلية المقدر ب 61 مليار جنيه
تراجع عائدات الصادر المتوقعة من 4,14 مليار دولار، إلى 2.85 مليار دولار
تراجع حجم الواردات من 7,36 مليار دولار، إلى 5,7 مليار دولار

الخرطوم/ إيلاف
في 29 يوليو 2020
كتب المحرر الاقتصادي
في أول مؤشرات على اعتزام الحكومة تطبيق سياسات تحرير جزئي للاقتصاد بخفض دعم السلع والخدمات، والتحرير التدريجي لسعر صرف العملة الوطنية، تضمنت الموازنة المعدلة للعام المالي 2020، خفض الدعم الكلي السلع الاستراتيجية من 252 مليار جنيه حسب تقديرات الموازنة المؤقتة إلى 113 مليار جنيه بعد تعديلها للنصف الثاني للعام، أي بنسبة 55%.
ووفقاً لذلك فقد قررت خفض دعم المحروقات من 200 مليار جنيه إلى 49 مليار جنيه بنسبة 75%، وخفض دعم الكهرباء من 17 مليار جنيه إلى 10 مليار جنيه بنسبة 41%، في حين زادت دعم القمح من 34 مليار جنيه إلى 54 مليار جنيه بنسبة 59%.
إلى ذلك تضمنت الموازنة المعدلة تعديل سعر الصرف الرسمي من 55 جنيه إلى 120 جنيه بنسبة 201%، وذلك لحساب القروض والمنح.
وكان مجلس الوزراء أجاز مشروع الموازنة المعدلة للعام 2020، وتم رفعها للاجتماع المشترك للمجلس التشريعي مع المجلس السيادي في انتظاره صدوره قانون الموازنة المعدلة، أعلنت لجنة الخبراء الاقتصاديين بقوى الحرية والتغيير رفضها للموازنة المعدلة، وقالت إنه لم تجر مشاورتها بشأنها قبل عرضها.
وعزت الحكومة إجراء تعديل على موازنة 2020 لمواكبة الآثار المترتبة على انتشار جائحة كورونا وتبعاتها، عالميا ومحلياً، التي ظلت تتفاقم مع بداية تنفيذ المعالم الرئيسية لموازنة هذا العام التي استندت على المبادئ والأهداف والأولويات العشر التي تبنتها الحكومة الانتقالية، حيث أدى الإغلاق الجزئي منذ مارس الماضي، ثم الإغلاق العام في أبريل إلى أثر بالغ في عدم تحقيق أهم معالم الموازنة والالتزام بتنفيذ متطلباتها.
وأنحت الحكومة باللائمة على جائحة كرورنا في عدم إجراء الحوار المجتمعي في حينه” المؤتمر الاقتصادي”، للتوافق على مسألة ترشيد استهلاك المحروقات، والقمح كأحد أهم القضايا الاقتصادية التي طرحتها الحكومة للمعالجة خلال النصف الثاني من العام المالي 2020.
وأشارت ديباجة الموازنة المعدلة إلى ان تأثير جائحة كورونا حال دون تحقيق معدل النمو المقترح في موازنة 2020 المقدر ب 3%، وتراجع حجم الإيرادات العامة التي بُنيت عليها، إضافة إلى زيادة الإنفاق على قطاع الصحة، والحماية الاجتماعية، في وقت تدهورت فيه الإيرادات العامة، وانكمش الناتج المحلي الإجمالي.

 

أهداف الموازنة المعدلة:
وتتضمن أهم أهداف موازنة 2020 المعدلة:
-الاستجابة لجائحة كورونا بزيادة الاعتمادات المخصصة للصحة.
* إعادة تقدير الإيرادات العامة نتيجة لتباطؤ الاقتصاد جراء ذلك.
* إدخال أجندة الإصلاح التي قدمتها وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في الموازنة العامة للدولة، وذلك بإصلاح منظومة الدعم وسعر الصرف واحتواء الضغوط التضخمية.
* تخفيف الآثار السالبة للإصلاح على الوضع المعيشي من خلال توسيع برنامج الدعم النقدي المباشر للأسر، برنامج سلعتي، وزيادة المرتبات والأجور.
* تخصيص المزيد الموارد للتنمية بتوجيه المساعدات التنموية مباشرة لقطاع التنمية في القومية والولائية.
* تعيق تثبيت الاقتصاد الكلي، وتعميق ولاية وزارة المالية على المال العام.

أهم تحديّات الموازنة المعدلة:
توقعت الموازنة المعدلة استمرار التحديات نفسها التي واجهت موازنة 2020 في تعويق أداء الاقتصاد ومنها:
-استمرار إدراج السودان في اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
– عدم الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.

 

الأداء الفعلي التقديري للربع الأول لموازنة 2020:
*انخفاض إجمالي تقديرات الإيرادات المخططة للموازنة المجازة 2020 بحوالي 172,1 مليار جنيه، بسبب صدمة جائحة كورونا.
* ولذلك سيتم اللجوء إلى استخدام حوالي 46% من قيمة الأصول القابلة للتسويق بسهولة المستردة من النظام السابق، البالغة 76 مليار جنيه (490 مليون دولار)، من هذه الموارد المتاحة لسد العجز.
* فقدان الإيرادات الضريبية نتيجة للإغلاق وتباطؤ النشاط الاقتصادي كان من أهم الأسباب التي أدت إلى تعديل موازنة 2020.
* انخفاض الإيرادات العامة بنسبة 50% من التقديرات المستهدفة للربع الأول من الموازنة المجازة ل 2020.
*يعكس هذا الأداء تراجع الإيرادات الأخرى المقدرة بنحو 45%، ويشمل هذا ضعف تحصيل منظومة الصناعات الدفاعية المقدر بنحو 27.5 مليار جنيه في الربع الأول.
* جاء أداء المنح متواضعاً بنسبة 1% من الربط المقدر للربع الأول.
* في جانب المصروفات، تقديرات تعويضات العاملين حققت ثلاثة أضعاف الأداء في الربع الأول من العام 2019، وذلك بتنفيذ برامج زيادة المرتبات والأجور. وبلغت نسبة أداء بند المرتبات والأجور 50% من المستهدف في الربع الأول.
* مثّل صرف بند المحروقات 34% من إجمالي المنصرفات. بلغت نسبة الأداء في هذا البند 98%.
* شكل ذلك زيادة أربعة أضعاف الأداء للبند نفسه في الربع الأول من العام الماضي، وذلك لإدراج تكلفة دعم المحروقات في الموازنة العامة، بدلاً من تسجيلها في موازنة البنك المركزي كما كان يحدث في النظام السابق.
* بلغت نسبة أداء بند السلع والخدمات 198% من الربط المقدر للربع الأول، وذلك لدفع 10 مليار جنيه كجزء من تعويضات المدمرة كول.
* بلغت نسبة أداء دعم القمح أكثر من ضعفي الربط في الربع الأول 251% نتيجة لدفع فروقات سعر الصرف للقمح، وبناء مخوم استراتيجي.

 

سياسات وإجراءات الضرائب والقيمة المضافة:
* ستتواصل الجهود لتوسيع القاعدة الضريبية حيث سيتم تطبيق الإجراءات التالية:
-إزالة إعفاء ضريبة القيمة المضافة الممنوحة لبيع المعدات الرياضية المحلية والمستوردة، ومدخلات التصنيع، ولوحات وآلات طباعة الألواح، والديزل، والبنزين والسكر.
2- رفع معدل القيمة المضافة على الاتصالات من 35% إلى 40%.
3- رفع معدلات ضريبة دخل الشركات من 10 – 12% إلى 15- 25%، ورفع معدل ضريبة إيجار العقارات من 10% إلى 12%.
* من المتوقع أن تحقق هذه التدابير مجتمعة زيادة بنسبة 0,5% من الناتج المحلي الإجمالي.
السياسات والإجراءات العامة:
* يمثل دعم الوقود 79% من إجمالي الدعم المقدم لذلك فإن تخفيض دعم الوقود يقع في صميم جهود ضبط أوضاع المالية العامة.
* تتواصل الجهود في إصلاح آلية تحديد سعر الصرف لجذب استثمارات ومدخرات السودانيين بالخارج.
* تمت الموافقة على مشاورات البرنامج المراقب من قبل موظفي صندوق النقد الدولي للتقدم نحو نقطة اتخاذ القرار في مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون، كما تم تعزيز التشاور مع صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، وبنك التنمية الأفريقي بشأن طرائق إلغاء متأخرات الديون.
* استمرار المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن إزالة اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
* الانتهاء من وضع استراتيجية كاملة لمكافحة الفقر بحلول نهاية العام الجاري.

نتائج مؤتمر برلين:
*سيحصل السودان على 2 مليار دولار من المانحين الدوليين.
* المتاح منها في شكل مساعدات تنموية سيكون في 613,2 مليون دولار.
* تخصيص مبلغ 484,7 مليون دولار للبرنامج النقدي لدعم الأسر.
* تخصيص مبلغ 582,4 مليون دولار للمساعدات الإنسانية.
ملخص التقديرات الكلية للموازنة المعدلة للحكومة الاتحادية:
*الفرضيات الأساسية:
– حساب المنح والقروض الأجنبية بسعر 120 جنيه للدولار.
– تراجع عائدات الصادر المتوقعة من 4,14 مليار دولار، إلى 2.85 مليار دولار.
– زيادة المرتبات والأجور بنسبة 100% من الأداء الفعلي للعام 2019، مع الأخذ في الحسبان الزيادة الطبيعية السنوية بنسبة10%.
– ثبات سعر الدولار الجمركي للعام 2019.
– السحب من القروض والمنح النقدية يوجه للمشروعات التنموية بمبلغ 78,1 مليار جنيه لتنفيذ أولويات المرحلة الانتقالية.
– توجيه المنح العينية للمساهمة في دعم المحروقات والقمح.
– استمرار دعم السلع الاستراتيجية.
– سداد جزء كبير من التزامات الضمانات.

ملخص التقديرات الكلية للموازنة المعدلة:
*يقدر إجمالي الإيرادات للموازنة المعدلة بحوالي 396,1 مليار جنيه، مقارنة بحوالي 568,3 مليار جنيه في الموازنة الأصلية.
* يتوقع انخفاض الإيرادات العامة للموازنة المعدلة بنسبة 42% مقارنة بالموازنة الأصلية نتيجة الأثر السالب على التحصيل الضريبي بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي. والمقدر أن ينخفض بنسبة 14,9% من الموازنة الأصلية.
*تم تقدير المصروفات في الموازنة المعدلة بمبلغ 635,4 مليار جنيه بنسبة زيادة 8% مقارنة بالموازنة الأصلية.
يتوقع زيادة الصرف على المنافع الاجتماعية بنحو 60% لتبلغ 114,2 مليار جنيه مقارنة بتقديرات الموازنة المجازة.
*يقدر تخفيض دعم المحروقات بحوالي 76%، وزيادة دعم القمح بنحو 37,1% مقارنة بتقديرات الموازنة الأصلية.

 

العجز الكلي للموازنة المعدلة ومصادر تمويله:
*يبلغ عجز الموازنة المعدلة 254,3 مليار جنيه، بقيمة زيادة تبلغ 181,2 مليار جنيه مقارنة بالموازنة المجازة.
*من المتوقع ان يتم تغطية حوالي 81,4% من العجز الجاري التشغيلي عن طريق التمويل الداخلي وأدوات الدين وتقد بنحو 200 مليار جنيه حسب المتفق عليه في البرنامج المراقب من موفي صندوق النقد الدولي.
*وذلك بافتراض أن صافي التمويل الخارجي يقتصر على ما يعادل 72 مليار جنيه (600 مليون دولار)، سيتم تخصيصه لبرنامج دعم الأسر.
* سيتم تغطية باقي عجز الموازنة عن طريق بيع الأصول المستردة من النظام السابق في حدود 35 مليار جنيه سوداني.

Exit mobile version