هل الحليب مفيد؟ الجواب معقد ويعتمد على العمر والصحة والجنس

قد يكون الحليب بالنسبة إليك مشروباً يذكرك بالطفولة، أو مجرد بديل للماء، أو الشاي، أو القهوة. ومهما كان دوره في حياتك، يبدو أن المزيد من الأمريكيين يستهلكون حليب البقر في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.

وبلغت مبيعات حليب البقر 4.5 مليار دولار في فترة الـ20 أسبوعاً التي انتهت في 18 يوليو/ تموز، وهي زيادة بنسبة 11.7% بالمقارنة مع الفترة ذاتها في العام الماضي، وفقاً لبيانات “Nielsen”.

ولكن، هل الحليب جيد لك؟ الإجابة معقدة، وغالباً تعتمد على عوامل مثل العمر، والجنس، والحالة الصحية.

العلاقة بين الحليب وزيادة الوزن

ونظرت دراسة حديثة أجراها أخصائيو تغذية في جامعة “هارفارد”، وهما الدكتور والتر ويليت والدكتور ديفيد لودويغ، إلى دور الحليب في صحة العظام، والسرطان، وزيادة الوزن، ومخاطر أمراض القلب، والأوعية الدموية.

ونُشرت الدراسة في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين”.

وعندما يأتي الأمر لزيادة الوزن، النتائج مختلطة، إذ وصلت الدراسة إلى التالي: “بشكل عام، لا تُظهر نتائج الدراسات الجماعية المرتقبة، والتجارب العشوائية أي آثار واضحة لاستهلاك الحليب على وزن الجسم على الأطفال أو البالغين”.

ومن المؤكد أن لشرب الحليب فوائد في البلدان التي تعاني من سوء التغذية. ولذلك، تُعد الجودة العامة للنظام الغذائي للفرد المفتاح في تقديم التوصيات.

الحليب والأمراض

وبالنسبة للبالغين، توجد ارتباطات سلبية بين الحليب والصحة.

ورغم التوصية بتناول الحليب من أجل التمتع بـ”عظام قوية”، إلا أن البلدان التي تتمتع بأعلى كمية استهلاك للحليب والكالسيوم تعاني من أعلى المعدلات في كسور الورك، وفقاً لمراجعة في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين”.

وأظهرت الدراسات أيضاً عدم وجود فائدة واضحة لحد الكالسيوم من كسور العظام.

وعندما يأتي الأمر للسرطان، وجدت المراجعة أن الاستهلاك العالي لمنتجات الألبان ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كما أن الاستهلاك العالي قد يساهم في الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

ولكن، يبدو أن له دور في التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وتُعد الصلة بين مرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية غير واضحة.

وفي النهاية، أشارت المراجعة إلى أن “الفوائد الصحية لاستهلاك كميات كبيرة من منتجات الألبان لم يتم تحديدها، وهناك مخاوف بشأن مخاطر نتائج صحية سلبية محتملة”.

الأطفال والحليب

وعندما يأتي الأمر للرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 24 شهراً، يجب على الوالدين الاعتماد على الحليب كامل الدسم، والألبان كاملة الدسم، وفقاً للإرشادات التوجيهية الحالية من جمعية القلب الأمريكية، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ومنظمات أمريكية رئيسية أخرى.

وبعد ذلك، إذا كان الطفل ينمو بشكل جيد، يجب على الوالدين الانتقال إلى منتجات الألبان قليلة الدسم في سن الثانية، وذلك من أجل حماية الأطفال من خطر السمنة وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وفقاً للإرشادات الأمريكية الحالية.

ويُعد الخوف من السمنة أمر حقيقي. وفي العام الماضي، توقعت دراسة أجرتها منظمة السمنة العالمية أن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة حول العالم سيتزايد من 150 مليون طفل حالياً إلى 250 مليون بحلول عام 2030.

ومع ذلك، تم تحدي العلاقة بين منتجات الألبان كاملة الدسم، وزيادة الوزن، ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية مؤخراً.

ووجدت دراسة نُشرت في مارس/آذار أن منتجات الألبان كاملة الدسم لا ترتبط بزيادة الوزن، والسمنة، أو أي مقياس لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووجد باحثون في كندا أن الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 18 عاماً، الذين استهلكوا الحليب كامل الدسم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 39% مقارنةً بالأطفال الذين استهلكوا الحليب قليل الدسم.

ولكن كان السبب والنتيجة غير واضحين، إذ توصلت الدراسة إلى نتائجها عن طريق الملاحظة.

إندبندنت

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.