حسن وراق : كيزان السودان ، فاشلين حكام و معارضين !!

الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان ان كيزان السودان عندما حكموا البلاد ٣٠ عاما احسنوا تدميرها من كل النواحي و عندما اصبحوا الآن في المعارضة لا هدف او برنامج لهم سوى التخريب و الدمار . كيزان السودان لا نافعين حكام و لا نافعين معارضة .

 

السبب في غاية البساطة لانه لا تربطهم اي اواصر وطنية و طوال تاريخهم لم يقدموا تضحية واحدة تحسب لهم، تاريخهم كله تآمر علاوة على ضعف تكوينهم الفكري و فقر منتوجهم الثقافى ، رهنوا انفسهم لشيخهم الترابي ليفكر و يخطط لهم و بالنيابة عنهم و كان الشيخ حريص على ان لا يعتلي احد من تلاميذه و حواريه منصات التنافس وسطهم تنظيميا ليتحولوا جميعا الى مجرد حواريين بصمجية لم ينفكوا من عقدة ابوية الترابي الذي كان يقودهم كما القطيع لدرجة ان لم يبرز وسطهم مفكر او من يحمل رؤى منافسة ، بعضهم ضاق ذرعا من شيخهم الذى حولهم لتوابع ما عليهم غير السمع و الطاعة و ما كان لهم من طريق ينافسون به شيخهم الا بالتآمر والانقلاب عليه و لم يبرز من وسطهم مفكر او منظر او مجدد لفكر الشيخ الذي اطيح به .

 

ما يدهش في كيزان السودان انهم ما زالوا يقتدون بطريقة و تعاليم شيخهم الترابي الذي انقلبوا عليه بمن فيهم شيخ علي الذي لم يصبح خليفة لشيخه لضعف بنيته الفكرية و هذا يؤكد بانهم لا يقرأون و لا يتثقفون و بالتالي لا يفكرون اعتادوا بان يكون هنالك من يفكر بالانابة عنهم و هكذا ظلوا طوال فترة حكمهم للبلاد قبل و بعد مفاصلتهم مع شيخهم الذي ترك فيهم فراغ و ثغرات لا يملأها غيره و نفس الحال ينطبق على قرنائهم فى المؤتمر الشعبي الذين انحازوا للخيار الخطأ باتباع (الفكرة) بينما عينهم على (المادة) .

 

انحازوا بلا فهم لشيخ الترابي الذي يحمل حاضنة فكرية تؤهله بلا نصير لخوض معاركه التي تخطاها و ما كان اتباعه في المؤتمر الشعبي سوى طائفة ارادوا ان يخلقوا من الترابي زعيم طائفي له اتباعه و قد فات عليهم ان صراعهم صراع مصالح كما اتضح لاحقا و رغم ذاك بذل شيخ الترابي معهم المستحيل فى توعيتهم و تثقيفهم و لكن كل همهم و تفكيرهم منحصر في الثراء الذي ينعم فيه قرنائهم الذين اتبعوا شيخهم علي عثمان الذى القى بهم في يم الفساد حتى يشغلهم عنه . رحل الترابي و لم يترك خليفة له في قومه او على صعيد الحركة الاسلامية السودانية التي ابتلعها يم الفساد علاوة على ان أي تنظيم سياسي او طائفة تخلط الدين بالسياسة لا يوجد بها مفكر او منظر مصيرها الزوال و هكذا هو حال الحركة الاسلامية السودانية التي قبرت مع شيخها في جبانة برى .

 

المثير للجدل ما نشاهده الآن من نشاط معارض للثورة و لحكومتها الانتقالية ذو توجه اسلامي يتخذ من بعض ائمة المساجد و خطباء ايام الجمع قيادات لتأليب الشارع و إثارته لم يجد اى استجابة من المواطنين و في كل جمعة يريدونها غاضبة تتحول لجمعة ساخرة على الخطاب المتخلف الذي لا يجد اقبال من مواطنين رغم فقرهم و الغلاء و ارتفاع الاسعار و انعدام السلع الرئيسية متمسكون بدعم و تأييد هذه الحكومة غير ما قدموه بيانا بالعمل فى مليونية ٣٠ يونيو الاخيرة . هذا الشعب اعطى الاسلامويين فرصة ٣٠ عاما كانت ٣٠ عاما من الانهيار و الدمار و الفساد سقط مشروعهم الاسلامي الذي تقوده اساطين الفساد من رؤوس الاسلاميين وفي مقدمتهم امامهم المخلوع الذي يقبع فى السجن بتهم منها، سرقة اموال الشعب ومعه بعض ائمة المساجد و من يقبع معه في السجن في انتظار المحاكمة ضاقوا ذرعا بفترة الحبس وظنوا ان جماهير جمعة الغضب ستخرجهم من كوبر ليستمتعوا بما نهبوه بعيدا عن الحكم الذي (طار ليهم) و جميعهم اقسموا بعضهم لبعض بان لن يعودوا للحكم بعد ( هذه الزرة) و حتى الحريصون على العودة للحكم امثال د.نافع و مولانا احمد هارون آمالهم طوحت بالميل و قنعوا من خيرا فيها وقضايا الفساد لن تفسح لهم المجال بجانب ظروفهم النفسية الرديئة، لأنهم نسوا مافعلوه بهذا الشعب فانساهم انفسهم و ها هم الآن فى غيهم يعمهون .

 

اما الجهل النشط الذي يقود لهم المعارضة عقب كل صلاة جمعة حار بيهم الدليل ،فشلوا في المعارضة كما فشل ممولين نشاطهم وقتما كانوا في الحكم و تاني تشموها قدحة و خليكم في صلواتكم و خطبة الجمعة ادعوا الله كثيرا ان يطيح لكم بهذه الحكومة لانكم لن تستطيعوا لانها ثورة محروسة .

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.