التحرش الجنسي يُعطّل السياحة في مصر

في أبرز تداعيات تفاقم الظواهر الاجتماعية المشينة على الاقتصاد العام في مصر، حذرت دراسة متخصصة من تأثيرات كارثية على السياحة المصرية، بفعل تزايد التحرش الجنسي الذي يستهدف السائحين.

وأظهرت نتائج الدراسة التي تبنتها مجلة البحوث السياحية، التابعة لوزارة السياحة، أن أكثر من يتعرض للسائحات بالتحرش هم المارة في الشوارع بنسبة 53.1%، ثم البائعون في الأماكن السياحية بنسبة 41.2%، ثم رجال الأمن بنسبة 23.5%، يليه موظفو الفنادق بنسبة 15.7% وأخيرا المرشدون السياحيون بنسبة 7.8%.

الدراسة التي حملت عنون “ظاهرة التحرش كأحد السلوكيات السلبية تجاه السائحين بمنطقة الأهرامات”، أظهرت تعرض ما يقرب من 26% من السائحات بمنطقة الأهرامات بالجيزة، للتحرش الجنسي أثناء زيارتهن للمنطقة.

وتتعرض 78% من السائحات للتحرش اللفظي، 58% يتعرضن للنظرة الفاحصة لجسد الأنثى، فيما طاولت الألفاظ ذات طابع جنسي نسبة 28% من السائحات، بينما تطور الأمر إلى لمس جسد السائحات لنحو 22% منهن.

وأكدت الدراسة، أن مصر شهدت خلال عام 2014 العشرات من حوادث الاعتداء الجنسي على السائحات، تنوعت بين التحرش والاختطاف والاغتصاب، وكان أبرز هذه الحوادث، واقعة تعرض سائحة بريطانية للاغتصاب داخل غرفتها بأحد فنادق شرم الشيخ من قبل أحد الحراس، ونشرت الصحف البريطانية الحادثة وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرًا من ارتفاع الاعتداءات الجنسية ضد رعاياها في مصر منذ 2011.

وكانت وزارة السياحة قد أكدت في دراسة حديثة، أن 32% من السائحات الوافدات إلى مصر، يتم التحرش بهن في الشوارع والفنادق والمنتجعات والمزارات السياحية، موضحة أن 50% من حالات التحرش تتم داخل الفنادق.

واحتلت منطقة الهرم وأبو الهول السياحية في الجيزة، المركز الثاني في قائمة أكثر الأماكن السياحية إحباطا للسياح عام 2014.

وكشفت الدراسة أن ظاهرة التحرش الجنسي أدت إلى وقوع خسائر اقتصادية تجاوزت 3 مليارات جنيه (385 مليون دولار) تتمثل في الحجوزات التي تم إلغاؤها من بعد التحذيرات التي صدرت من بعض دول الاتحاد الأوروبي لرعاياهم في العام 2014، بعد تزايد تكرار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر في الفترة الأخيرة، وبخاصة ضد السائحين مما دفع شركات السياحة أن تتجه لدول أخرى.

وأوصت الدراسة، بضرورة التأمين الكافي للمناطق السياحية والأثرية والوجود الأمني المكثف لحماية المواطنين والسائحين.

ويمر القطاع السياحي في مصر بمعضلة، تتمثل في أنه لم يستطع على مدار السنوات الخمس الماضية، استعادة أدائه قبل ثورة 25 يناير 2011، من حيث العوائد السياحية، والتي قاربت نحو 13 مليار دولار، أو عدد السائحين، والذي وصل نحو 12 مليون سائح سنوياً، فضلاً عن تشغيل العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

 

المصدر:العربي الجديد.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.