الدعم العربي للسودان هزم صراع الهوية

فيديو قناة الإخبارية السعودية تظهر فيها امرأة خمسينية تلهج بالدعاء للمملكة العربية السعودية والملك سلمان وتغريدات الكتاب والفنانيين والكتاب العرب تؤكد أن تضامن الإنسانية يتجاوز حدرد الجغرافيا والعرق إذا نحن جغرافيا في ٥٤ دولة أفريقيا فقط يهب العرب لنجدتك ولدينا ملايين المغتربين في الخليج وعشرات الآلاف في مصر والاردن وغيرها لماذا نستدير ظهرنا للعرب ونوالي الأفارقة دون بصر أو بصيرة. نحن لا نؤيد من منطلق عروبي وتنصل من افريقانية مؤصلة لكن من خلال مبدأ الصديق في وقت الضيق هنالك هجمة شرسة ضد الدول العربية ونبرات حادة أصبحت تزداد يوما بعد يوم لكن مع مرور الوقت ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تلك مواقف مبنية على عواطف وإنفعالات وسيطرة نظرية المؤامرة على الكثيرين.

من المؤسف جدا اذا دافعت عن أي موقف عربي واشدت بدعم عربي تصنف انك من دعاة العروبة والانسلاخ من الأفريقية بل المتطرفين ضد العروبة يقول لك( أحدهم نحن لونها وكلنا ده شكل عرب) في اختزال مخل ومبنى على سطحية فالعلاقات الدولية تجاوزت هذه النظرة القاصرة المهاجرين الأفارقة بعد عبورهم البحر المتوسط شمالا بعد خمس سنوات كل واحد منهم يمتلك جوازا أوروبيا وفيزا شينجن في كل مطارات أوروبا يتعاملون معك أوروبيا بالجواز لا الشكل لذلك تجد مثقفين يتمسكون بالأصالة الأفريقية ويلعنون العروبة وعند أول منفذ أوربي تجده فرح بالحضارة الغربية ومنتوجها الفكري لأن تناقض الذات لا يظهر هناك فقط هي حالة شيزوفرينيا تصاب المثقفين المنغمسين في صراع الهوية.

بالتأكيد كورونا أوجدت واقعا جغرافيا وديمغرافيا جديدا والأكفاء الكبير الذي شهده العالم غير مسبوق يدعنا نفكر في صياغة علاقات مبنية على المصالح المشترك وليس الانتماء العرقي الإسلام قبل أكثر من ١٤٠٠ سنة عبر بالأمة وتجاوز العرقية والاثنية الضيفة نحو فضاء الإنسانية الفسيح القرآن لم يخاطب العرب أو الفرس أو الروم لكنه خاطب الناس أجمعين في معظم الآيات التي تتعلق بالمصير المشترك كان الخطاب باسم يا أيها الناس.

بعد شهر من الفيضانات ينبغي لنا أن نشكر الدول التي قدمت مساعدات بسخاء للمتضررين قبل وبعد إعلان السودان منطقة كوارث وفي مقدمتها الصين والسعودية والامارات وقطر ومصر جميعها قدمت يد العون وتضامن شعوبها بالدعاء وبالكتابة كتعبير عن روح التواصل الإنساني في تخفيف الآلام والمعاناة للمواطنين والمطلوب من الرافضين للدعم الأجنبي أن يقدموا يد العون لجميع المتضررين لأن من فقد منزله وممتلكاته وأثاث منزله لن يسمعك لكلام مبنى فلسفة صراع الهوية والعرق فقط يرى اليد التي تمتد لإنقاذ لن يرفض فطور العرب الموجود في انتظار فطور الأفارقة الغائب لم تأت طائرة من جونسبيرج أو دكار تحمل مساعدات لأنهم ليس لديهم ما يقدمونه وانا هنا لست حانقا على الأفارقة وهم لديهم من المشاكل ما يكفي لكن فقط أردت توضيح للذين يجحدون ولا يساعدون يرفضون من أجل الرفض ويريدون إدخال المواطن البسيط في صراعات فكرية وايدلوجيا الحديث عن العروبة توحدنا أو الافريقانية أو حتى السودانية ثبت عدم صحته ما يوحدنا هو الإنسانية لأنه بعد ثورة ديسمبر بات واضحا السودانية لم توحدنا خاصة بعد رفع شعارين متوازيين هما إسلامية بس وعلمانية بس.

المصدر: صحيفة السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.