الفاتح جبرا : بسكويت

يقول الراوي (بتصرف) أنه في زمان مضى كان يسكن في أحد أحياء (ود مدني) فتى إسمه (صلاح) أعطاه الله بسطة في الجسم وقوة جعلته قادراً على حسم أي عراك في ثوان معدودات حيث إشتهر بلكماته الخطافية المحكمة عند العراك في مشاجرات السينما ، والدافوري وبيوت الأعراس مما جعل الناس يطلقون عليه إسم (صلاح بلنجات) .

عندما إقيمت الدورة المدرسية في مدني أوائل الثمانينيات (يقول الراوي) قامت المدرسة بإختيار (صلاح) كشيء طبيعي ليكون ضمن منتخبها المشارك في رياضة الملاكمة ممثلا للجزيرة . وجاءت الدورة ، ورغم قلة تدريب (صلاح بلنجات) وفقر فنياته ، اعتمادا على مهاراته الفطرية (الجربندية).

 

إلا أن خصومه لم يستطيعون الوقوف أمامه فما أن تبدأ الجولة الأولى حتى يقضي على منافسه بالضربة القاضية وهو يلتفت إلى جمهوره مزهواً منتشياً مرددا قولته المشهورة وهو يشير إلى خصمه الصريع : ما قلتا ليكم .. بسكويت ساااي فيدخل جمهور المشجعين من أبناء (مدني) إلى الحلبة يحملونه فوق أكتافهم ,يطوفون به الحلبة والأحياء المجاورة إلى ما شاء الله وإستمرت الأدوار التمهيدية للمنافسة بذلك النحو حيث قضى فيها (بلنجات) على جميع ملاكمي الولايات • كسلا • بسكويت ساااي • سنار • بسكويت ساااي • البحر الأحمر • بسكويت ساااي إنتصر عليهم جميعاً بسهولة تامة مما جعله يتأهل للنهائي ، وحين تم إعلان مباراة البطولة النهائية علم (بلنجات) أن منافسه على الكأس سوف يكون (حمادة) من اولاد الخرطوم وتحديداً من مدرسة (العمارات).

 

وعندها أيقن (بلنجات) كما أيقن جمهوره بأن تتويجه على عرش الملاكمة قد أصبح (قاب قوسين أو أدنى) وأضحى مسألة وقت ليس إلا فحمادة من وجهة نظر بلنجات ومشجعيه : (بسكويت ساااي وأيسكريم كمان). في اليوم الموعود ، امتلأ الملعب ، بالجمهور ، وأغلبهم من مشجعي (بلنجات) .صعد اللاعبان إلى الحلبة …بلنجات متسلحا بالأرض والجمهور مقابل (حمادة) ود العمارات حناكيش (البيرقر والهوت دوق) ! من الجولة الاولى ، ظهرالفارق جليا بين (الجربندية والمهارة) …

 

فبينما كان (بلنجات) راكزاً في مكانه لا يتحرك منتهزاً أي فرصة لتسديد ضربة قوية قاضية نحو خصمه ينهي بها اللقاء ، كان خصمه يراوغ ويتحرك ويدورحوله كالنحلة مرسلاً صوب وجهه لسعات من الضربات االموجعة ولم تمض جولتان ، إلا وكان جسم (بلنجات) مثخنا باللكمات السريعة المتتالية ، حتى أتت القاضية (هووك خطافية) أطاحت به وجعلته يخر صريعاً فسقط مغشيا عليه (كاضم) ، وسط صيحات جمهوره :

• قوم يا بلنجات .. قوم ارفع رأس (مدني) …. قوم يا زول لكن لا حياة لمن تنادي حتى اكمل الحكم العد وأعلن (حمادة) ود العمارات بطلا للدورة المدرسية ، تم إسعاف وإنعاش (صلاح بلنجات) ، وخرج يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة ، بوجه (متورم) ، وعين (مكرضمة) تحيط بها هالة سوداء ، كان الجمهور يلاحقه غاضبا معاتبا على عدم استجابته للتشجيع لكي ينهض ويرفع راس مدني .. فكان أن رد عليهم : • إنتو وهم ولا شنو !! ، أرفع راس مدني ؟! أنا في اللحظة ديك راسي ما قادر ارفعو .. ميتينكم وميتين (مدني) ذاتااا . بعد أن إنتهى الراوي من سرد (الحكاية) التي سردناها (بتصرف) بعد أن إنتشرت في الأسافير قال أنه كلما تذكر قصة (صلاح بلنجات) و(عينو الورمانه) تذكر معها من يطالبون (البرهان) بالنهوض واستلام السلطة بينما لسان حاله يقول لهم : • ميتينكم وميتين (كافوري) ذاتا…

كسرة : غبيان من يعتقد بأن هذا الشعب (بسكويت سااااي) !!

كسرات ثابتة :

• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟

• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا

• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).

• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ).

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.