أعلنت عنه مصادر إسرائيلية لقاء البرهان ونتنياهو المرتقب.. هل يحسم أمر التطبيع ؟

يبدو أن تلابيب متحمسة جداً لكسر الجمود في المباحثات السودانية الأمريكية التي جرت أخيراً قبل أيام قليلة بدولة الإمارات العربية، والتي بحسب المصادر الغربية لم تحدث الاختراق المنشود حول مساعي واشنطون لدفع السودان إلى قاطرة التطبيع، لعدم موافقة الولايات المتحدة على الشروط التي طالب بها السودان، وأهمها الرفع الفوري وخروج السودان من قائمة الارهاب، وتقديم منح تقدر بعدة مليارات من الدولارات، الا أن الحكومة تواجه ضغوطاً من الحاضنة السياسية (الحرية والتغيير) الرافضة لمبدأ التفويض، وترى أن الحكومة الانتقالية ليست مفوضة للبت في هذه القضية.

وفي ظل الجمود الذي يعرقل مسيرة التطبيع يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مازال يراهن على حسم ملف التطبيع مع السودان، فقد ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد لقاءً آخر مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قريباً، وتوقع أن يكون هذا اللقاء في يوغندا.

وقال تلفزيون (24NEWS) الفرنسي – الإسرائيلي، الذي يبث من يافا، إن هذا اللقاء هو جزء من سلسلة إجراءات بدأت لتطبيع العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن الخلافات داخل السلطة في السودان تعيق الكشف عنها. ومن بين تلك الخطوات الاستعداد للإعلان غداً السبت، عن تدشين «جمعية الصداقة السودانية ــ الإسرائيلية» في قاعة العباسي ــ شرق مستشفى الزيتونة بالخرطوم خلال مؤتمر صحفي، وأنه سوف تتم دعوة وسائل الإعلام لحضور هذا المؤتمر الصحفي، إيذاناً ببدء عمل الجمعية رسمياً في السودان.

وأكدت المصادر ذاتها أن السودان هو أكثر دولة عربية يتوقع أن تعقب الإمارات والبحرين في إقامة علاقات سلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن القيادة العسكرية فيه والجناح الذي يقوده البرهان في الحكومة يؤيد ذلك، خصوصاً أن الإدارة الأميركية وعدت برفع كل العقوبات عن السودان وإسقاط اسمه من قائمة الدول المساندة للإرهاب، في حال أقدم على هذه الخطوة. وقالت إن اللقاء مع نتنياهو سيعطي مضموناً جديداً وآفاقاً جديدة للاتفاق بين البلدين.

لكن لعل ارتفاع بعض الأصوات من بعض النخب في السودان والكيانات السياسية والأهلية بجانب الوضع الاقتصادي الحرج الذي يواجه الحكومة الانتقالية، ربما يجعل الحكومة تمضي قدماً في هذا الأمر، وإن كان بخطوات حذرة، سيما في حالة تأكيد الولايات المتحدة للسودان بأنها ستخرج السودان من قائمة الإرهاب، وتعهدت بالدعم الاقتصادي ومعالجة ديون السودان الثقيلة .

لقاء يوغندا
ولعل موافقة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان على الجلوس مرة أخرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في دولة يوغندا، يجيء من منطلق أن تل ابيب تملك الشفرة الأمريكية، وربما يقدم نتنياهو تطمينات وتأكيدات بأنه سيدفع الولايات المتحدة لتنفيذ اشتراطات السودان أو على الأقل جلها، وفي مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب والنظر في أمر الديون المتراكمة على السودان .

وعلى الصعيد المحلي أفادت بعض المصادر بأن مجلسي الوزراء والسيادي سيعقدان اجتماعاً مشتركاً لمناقشة قضية التطبيع مع إسرائيل، لكن مع ذلك ليس من المتوقع أن يؤثر ذلك في لقاء البرهان مجدداً مع نتنياهو في يوغندا إذا عقد ذلك الاجتماع فعلاً. وإذا ما عاد البرهان من ذلك اللقاء بتطمينات وتأكيدات يتزامن معها نبأ إعلان إخراج السودان من قائمة الإرهاب ربما يتحمل مجلس السيادة اتخاذ القرار التاريخي، مع التأكيد بأن القرار موافقة مبدئية وأن المجلس التشريعي القادم هو الذي سيفصل في القضية بشكل نهائي، وهو ما سيشكل مخرجاً آمناً وسلساً للحكومة في حالة قيام المجلس وحسمه هذه القضية المهمة والمفصلية للحكومة الانتقالية التي تواجه سيلاً من الأزمات وخناجر عديدة تتربص بها في الظلام.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.