الطيب مصطفى : التافهون في زمن التفاهة!

أكثر ما يقض مضجعي ويخرب مزاجي ويعكر صفوي ويحيل لحظات الأنس الجميل الى شقاء وتعاسة عندما اتذكر بعض من كانوا لا يغيبون عن الافطار الاسبوعي للرجل الطيب لدرجة (ربما) السذاجة عبدالرحيم محمد حسين، القابع الآن في سجن كوبر! ..اقول إن من يتهكمون من ذلك الوفي النبيل (عبدالرحيم) لا يعرفونه ورب الكعبة، وذلك حديث يطول.
لقد أغدق عبدالرحيم عليهم من عطفه وسخائه وعطائه وطيبته المتناهية ودعمه.

اما ولي النعمة الاكبر، الرئيس السابق فقد كانوا لا يكادون يغيبون عن بيته مستغلين علاقة مصاهرة ما رعوها بقدر ما استغلوها ثم احتقروها.

حتى صيام يوم الاثنين الاسبوعي الذي يتناول فيه الرئيس افطاره بصحبة بعض اصدقائه يحومون حوله ربما لتسقط الاخبار والمانشيتات! كانوا يقيمون حفلات مسائية صاخبة في دورهم يحضرها الرئيس السابق في حضور بعض القيادات الصحفية مع مغنية محظية!
جمعوا من المال والعقار- لي جنا الجنا – ما لا يحتاجون معه الى اهدار كرامة او ولوغ في التفاهة ولكن هل هو بحث عن مال ومتاع ام دناءة مركوزة في جبلتهم الوضيعة ؟!
والله وتالله عندما اتذكر كل ذلك وغيره، وما يحدث هذه الايام من نكران وخسة وتغيير في المواقف وهجوم على اولياء النعمة السابقين، اكاد لا اصدق ان يتردى الانسان، خليفة الله في ارضه، الى ذلك الدرك السحيق من التفاهة التي تحيله الى كلب مسعور، بل والله للكلب اطهر واكثر وفاءً من امثال هذه النماذج المتوحشة من بني البشر، الامر الذي يضطرني لأن اعطي الاية القرانية :(ثُمَّ رَدَدنَـهُ أَسفَلَ سَـافِلِینَ) معنى وتفسيراً جديداً، استغفر الله إن كنت قد تطاولت بايراده في هذا المقام الوضيع، فقد استبان لي الآن اكثر من اي وقت مضى كيف ينحط الانسان الى الدرك الادنى وينغمس في الوحل والطين ويصبح كائناً رخيصاً وتافهاً وحقيراً لا يتورع عن عرض نفسه لتجار الرقيق الذين يحسنون التعامل مع هذه النماذج الوضيعة.
بالله عليكم هل من شيء في حياة عاقبتها الموت يستحق ان تهدر في سبيله كل القيم الانسانية، وما قيمة الحياة وطعمها بل كيف تنال السعادة والرضا النفسي من داخل مكبات القمامة والنفايات الطبية وقذاراتها وقيحها وصديدها؟!

الدنيا دوارة وعزاؤنا ان هناك دار جزاء في حياة ابقى وادوم بل هناك رب يرقب ويرى تقلبات الحياة الدنيا، يمقت التافهين ويعجل الجزاء لبعضهم ويؤخر اخرين ليوم تشخص فيه الابصار.
بين التطبيع والشطرنج وفتوى الشيخ عبدالرحمن حسن ونفي هيئة علماء السودان!

في الوقت الذي احتفت فيه بعض الصحف الصهيونية وكذلك بعض صحفنا المحلية بفتوى الشيخ عبدالرحمن حسن الذي افتى بجواز التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، بل ونسبت تلك الفتوى لهيئة علماء السودان، لم تحفل تلك الصحف حتى المحلية منها بالبيان الذي صدر من هيئة علماء السودان والذي اكد ان ذلك الرأي لا يعبر الا عن صاحبه، اما الهيئة فانها ملتزمة بالفتاوى الصادرة من مختلف هيئات العلماء داخل السودان وخارجه بحرمة التطبيع مع (العدو الاسرائيلي).
الأعجب في الامر ان الشيخ عبدالرحمن حسن كان قد افتى في وقت سابق بحرمة لعب الشطرنج بين المسلمين والصهاينة في المسابقات الدولية بحجة اننا في (حالة حرب مع الكيان الصهيوني!)
يبدو ان الفتوى تتغير وتفصل وفقاً للظرف الذي تصدر فيه، كما تفصل الملابس عند الترزي وفقاً لطلب صاحب القماش!

بالمناسبة فان الشيخ الاردني وسيم يوسف الذي منح جنسية الامارات لم يكتف باصدار فتوى للتطبيع انما قال ان الاسرائيليين اشرف من الفلسطينيين واعتذر للصهاينة عن كل الاساءات التي لحقت بهم، فهل يفعلها الشيخ عبدالرحمن حسن نظراً لتغير الظرف التاريخي؟!
الصحابي معاذ بن جبل كوز عند القحاتة!

هل تصدقون ان قحت في اطار حربها على الدين ازالت اسم الصحابي الجليل معاذ بن جبل من مدرسة كركوج بشرق النيل بعد ان اعتبرته كوزاً ينبغي ان (يبل)؟!
الفريق الطيب المصباح
رجل صاحب بذل وعطاء ولو كان في المجلس السيادي الحالي لأوقف كثيراً من (الخرمجة) الحاصلة الان، ولكن!
بدلاً من الاستعانة به لإصلاح خللهم الذي اوشك ان يدمر السودان ويمزقه إرباً، القوا به في غيابة سجن كوبر رغم تاريخه الناصع وعطائه الباذخ قتالاً في ميادين الفداء والبسالة وذوداً عن شرف السودان وارضه الطاهرة.

الفريق المصباح صاحب الكفاءة والفصاحة و(الرجالة) حرموه من المشاركة في عزاء خالته وامه في الرضاع، تماماً كما فعلوا مع قائدهم وصانع امجادهم المشير البشير حين حرموه من زيارة امه في المستشفى وهي تعاني من سكرات الموت، كما حرموه من مواراتها الثرى.

اسألوا عن المصباح عقبه في ولاية نهر النيل الفريق عبدالمحمود يحدثكم، لو انصف، كيف وجد سيرة الرجل بين مواطنيه.
لم اقتنع بكفاءته الا من خلال بذله عندما كان والياً، ثم من خلال خطة طموح قدمها لنا نحن نخبة من أبناء نهر النيل، درة ولايات السودان، في نادي الشرطة فاستبشرنا كثيراً، ولكن!
لن اتكلم عن عبدالمحمود الذي كان محمود السيرة الى ان غادر اما الآن، اما الآن، فحدث ولا حرج!

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.