عابراً بشوارع السودانيين الإسفيرية طوال نهار الأمس، تعترضك صورة الشيخ حسن عبدالله الترابي، وتحتها الخبر المختوم باستفهام (وفاة الترابي بقطر ما مدى صحة هذا الخبر؟). من ينشرون الخبر لا ينسون أن يضعوا فيه الزمان والمكان، المكان هو مستشفى حمد الدولي للطوارئ والإسعافات بالدوحة، الزمان قبل قليل، لكن الخبر لم يصمد طويلاً وسرعان ما وضعت النقاط على حروف النفي.
بدت الخرطوم أمس مدينة تقتل شيخها ثم بعد لحظات تعيده إلى الحياة، بحسب ما هو متداول، فقد غادر الشيخ إلى الدوحة نهاية الأسبوع، وخرجت أنباء تقول إنه يرتب برفقة الشيخ القرضاوي لتوحيد المسلمين، لكن بحسب أخبار أخرى فإن الشيخ غادر إلى الدوحة من أجل إجراء فحوصات طبية دورية. وفي سياق نفيهم لخبر الوفاة ينقل مقربون من الشيخ ما مفاده أن الترابي يوجد في الدوحة من أجل إجراء مراجعة طبية، وعقب أحداث فرنسا لم تمنح تأشيرة دخول لمرافقيه، وكان قبلها تأخر موعد المراجعة لشهرين ما اضطر القطريين لاستدعاء الطبيب المعالج إلى قطر وتوفير المعدات والأجهزة المطلوبة للفحص، وقد أخذت العينات وستظهر النتيجة بعد عشرة أيام بحسب ما نقلته المصادر في الدوحة.
ولأنه الترابي، فإن حكاية موته حتى وإن كانت إشاعة، لا يمكن أن تمر دون تعليقات، تجاوزت حكاية الثمانيني لتقف في حكايات المشروع الإسلامي ومدى استمراريته، ومؤكد أن مشهد الحوار لا يمكن أن يغيب عن نقاشات متعلقة بشيخه الترابي، بحسب توصيف البعض، وهنا يحضر توصيف بليغ من أحد المتداخلين عقب نفي شائعة وفاة الترابي قائلاً (البطل لا يموت).
لكن الأبطال يموتون، وهو ما يبدو واضحاً في حكاية وفاة حسن الترابي نفسها؛ فالخبر المتداول أمس كان يتعلق بوفاة (حسن الترابي) وهو أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، فارق الحياة في مستشفى العفولة داخل إسرائيل، الذي كان قد نقل إليه من سجنه، بعد استفحال مرض السرطان في جسده، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت الترابي. المفارقة تبدو في أن خبر العربية كان في نوفمبر من العام 2013 وإن كان يلتقي مع عراب المشروع الإسلامي في الاسم والمشروع الواحد، وهو ما دفع البعض للتعليق (انسوا الفكرة الترابي المات فلسطيني وتمنوا لترابي النيلين طول العمر).
المصدر:اليوم التالي.