تفكيك مستقبل 400 طالب!

في غمرة القرارات والإجراءات الأخيرة والغريبة تم كما هو معلوم تفكيك المستشفى الأكاديمي التابع للدكتور مأمون حميدة القيادي السابق بحزب المؤتمر الوطني (المحلول) ووزير الصحة الأسبق بولاية الخرطوم. ولكن الأمر لم ينته هنا، فلقد شمل قرار التفكيك كلية طب أسنان تتبع لجامعة العلوم والتكنولوجيا ينتسب إليها 400 طالب وطالبة في الصفوف المختلفة.

 

لم تراع السلطات مصير أؤلئك الطلاب، ولا إلى أين يذهبون، ومضت إلى تفكيك المباني والمعاني معاً لتضعهم أمام المجهول، ولقد أصبح مستقبلهم في كف عفريت، وأسقط على يد أولياء أمورهم ولا يعلمون ماذا يفعلون؟
إن الكثير من الترتيبات كان من الممكن أن تقوم والمعالجات تجري للحفاظ على مستقبل طلاب وطالبات كلية طب الأسنان التابعة لجامعة العلوم والتكنولوجيا بلا ضرر ولا ضرار، ولكن السلطات نفذت أمر التفكيك مثل تنفيذ قرارات إزالة المباني ومضت تاركة خلفها الركام على الأرض وحطام في النفوس.

 

أكثر الترتيبات المطلوبة والمعالجات الممكنة كانت ولا زالت هي أيلولة إدارة المستشفى الأكادبمي وكلية طب الأسنان المعنية للدولة حتى مراجعة قرار التفكيك، بل واستمرار إدارة الدولة للمستشفى والكلية إن صح قرار التفكيك دون تعريض مستقبل الطلاب للضياع وتسليمهم للمتاعب النفسية.
إن 400 طالب وطالبة ليسوا قوة عسكرية يتم تسريحها أو تنسيب بعض أفرادها لمؤسسات أخرى وفق الترتيبات المعلومة في مثل هذي الحالات، ولا هم عاملون في مؤسسات عامة أو خاصة ينتهي مصيرهم إلى الشارع لتبدأ رحلة الرفض والوقفات الاحتجاجية.

أننا نتحدث ههنا عن طلاب يشكلون نصف الحاضر وكل المستقبل وهم ثروة من ثروات البلد يجب الحفاظ عليها وتنميتها وليس إهدارها بهذا الشكل الغريب، هذا غير أنهم مجموعة مهمة من شريحة قامت بالثورة وسهمها فيها أكبر من سهم الذين يقومون بالتفكيك اليوم تحت مسمى إزالة التمكين.

 

نتمنى عاجلاً غير أجل تدخل وزارة التعليم العالي لتدرك مستقبل طلاب وطالبات كلية طب الأسنان بجامعة العلوم والتكنولوجيا قبل ضياعه ومراعاة الجهود الكبيرة التي قدموها هم وأهلهم حتى يصلوا لهذه المرحلة المتقدمة من العلم، والتي على وشك الضياع وهم على أعتاب الانتقال للحياة العملية وقد طووا مراحل التعليم كلها.
إن البروف مأمون حميدة خصماً سياسياً للسلطات القائمة، ولكن تصفية الحسابات معه سواء أن كانت مستحقة أو مزايدة يجب ألا تنسحب على غيره ممن ارتبطوا بمؤسساته سواء أن كانت صحية أو تعليمية وهذا من ثوابت العدل حيث لا ضرر ولا ضرار.
إن تعذرت كل الحلول الممكنة يتعين على سلطات التفكيك الجلوس للطلاب المعنيين وأولياء أمورهم للتفكير بشكل جماعي للخروج بحل مرضٍ يحفظ للطلاب حقوقهم ومستقبلهم مع مراعاة عامل الزمن في ذلك.

 

بكري المدينة

السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.