الطيب مصطفى : المستهبلون!

فكرت ان اجعل كلمة (براي) ، عنواناً لهذه القطعة من المقال ، فقد قال محمد سيداحمد الملقب بالجاكومي عندما سأله محاوره الاخ بكري المدني في قناة ام درمان عن من فوضه للتحدث باسم الشمال قال (براي) ، وعندما سأله مرة اخرى : هل نظم فعالية واحدة في الشمال ليستقطب بها تفويض شعبه الصابر الذي تفاوض باسمه قال بدون تردد : لا !!!

لكن ، دعونا بالله عليكم نسأل : هل نلوم الجاكومي ام نلوم مفاوضي الغفلة الذين اعترفوا بالجاكومي ممثلاً لشمال لم يفوضه للتحدث باسمه بل شمال لم يرفع بندقية مذ خلق الله ابانا ادم؟!
في كل العالم لا يفاوض الا من يرفع السلاح حتى يضعه ويجنح للسلام وتضع الحرب اوزارها ولكن حميدتي والتعايشي ، غير المفوضين ، يفاوضان الجاكومي عما سمي بمسار الشمال كما تفاوضا مع التوم هجو عن مسار الوسط ويمنحانهما سلطة وثروة بالمجان وبدون اتفاق على وقف لاطلاق النار ، لانه لا يوجد اصلاً حرب او تمرد في مناطق المسارين المسالمين!

لكن بربكم الا يحق لنا ان نطلب من بكري المدني ان يجري حواراً مع حميدتي والتعايشي بمثلما فعل مع الجاكومي ليسألهما عن مبرراتهما للموافقة على اجراء تفاوض مع الجاكومي والتوم هجو ، وعمن فوضهما او اعطاهما سلطة ان يمنحا ويمنعا من لا يستحقان سيما وان الدستور (الوثيقة الدستورية) لا يمنحهما هذا الحق الممنوح حصرياً لمجلس الوزراء؟!

هل بالله عليكم وجدتم في دنيانا هذه العريضة كلها مثالاً اكثر تعبيراً واقوى دوياً وصراخاً وعويلاً عن مقولة (من لا يملك لمن لا يستحق) ابلغ من هذه المهزلة؟!

هذه الفوضى الضاربة الاطناب هي التي قعدت ببلادنا وجعلتها محل تندر العالم والناس اجمعين وهي التي فعلت بها وبشعبها الافاعيل فشلاً في كل شيء وصفوفاً غير مسبوقة وجوعاً وفقراً وانفراطاً في الامن لم يشهده السودان منذ فجر الاستقلال.
لذلك فاننا لم نتجن ورب الكعبة حينما وصفنا اتفاق جوبا بالكارثي سيما وأنه ينذر بشر مستطير نخشى ان يغرق السودان في حرب اهلية لا تبقي ولا تذر.

لا حل الا بـ(تسقط بس) جديدة في ذكرى ثورة (21) اكتوبر يقتلع بها الشعب هؤلاء الفاشلين جميعاً خاصة الحزب الشيوعي واتباعه من بني علمان وقوى اليسار، ليعيد السودان الى منصة التأسيس الاولى التي لا تستثني احداً مع استبعاد من ساقوا السودان نحو الحفرة التي يتقلب الان في قاعها المليء بالثعابين السامة.

أما آن الأوان لحمدوك أن يحمل بقجتو ويغادر؟!
أقول للصابرين في طلمبات الوقود قبل ان احكي لهم عن معاناتي الشخصية للحصول على ما يسد رمق سيارتي ، هل تعلمون ان ما تحصل عليه لجنة ازالة التمكين بوزارة المالية والمكونة من (15) عضواً من البنزين كل شهر يبلغ (768) جالوناً وان معظم الاعضاء يحصل كل منهم على (56) جالوناً في الشهر .. (14) جالوناً في الاسبوع؟!

تلك كانت ارقام ما تحصل عليه احدى اللجان الفرعية من وقود في احدى الوزارات، فكم كمية ما يحصل عليه اعضاء اللجنة الرئيسية (ناس مناع الخير ووجدي والسياديين ياسر العطا وود الفكي علماً بان كثيراً من القحاتة يشاركون في عدد من اللجان باعتراف محمد وداعة ، ناهيك عن الاموال المليارية التي (يغرفونها) من الخزانة الخاوية والعاجزة عن شراء الوقود من البواخر الراسية في الميناء؟!
اقسم بالله أني ارسلت احدهم للبنزين في طلمبة بشاير بكافوري مساء يوم الاثنين الماضي وظل في صف الوقود حتى مساء الاربعاء حيث نجح في ملء التانك بعد معركة حامية الوطيس استغرقت يومين كاملين!

انقلكم قرائي الى محطة أخرى لاحكي عن طرف اخر من المأساة، فبعد خمسة عشر يوماً من الرسو في ميناء بورتسودان غادرت بواخر المشتقات البترولية الى دول اخرى منها الصومال بعد ان فشلت حكومة القحط في سداد قيمة الوقود!

غادرت بواخر البترول الى الصومال بدون ان تحظى حتى بخفي حنين، كان الصومال حتى قبل سنتين مضرب المثل في الذاكرة السودانية للفقر والجوع والمرض لكنه اصبح اليوم يتندر ويتهكم ويتخذ السودان مثلاً للبؤس والشقاء كما حكى رئيس جمهورية الصومال قبل ايام قليلة وهو يحذر مواطنيه من ان ينزلقوا بوطنهم الى الدرك السحيق الذي بلغه السودان!

قبل اسبوع تحدثنا في الزفرات عن تضخم غير مسبوق اعترفت به الحكومة في شهر اغسطس بلغ (166)% اعترض عليها الخبير الاقتصادي الدولي بروف هانك وكذب الرقم الذي اعترفت به الحكومة وقال إن التضخم بلغ في الحقيقة (%242) ..اما شهر سبتمبر فقد قفز التضخم فيه حسب احصائيات الحكومة من (166)% الى (212) % وربما يفجعنا بروف هانك برقم يتجاوز ال(300)%وهي من اعلى نسب التضخم في العالم !
هل تعلمون قرائي الكرام ان الامم المتحدة قالت ان التضخم قد يبلغ (2000)%؟!

ايها الناس مجرد سؤال: هل توجد مقارنة بين الوضع الذي ثرتم عليه واقتلعتم به حكومة الانقاذ والوضع الكارثي الحالي غير المسبوق في السودان منذ الاستقلال؟!

المصدر: الانتباهة أون لاين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.