سهير عبدالرحيم : أرحل بس

السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك.. هل تذكر حين قمت بأداء القسم عقب توقيع الوثيقة الدستورية ، في ذلك الوقت كتبت لك مقالاً بعنوان (حمدوك الدرب بي جاي) . قلت لك فيه أبتعد عن تقارير الغرف المغلقة و حديث الأوراق الباردة ، أنزل إلى الشارع وكن بالقرب من المواطن وأضفت إذا مشيت عديل بتلقانا قدامك ولو (أتلولوت) بنحرق ليك لساتك.

طبعاً حديثي هذا لم يصلك ولا تعرف عنه شيئاً لأنك مثل سلفك سيء الذكر جئت و معك جوقة من المهرجين يزينون لك الباطل و يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشوا ثيابهم ويصروا ويستكبروا استكبارا .
الآن.. حان الوقت لترحل ليس لأنك فاشل فقط وليس لأنك ضعيف فقط وليس لأنك مهزوز القرار والمواقف ، ولكن لأن الجميع سحب البساط من تحتك وأنت مازلت تمارس إبتسامتك المثلجة ، لأن الشباب والشعب الذي هتف لك ملء فيه (مدنياااااااو) حرقت آماله و طموحاته و ندم كثيراً على اليوم الذي عاهدك فيه و اليوم الذي وثق فيك . هل تعلم أنك أصبحت ومنذ أمد بعيد سبب أساسي لسخرية (الكيزان) علينا ، هل تعلم إن عصابة المؤتمر الوطني مارست أقسى طقوس الشماتة وهي تتفرج على خيبتنا و نكستنا و وجعنا فيك .
أرحل بس.. لأن الناس قد جاعوا و حتى الفئران هجرت البيوت و إتجهت صوب القيادة العامة .

أرحل لأن الأطباء في مستشفى بحري صاروا يشترون من جيوبهم ورق (A4) ويقسمونها على أربعة أجزاء لكتابة الروشتات
للمرضى ، لأنعدام ورق الروشتات من المستشفى ، أما الأدوية المنقذة للحياة فهي غير موجودة وعلى المريض أن يحمل تلك الورقة ليبحث وسط الصيدليات الفارغة عن الدواء ليعود ويجد مريضه قد فارق الحياة .

أرحل بس..لأن أهلنا في الشمالية يموتون موت الضأن بالحمى ولا يحرك ذلك ساكناً فيك.. لا أطباء ولا أدوية ولا عناية ولا صحة ولادولة.. لاوجود لشيء بالولاية الشمالية .
هل هو إفقار و تجاهل متعمد أم أنها تصفية عرقية ممنهجة جديدة مثل مايحدث في شرقنا الحبيب الجريح.

لا أستبعد عليكم شيئاً فأنت و حكومتك الفاشلة تقدم يومياً درساً بالغ القسوة أنكم الأجندة الخبيثة و الحقد الأسود يمشي على قدمين .
هل بلغك يا رجل أن بعض من أزالتهم لجنة التمكين بوزارة الخارجية كفاءات وخبرات و عناصر نادرة في العمل الدبلوماسي وكانوا خير معين للسودانيين في بعض البلدان هل تعلم أن جريرتهم كانت كثرة التردد على المسجد وآداء الصلاة في أوقاتها .

خارج السور:
أرحل بس ….لأنه من الواضح أنه كتب علينا أن نردد في كل الحقب عبارة الأديب الطيب صالح من أين أتى هؤلاء …؟

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.