قبل أقل من أسبوعين على انتهاء التصويت في الانتخابات الأميركية الرئاسية 2020، يتواجه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن للمرة الأخيرة في مناظرة (فجر الجمعة) تمثل – على الأرجح – الفرصة الأخيرة لترامب للوصول إلى جمهور كبير، مع استمرار تخلفه عن بايدن في استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني وفي الولايات الرئيسية المتأرجحة. وبعد مناظرة أولى جرت قبل 3 أسابيع وتميزت بمقاطعات وتلاسن بين ترامب ومدير المناظرة، وهو تكتيك يبدو أنه أضر بترامب في استطلاعات الرأي اللاحقة، يدخل الرئيس المناظرة في وضع أضعف من الوضع الذي يتمتع به منافسة الديمقراطي. وطلب مستشارو الرئيس دونالد ترامب منه أن يقدم “صورة إيجابية” لما تبدو عليه البلاد، وأن يسعى لكسب تأييد الناخبين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، في حين يريد داعمو بايدن منه أن يحافظ على هدوئه، وأن يؤكد أنه -على النقيض من ترامب- قادر على أن يقود البلاد للخروج من تبعات أزمة فيروس كورونا الاقتصادية والاجتماعية.
المناظرة الأخيرة وليست الثانية
بعد أقل من يومين عقب انتهاء مناظرة 29 سبتمبر، أعلن ترامب إصابته بفيروس كورونا، وتم نقله إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري، حيث قضى 4 أيام تحت رعاية طبية مكثفة، ثم عاد للبيت الأبيض ليدشن من جديد الحملات الانتخابية الشخصية بعد تأكيد فريقه الطبي أنه لم يعد يحمل الفيروس. ورفض ترامب الاشتراك في مناظرة ثانية افتراضية تجرى عن بُعد بسبب مخاوف من نقله العدوى في حال إقامة المناظرة في صورتها التقليدية.
استطلاعات الرأي
وعلى الرغم من نتائج الاستطلاعات التي تشير إلى فوز مريح لبايدن، تحث حملة المرشح الديمقراطي المؤيدين على عدم الاكتراث لها خشية أن يطمئنوا للفوز ولا يعود البعض منهم متحمسا للتصويت. وحذرت مديرة حملة بايدن الانتخابية جين أومالي ديلون من أن “دونالد ترامب لا يزال بإمكانه الفوز في هذا السباق”، وأضافت في بيان لها “ستقرر الولايات المتأرجحة مصير الانتخابات، ولا نزال نتنافس عن قرب مع ترامب على الفوز بهذه الولايات التي تقترب فيها احتمالات فوز أي من المرشحين”.
فرصة ترامب الأخيرة
ستتاح للأميركيين فرصة أخيرة للاستماع إلى المرشحين في مناظرتهما الأخيرة، وسيحاول ترامب خلالها إعادة تنشيط قاعدته الانتخابية والعمل على تضييق الفجوة -التي تظهرها الاستطلاعات- مع بايدن. عادة، لا يحسن الرؤساء إدارة المناظرة الأولى بشكل جيد (جورج بوش الابن وباراك أوباما نموذجا)، ويأمل ترامب أن يتحسن أداؤه ويصل لقمته في هذه المناظرة. وتعد هذه المناظرة حاسمة ومحورية في سعي ترامب للحفاظ على مقعده بالبيت الأبيض لسنوات أربع إضافية، وهي الفرصة الأخيرة التي يمكنه التحدث فيها بهدوء في محاولة لإقناع من لم يحدد بعد وجهته التصويتية.
مهمة بايدن ألا يرتكب خطأ
مع تكرار استطلاعات الرأي إظهار تقدمه الواضح على ترامب في الولايات المتأرجحة، وعلى المستوى القومي أيضا، لا يتعين على بايدن الفوز في المناظرة الأخيرة، بل عليه ألا يخسرها بطريقة محرجة وواضحة. ولا يحتاج بايدن إلى سحق ترامب، ولا يحتاج إلى إقناع الكثير من ناخبي ترامب بالتصويت له، ولا يحتاج إلى الفوز بأصوات أغلبية المصوتين المترددين، فهو يحتاج فقط إلى تجنب القيام بخطأ من العيار الثقيل أو القيام بأي شيء من شأنه أن يثير مخاوف الناخبين تجاه عمره (77 عاما) أو ما يتعلق بصحته العقلية. غير أن بعض المعلقين يرون أن المناظرة التي ستستغرق 90 دقيقة، لن ينتج عنها ما قد يغير قناعات ملايين الناخبين، ولا يوجد هناك ما يمكن أن يغير السباق بصورة دراماتيكية في هذه المرحلة.
المصدر: الانتباهة أون لاين