سهير عبدالرحيم : حقاً زيرو فساد

قال محدثي و هو من أبناء الأثرياء أو الطبقة التي نسميها البرجوازية ، أقول البرجوازية وليست الطفيلية فهو ثري وسليل عائلة كريمة أبناً عن أب عن جد ، قال لي أموال السودان جميعها في دبي و اسطنبول يا سهير .
وحكى لي عن نافذين في النظام البائد وقيادات عليا يقيمون في دبي واسطنبول و يتمتعون بحياة أقرب إلى حياة الملوك ، التقاهم في زياراته المتكررة هناك ، يرتادون أفخم المقاهي و يتسوقون في أغلى (المولات) ويقودون السيارات الفارهة .

و حكى لي أنهم يصرفون ببذخ واضح ، ثم يقهقون و يتبادلون الطرفة وهم يشاهدون الصور المنتشرة في (السوشيال ميديا) عن أوضاع الناس في السودان و معاناتهم في صفوف الخبز والوقود والغاز ، كل ذلك أو جله بأموال أكتنزوها بطرق غير واضحة المعالم .
يوم أمس أيضاً كان يوماً عاصفاً في مواقع التواصل الإجتماعي حيث توهط (الفيديو) المسرب لمدير منظمة (زيرو فاسد) نادر العبيد توهط الإهتمام و المتابعة و التداول و التحميل .
والشاهد في الأمر أن القاريء للأحداث على الساحة السياسية مقرونة مع (الفيديو) المسرب مقرونة مع الأموال التي تستجم على شواطيء دبي و اسطنبول وحتى القاهرة و ماليزيا ، يلحظ بوضوح أن الفيديو المسرب هو رأس جبل الجليد .

منذ بداية الثورة وضح جلياً أن هنالك بطء متعمد في ملاحقة ملفات الفساد والمفسدين، وكنا نسمع يومياً عن هروب أحدهم إلى خارج الحدود ، أما عبر الحدود الأثيوبية أو عبر مطار الخرطوم .
و حين فتح الله على الحكومة بتكوين منظمة (زيرو فساد) و لجنة إزالة التمكين أوكلت الأمرإلى غير أهله و إختارت الرجال الخطأ في الموقع الخطأ ، مماجعل شبهة الفساد و تصفية الحسابات تطالهم قبيل أن تطال من يفترض مقاضاتهم .
أيضاً كان ذلك القانون المعيب الذي أطلقت به أيدي المعنيين بمكافحة الفساد وإزالة التمكين جعل شعوراً قوياً بالغبن يسود المتأثرين بتلك القرارات في الوقت الذي إرتفع فيه صوت الأنا بداخل كل منهم فصار حالهم حال فرعون أنا ربكم الأعلى .

الآن ما يستحق التحقيق ليس (الفيديو) المسرب لنادر وحده ولكن التحقيق في التساهل و التستر على أموال السودان المتكئة في دبي اسطنبول كوالامبور القاهرة ، من يحمي أولئك و كيف خرجت تلك الأموال .. عبر (زيرو فساد) أم عبر إزالة التمكين.
خارج السور :
يجب الآن وليس غداً إعفاء كل العاملين في هذه المؤسسات و تعيين وكلاء نيابة بدلاً عنهم معنيين بمكافحة الفساد و على قدر من النزاهة والمسؤولية ويقظة الضمير لأننا بعد مضي عامان على الثورة حققنا نسبة كبيرة جداً (زيرو فساد) في مكافحة الفساد.

المصدر: الانتباهة أون لاين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.