استغرب بعض المتابعين ارتفاع الأسعار بهذه الوتيرة المتصاعدة بما يشبه المتوالية الهندسية، فقد لاحظوا أنه على مدى ستة أشهر قد تضاعفت أسعار الوقود – مثلاً – إلى حوالي 20 مرة. وقد كان مقبولاً في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية، أن تزيد هذه الأسعار مرة مرتين، ثلاثة مرات، ولكن عشرين مرة، فذلك إن دل علي شيئ فإنه يدل على فشل منقطع النظير لهذه الحكومة. ومن الغريب والمدهش بينما ارتفعت هذه الأسعار وتضاعفت بهذه الصورة الجنونية التي تفوق الخيال، فإن الحكومة لم تزد مرتبات العاملين سوى مايقارب الخمسة مرات، وهي زيادة لا تقدم في سوق ارتفاع السلع الاستهلاكية شيئاً فقد ابتلعتها زيادة الأسعار باكراً، ورجع الموظفون الذين لم تكتمل فرحتهم بزيادة البدوي للمرتبات، إلى حالهم قبل الزيادة من فقر وعوز وحاجة فقط هذه المرة مع سمعة زيادة المرتبات.
صحيفة بريطانية: زيادة أسعار الوقود تهدد حكومة حمدوك
وهناك الكثير من المواطنين الذين يتساءلون ما الذي ينتظرنا بعد تحرير سعر الوقود؟ إذا وصلنا إلى هذه الحال المزرية من الضنك وشظف العيش قبل ذلك؟ ما الذي يحدث لنا في الأيام القليلة المقبلة مابعد تحرير الوقود. ولا يخفى أن هذا الهاجس المخيف أصبح يعشعش في رؤوس جميع المواطنين، الخوف من (باكر) يعني شيئاً واحدا انعدام الأمن والأمل. وماذا تستطيع أن تفعل أمة ما، إذا فقدت الأمن والأمل؟ انظروا الآن إلى الشوارع فهي مغفرة كئيبة! فارقها الزحام فارغة سواء من السيارات التي أصبح معظمها قابعاً في الدار أو في صفوف الوقود المتطاولة أو من المواطنين أنفسهم الذين أصبحوا لايحتملون كلفة المواصلات القليلة التي ماتزال تقدم إليهم الخدمة ولكن بأسعار عالية فقد معها المواطن القدرة على مقابلة تكاليفها فإقتصرت (مشاويره) على الحد الأدنى منها، وعلى الضروري الذي لابد منه لمواصلة حياته وحياة من يعولهم من أسرته، حتى المواد الإستهلاكية والضرورية لغذائه تضاعفت لأكثر من خمس مرات بحيث أصبح لايستطيع شراء احتياجاته التي كان يشتريها على قلتها فقد تضاعفت أسعارها فترك معظمها أيضاً واقتصر على الأهم.
المصدر: الانتباهة أون لاين