والدة توأمين وُلدا قبل الأوان تصل إلى برّ الأمان في السودان بعد فرارها من مستشفى في إثيوبيا

قضى رجال ونساء وأطفال الأيام وهم يمشون ويعبرون النهر هربًا من العنف في تيغراي.

تتكشف أزمة إنسانية مع فرار آلاف اللاجئين يوميًّا من القتال الدائر في تيغراي بحثًا عن الأمان في ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان. إنه تدفق بشريّ لم يُشهد له مثيل في هذا الجزء من البلاد على مدى العقدين الماضيين.

منذ العاشر من شهر نوفمبر 2020 من هذا العام، والناس يعبرون الحدود بمعدل 5000–4000 شخص يوميًا، الأمر الذي يفوق بصورة كبيرة قدرة الاستجابة الإنسانية على الأرض. منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر عبر أكثر من 40.000 شخص إلى السودان. وقد تركز الوافدون بشكل رئيسي في مركز الاستقبال في حمداييت، ويتم الآن توسيع مجال الاستجابة لتشمل مناطق أخرى.

 

في داخل خيمة مؤقتة للأمهات والأطفال حديثي الولادة التابعة لليونيسف، كان التوأمان، سولوت وسيمبا، اللذان وُلدا حديثًا وهما في الشهر السابع من حمل والدتهما البالغة من العمر 19 عامًا بهما، ينامان بسلام بعد أن أُرضِعا للتو من حليب والدتهما، للمرة الأولى.

 

أنجبت الأم الصغيرة، مبراق، طفليها في مستشفى حمرا في إثيوبيا، والواقعة على الحدود مع السودان، عندما بدأ القصف في تيغراي ، حملت مبراق طفليها اللذين ولدا قبل الأوان وهربت في منتصف الليل. لكنها لم تدرّ الحليب بسبب الصدمة ونقص الطعام والإجهاد، فبقي طفلاها دون طعام لعدة أيام.

 

بعد سير شاق على مدى ثلاثة أيام طوال، عبرت مبراق النهر إلى السودان على متن قارب صغير، ووصلت إلى مركز استقبال حمداييت. من هناك، نُقلت على الفور في سيارة إسعاف إلى مستشفى في خشم القربة، وهي بلدة في كسلا، شمال شرق السودان، وأُبقِيَت مع توأميها في المستشفى لعدة أيام. “أعطتني بعض النساء الطيبات ملابس لطفليّ، ورغم إنها كبيرة جدًا عليهما، لكنها تبقى أفضل من لا شيء،” قالت مبراق.

 

لم أستطع أن أرضعهما لعدة أيام، ربما لأنني كنت متعبة للغاية علمت أني مضطرة للفرار لإنقاذ حياتي وحياة طفليَّ، لذلك مشيت لمدة ثلاثة أيام

“لم أستطع أن أرضعهما لعدة أيام، ربما لأنني كنت متعبة للغاية.” وأضافت وهي تجهش في البكاء: “علمت أني مضطرة للفرار لإنقاذ حياتي وحياة طفليَّ، لذلك مشيت لمدة ثلاثة أيام.”

كان والداها وزوجها معها أثناء القصف، وتناوبوا على حمل التوأمين، وحملها هى أيضًا. عانت مبراق، التي أنجبت مؤخرًا، من ألم مبرح، لكنها صممت على إيصال طفلَيْها حديثَيّ الولادة إلى بر الأمان.

 

إنهم من بين الموجة الأخيرة من اللاجئين الذين وصلوا إلى مركز استقبال حمداييت في كسلا، حيث يتم استقبال الأشخاص الذين يتدفقون عبر الحدود. فر من القتال الدائر على مدار الأسبوع الماضي أكثر من 5،000 امرأة وطفل ورجل، مما رفع عدد اللاجئين الإثيوبيين الذين تدفقوا إلى السودان إلى أكثر من 40،000 شخص، منذ بدء الأزمة في بداية تشرين الثاني/نوفمبر.

 

كلما وُلد الطفل مبكرًا أكثر، كلما زادت احتمالية تعرضه لمشاكل. يحتاج الأطفال الذين يولدون بعد سبعة أشهر من الحمل عادةً إلى قضاء مدة قصيرة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بالمستشفى (NICU). ما الأطفال الذين يولدون قبل هذه المدة من الحمل، فإنهم يواجهون مخاطر أكبر ويحتاجون إلى رعاية أكثر تخصصًا. يعد تسريع التدخلات التي تهدف إلى تحسين تغذية الرضع وصغار الأطفال (IYCF) على مستوى المجتمع المحلي أولوية رئيسية بالنسبة لليونيسف ضمن الجهود المبذولة لتحسين بقاء الأطفال ونموهم وتطورهم بشكل متكافئ.

 

قالت مبراق إنها عندما عادت من المستشفى إلى حمداييت، بحثت بشكل محموم عن والديها، لكنها لم تستطع العثور عليهما. ولاحقًا، أعطاها شخص رسالة من والدها أوضح لها فيها أنهما غادرا إلى أم راكوبة – الواقعة على بعد 70 كيلومترًا داخل السودان حيث يتم نقل اللاجئين إلى مخيم أقيم فيها- وأنهما سوف ينتظرانها هناك. وتأمل مبراق أن تنضم إليهما مع طفليها قريبًا.

“ظهري يؤلمني كثيرًا، أشعر بألم مُزمِن. أحتاج إلى والدتي لمساعدتي في رعاية أطفالي.” قالت مبراق، وأضافت: “لم أنم منذ أيام”.

 

لقد عبر غالبية الفارين إلى السودان عبر نقطة حمداييت الحدودية في كسلا، حيث تم إعداد استجابة طارئة لتسجيل وتقديم المساعدة لآلاف النساء والأطفال والرجال الذين يعبرون إلى السودان.

قالت مبراق: “أريد أن أنضم إلى والديّ في أم راكوبة “.

في أم راكوبة، سوف يتم تسجيل مبراق ولم شملها مع والديها، وستتلقى هي وطفلاها الرعاية التي يحتاجونها بشدة، على أمل العودة إلى بيتها بأمان مع عائلتها يومًا ما.

 

يونيسيف

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.