الصفوف قبل الرغيف : اصطفاف الشعب أمام مواقد الأفران
في جزيرة المشروع نبتت الحشائش ولم تخرج سنابل (القمح) فالتقاوي اتضح أنها (مغشوشة) رغم أنها قادمة من تركيا. الخطر يحدق بالموسم من كل جانب. في شوارع الخرطوم الرئيسية والجانبية لا حديث يعلو فوق حديث الصفوف للحصول على بعض (أرغفة) الخبز، فلا يكاد يخلو شارع من مصطفين للحصول على كوتة (الفطور) من الرغيف.
“مافي عيش”، العبارة المتبادلة في كافة الطرقات وعلى ألسنة الجميع، بدت هي ما يحرك المشهد العام في الخرطوم وفي بعض المدن السودانية. إلا أن جدل غياب الرغيف في المخابز سرعان ما تم (عجنه) في جدل آخر يتعلق هذه المرة بعودة (الصفوف) للحصول على السلع المهمة وهو الأمر الذي ما فتئت الحكومة تعتز بأنها استطاعت أن تهد هذه الصفوف ولكنها عادت وحين (يلكنها) المواطنون فإن ثمة معادلة يجب إعادة رسمها.
والصف يمتد إلى ما لا نهاية، ذلك السبعيني نسي فكرة الانتظار ودخل في جدل مع الشاب الذي أمامه وحوار بين (عصرين) انتهى إلى خاتمة أن (المعصور) واحد فقط هو هذا الشعب الصابر قبل أن يبتسم آخر في نهاية الصف وهو يتحدث للشباب “نحن وقفنا في صفوف حكومة الصادق وإنتو وقفتوا في صفوف الحكومة السقّطت صفوف الصادق وكلنا في الصفوف انتظار”. قبل أن يخرج من آخر الصف أحد الشباب (الممسوخين) بالتعبير الخارج من خلف شلوخ تلك الستينية ليقدم الممسوخ تفسيرا لمبررات صف الرغيف بالقول: “بعد أن عجزت الحكومة عن جمع (الصف) الوطني وعجزت المعارضة عن إيجاد ميدان للتحرير اتفقتا على ضرورةاصطفاف الشعب أمامالأفران
صحيفة اليوم التالي