إليكم..
الطيب مصطفى ..
بربكم ألم يستح من حرضوا السفهاء والسفيهات على الهتاف بعبارة (معليش معليش ما عندنا جيش) ويدسوا انوفهم في التراب خجلاً من صنيعهم المرذول حين تناقلت الصحف والفضائيات خبر استشهاد ثلة من ابطال القوات المسلحة في الكمين الذي نصبه الاعداء في جبل ابوطيور في شرقنا الحبيب بينما كان فرسان قواتنا المسلحة يزحفون نحو الحدود لتحرير ارض الآباء والاجداد؟!
الم تتمعر وجوههم خجلاً وحسرة مما فعلوا حين بلغتهم انباء الانتصارات التي حققها اسود القوات المسلحة وهم يحررون ارض الفشقة ويدحرون الغزاة البغاة ويردوهم على اعقابهم خاسرين؟!
صدق احد قادة القوات المسلحة حين قال بانفعال وغضب إن الشعب الذي لا يحترم جيشه (قمين بلعق احذية الاعداء) ، ذلك ان من يذود عن كرامة الوطن وترابه العزيز ويحمي حرائره بالدم الغالي جدير بان يوقر لا ان يحتقر ويتندر به السفهاء في الشوارع والأزقة ، واعجب من دولة لا تُحرم قوانينها النيل من رجال القوات المسلحة الذين يمثلون الشرف الباذخ للامة ،
فقد رأينا كيف تحتفي الامم والشعوب بشهداء جيوشها وكيف تقيم نصب التكريم والتوقير للجندي المجهول تعبيراً عن المكانة التي يحتلها الباذلون ارواحهم فداءً لاوطانهم.
احيي واهنئ صناديد القوات المسلحة الذين حرروا الفشقة وليت قواتنا تواصل الزحف لتحرير كامل التراب السوداني من جميع المحتلين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، ولترسيم الحدود بما ينهي الجدل والخلاف مع دول الجوار بصورة نهائية.
اقول هذا بين يدي صدور القانون الامريكي الخبيث (قانون التحول الديمقراطي والشفافية المالية لسنة 2020) الذي اراد واضعوه إحداث فتنة بين الجيش والشعب من خلال ارسال رسالة للمواطن ان رفض القوات المسلحة الرضوخ لذلك القانون الذي يجردها من قوتها ويجعلها عالة تتسول ثمن احذية الجنود (البوت) والذخيرة من وزارة المالية العاجزة حتى عن توفير رغيف الخبز والوقود سيطيل امد وضعك في قائمة الارهاب وبالتالي يزيد من معاناتك.
ان ما فعلته امريكا اليوم هو ذات ما فعلته بالعراق وبدول اخرى كانت عزيزة ، انخدعت بالجزرة الامريكية لتفقد حاضرها ومستقبلها ، حيث انتهت الى دول كسيرة ضعيفة مهيضة الجناح ، وهو ذات ما تريد امريكا ان يتكرر في بلادنا من خلال ذلك المشهد المهين الذي لم يغادر ذاكرة القوات المسلحة عام 1988 حين كانت المدن تتساقط كل حين بل كل يوم امام قوات قرنق المدعوم من القذافي ، وكان جنود الجيش السوداني وقتها حفاة بين الادغال والاحراش لا يجدون ما يسد الرمق.
لو كان جنودنا الذين حرروا الفشقة قبل يومين قد اعتمدوا على ما تجود به وزارة المالية لظلت الفشقة في يد القوات الاثيوبية الى ابد الابدين ، ولولا مؤسسة التصنيع الحربي لما حررت هجليج الغنية بالنفط في عام 2012 حين غزاها الجيش الشعبي لتحرير السودان ، ولولا المنظومة الدفاعية التي قرر الكونغرس الامريكي ، بمكر تزول منه الجبال ، نزعها من سيطرة القوات المسلحة حتى يجرد الجيش السوداني من الموارد والسلاح الذي يحمي به الارض والعرض حتى يسهل المخطط الذي يستهدف وحدة التراب السوداني بل حتى تتمكن امريكا وحلفاؤها من تنفيذ مخططهم الاثيم الرامي الى تقسيم السودان الى خمس دول كما اشارت الى ذلك كثير من الدراسات.
العجب العجاب ان يدسوا ذلك السم الزعاف في دسم رفع العقوبات الامريكية التي لطالما ركضنا وجرينا وهرولنا في سبيل تحقيقه ولكنهم ابوا الا ان يضعوا شروطاً مستحيلة في طريق الظفر بذلك الهدف الغالي.
إن على شعبنا ان يختار بين جيشه ووحدته الوطنية وبين رفع العقوبات بتلك الشروط القاسية والمذلة ، ولا اجد ما اعبر به عن بيع جيشنا في سبيل تحقيق اطماع امريكا واتباعها من قوى الاستعمار واتباعه في الداخل غير تمثيله بالحرة تبيع شرفها وتقتات بثديها في سبيل ان تظفر بما يسد جوعتها.
المصدر :السودان الجديد