أعراض جديدة لفيروس كورونا المستجد ترتبط بالجهاز الهضمي بشكل أكبر مثل الإسهال والقيء وألم المعدة.. إصابة جميع أفراد الأسرة الواحدة بالفيروس وحاجتهم لتلقي العلاج في المستشفى.. استمرار أعراض المرض لشهور بعد التعافي أو ما يعرف بـ”كوفيد المزمن” أو “الممتد”.. فئة الشباب الأكثر حضورا بالموجة الحالية بدلا من كبار السن.
كانت تلك بعض الظواهر والمستجدات التي رصدها أطباء يعملون في مستشفيات العزل بعدد من محافظات مصر، وترتبط بالموجة الثانية من “كوفيد 19” الذي ينتشر بشكل سريع في البلاد.
وكان مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين، قد أعلن قبل نحو شهر بدء موجة كورونا الثانية في مصر، وتحديدا الخميس 26 نوفمبر الماضي.
وفي بداية الموجة الثانية، بلغ معدل الإصابات اليومية 365 حالة مسجلة، لكنه قفز الأربعاء (اليوم التاسع والعشرين من الموجة) ليصبح 911، كما تم تسجيل 42 حالة وفاة في اليوم ذاته.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات مسؤولي الحكومة ووزارة الصحة، بتجاوز الإصابات اليومية الألف إصابة خلال أيام.
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد قرارات عاجلة تزامنا مع مستجدات فيروس كورونا، وظهور السلالة المتحورة منه.
ووجهت الوزيرة بغلق قاعات الأفراح ومراكز الدروس الخصوصية، وحظر إقامة سرادقات العزاء وغيرها من التجمعات التي تعمل على زيادة انتشار العدوى.
أعراض الجهاز الهضمي
وفي ظل الانتشار السريع لكورونا في مصر، أبرز مدير العناية المركزة بمستشفى حميات الإسماعيلية الطبيب محمد خالد، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن ظواهر ومستجدات ترتبط بالموجة الثانية للفيروس، من واقع معايشته اليومية للإصابات.
وقال خالد إن “أغلب أعراض كورونا في الموجة الثانية أصبحت ترتبط بشكل أكبر بالجهاز الهضمي، وتتمثل في المغص والإسهال الشديد والقيء، مع فقدان حاسة الشم والتذوق، وذلك إلى جانب استمرار وجود الحالات المصحوبة بأعراض تنفسية شديدة، مثل السعال الجاف، فضلا عن الحمى”.
ورصد الطبيب أعراضا أخرى للمصابين بكورونا بين الحالات المصابة، تتمثل في التهابات العين وحساسية الجلد المفرطة، إضافة إلى تسبب الفيروس في الإصابة بجلطات في المخ والقلب.
ونبه خالد أيضا إلى تردد أسر كاملة، أب وأم وأبناء، على مستشفيات العزل لتلقي العلاج اللازم بعد إصابتهم بكورونا، بخلاف استقبال أفراد فقط بالموجة الأولى.
وبحسب الطبيب المصري، لم تعد تقتصر الفئة العمرية المصابة بـ”كوفيد 19″ على كبار السن في أغلبها، وقال: “لاحظنا إصابات في فئة الشباب، والأطفال الذين لا تظهر عليهم أي أعراض بشكل واضح، لكن الخطورة تتمثل في نقلهم العدوى لآخرين”.
مدير العناية المركزة بمستشفى حميات الإسماعيلية نوه أيضا إلى ظهور ما بات يعرف باسم “كوفيد المزمن”، أو “كوفيد الممتد”، الذي يعني استمرار بعض أعراض كورونا مع المريض عدة أشهر رغم تعافيه، حيث يستمر الإجهاد والإعياء في ملازمته.
وإزاء “خطورة الموقف”، دعا خالد إلى الوقاية وتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة، وأهمها التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات والزحام، وارتداء الكمامة التي اعتبرها حاليا “اللقاح الآمن”.
بداية المنحنى التصاعدي
ومن الإسماعيلية إلى الإسكندرية، تستعرض أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى الحميات الطبيبة أسماء الأحمر، مستجدات الوضع الوبائي لفيروس كورونا.
وتقول الطبيبة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نحن في بداية ارتفاع المنحنى التصاعدي للموجة الثانية، ومن المتوقع أن نصل لذروتها مطلع فبراير المقبل”، محذرة من أن “الفيروس في هذه الموجة أكثر انتشارا وخطورة”.
وأشارت إلى أن المستشفى التي تعمل بها “أصبحت كاملة العدد سواء على مستوى الأَسرّة أو الرعاية المركزة، والحالات بها بين متوسطة إلى شديدة الخطورة”.
لكن أسماء الأحمر تؤكد: “نحن على أهبة الاستعداد لأي طوارئ أو زيادة في الأعداد”، مشيرة في هذا الصدد إلى وقف جميع إجازات الأطقم الطبية في كافة المستشفيات.
أعراض تنفسية مع آلام بالمعدة
وذكرت أن الموجة الثانية لدى العديد من المرضى، باتت تجمع بين الأعراض التنفسية مثل السعال الجاف والالتهاب الرئوي، وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء والآلام الحادة في المعدة.
كما أبرزت أن متوسط الإصابات في الفئة العمرية بين 35 و50 عاما تجاوزت الـ20 بالمئة بالموجة الحالية، ونسبة من هم فوق الـ50 عاما تتجاوز 55 بالمئة من الإصابات الكلية لمجمل الحالات التي ترد إلى المستشفى.
وتحدثت أسماء الأحمر عن اللقاح الصيني الذي استقبلت مصر أولى دفعاته في 10 ديسمبر الجاري، حيث قال أخصائية الأمراض المعدية بحميات الإسكندرية: “للحكم على اللقاح وهل فعال وآمن أم لا، فالأمر يحتاج لاستمرار التجارب السريرية”.
وبشأن بروتوكولات العلاج المستخدمة، قالت: “يتم استخدام أدوية لعلاج الأعراض المصاحبة للفيروس سواء تنفسية أو بالجهاز الهضمي، حسب العرض ودرجة الإصابة، مع استخدام مضادات لتجلط الدم، إضافة إلى إعطاء مضادات للفيروسات كالهيدروكسي كلوروكين”.
موجة شرسة
أخصائي العظام في مستشفى الهلال الأحمر وسط القاهرة الطبيب حسام فتحي، يتفق مع سابقيه في قراءة الوضع الحالي للموجة الثانية من فيروس كورونا.
وقال فتحي، المتحدث السابق باسم مستشفى عزل إسنا في الأقصر، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نتعرض منذ أسبوعين لموجة شرسة من كورونا، وهو أمر يترتبط في جانب منه بأجواء الشتاء التي تعد بيئة خصبة لنشاط الفيروسات الموسمية، لذلك فالوضع غير مطمئن”.
ونتيجة زيادة أعداد الإصابات، فقد جرى تخصيص 50 بالمئة من سعة مستشفى الهلال الأحمر من أجل علاج مرضى كورونا، وفقا لفتحي، علما أنه المستشفى متخصص في علاج تشوهات العظام.
ونوه فتحي إلى أن الأعراض الأكثر انتشارا خلال الفترة الأخيرة تتمثل في الإسهال والآلم الحادة في المعدة، التي ظهرت مع نهاية الموجة الأولى، بجانب الأعراض المعتادة مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال الجاف.
ولمح إلى وجود تغيرات طفيفة في “بروتوكول العلاج”، قائلا: “مع ثبات الأدوية المضادة للالتهابات، هناك تغيير بإضافة أدوية مضادة للتجلطات”.
وفي السياق ذاته، حذر مصدر مسؤول بأحد مستشفيات العزل، طلب عدم نشر اسمه، من أن الموجة الثانية “أسرع انتشارا وأكثر شراسة من الأولى”، وطالب الجميع بـ”الالتزام الكامل بطرق الوقاية والإجراءات الاحترازية”.
وتابع المصدر في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إذا ظهرت الأعراض على أحد فلا يجب أن يلجأ من نفسه للعزل المنزلي، بل عليه أولا استشارة الطبيب”
سكاي نيوز عربية