لا اشاهد تلفزيون السودان كثيرا لانه لا يعبر عن شعب هذه البلاد ومكوناتها السياسية ولكن ربما الصدفة المحضة هي التي قادتني الى مشاهدة برنامج (غرفة متابعة) الذي يقدمه الاستاذ حاتم مختار وفي المرتين يستضاف مدير ادارة الاخبار والشؤون السياسية ماهر ابوجوخ وفي احداهما جيء بالمدير العام للهيئة لقمان في نهاية البرنامج لوحده لكي يشارك برايه في القضايا المطروحة!
إنه لامر غريب والله لم اره في حياتي خاصة وانني اتمتع بخبرة في العمل التلفزيوني امتدت لاكثر من سبع سنوات من خلال عملي كمدير للتلفزيون.
يا لقمان ويا اباالجوخ بالله عليكم شاهدا تلفزيونات الدنيا وابدآ بالقنوات المجاورة مثل النيل الازرق وتلفزيون الخرطوم وسودانية 24 هل يفعل مديروها ما تفعلان؟!
لو مكنت مكانك يا حاتم مختار لرفضت ذلك الاسلوب حتى لو فقدت تقديم البرنامج ولأتحت الفرصة للرأي والرأي الاخر باشراك اراء من خارج قحت اتساقا مع الثورة وشعاراتها التي اختطفت في ليل كالح السواد!
ليتك تناصح لقمان واباالجوح بانهما يشغلان مناصب ادارية اما ما يقومان به فهو مهمة المذيعين والجمهور ولا يجوز باي حال ان ينشغلا بالنافلة عن الفريضة التي فشلا فيها فشلا ذريعا يدلل عليه فصل موظفيهم تحت سمع وبصر وزير الاعلام فيصل محمد صالح الذي لم ينبس ببنت شفة وهو يشاهد المجزرة التي حدثت لموظفيه وفيهم رموز ومشاهير وكذلك يشهد عليه الاحتقان والغضب الذي تشهده الهيئة والذي رايناه من خلال المواكب والتظاهرات وضعف الهيئة من حيث التجهيزات الفنية والهندسية.
رحيل منظمة الدعوة الاسلامية من السودان!
وابدت عشر دول افريقية ، ويا للحسرة ، رغبتها في ان تكون مقرا بديلا لمنظمة الدعوة الاسلامية بعد ان قرر مجلس الأمناء الرحيل من الخرطوم انفعالا بقرار لجنة ازالة التمكين تجميد نشاطها ومصادرة اصولها وممتلكاتها.
انه الحقد الاعمى الذي يحكم عمل هوانات لجنة ازالة التمكين والذي حارب ولا يزال نشاط كل شيء ينتمي الى الاسلام في هذه البلاد سواء منظمات او جمعيات قرآنية او جامعات اواجهزة اعلام مثل جمعية القران الكريم او جامعة افريقيا العالمية او جمعيات كفالة الايتام والمحتاجين وغير ذلك من اعمال البر .
اختار مجلس امناء منظمة الدعوة الاسلامية الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود من دولة قطر بديلا للمشير عبدالرحمن سوارالدهب كما اختار موسى المك كور من دولة جنوب السودان.
انه لمن المشين بحق ان ترحل تلك المنظمة العظيمة التي نشات في ارض السودان عام 1980 والتي رفعت من شان الاسلام في افريقيا باعمال عظيمة في خدمة الدعوة الاسلامية تشهد عليها كثير من الدول الافريقية ، كما رفعت من شان السودان الذي ظل يتشرف بوجودها في ارضه.
اقول لرئيس المنظمة الشيخ عبدالرحمن آل محمود ولبقية اعضاء مجلس الامناء لا تبتئسوا فانها احدى دورات التاريخ التي لن تطول باذن الله تعالى وسينجلي الحكم الشيوعي والعلماني الحقود قريبا عن ارض السودان الطيبة وستعود المنظمة الى حضنها الرؤوم الذي شهد مولدها على ايدي اولئك الصادقين امثال الشيخ مبارك قسم الله زايد وبقية الباذلين انفسهم في خدمة الدعوة الى الاسلام.
ليست منظمة الدعوة وحدها هي التي تعاني من الكيد والحقد العلماني واليساري فهناك مؤسسات عالمية اخرى مثل جامعة افريقيا العالمية تعاني مما عانت منه منظمتكم العريقة ومن يزور تلك الجامعة يرى البؤس الذي يخيم عليها كما يفعل بكل شيء في هذا البلاد منذ ان جثم هؤلاء الاشرار على صدر هذه البلاد فاحالوها الى خراب ويباب.
كل هذه المؤسسات التي حط عليها اولئك الحاقدون كما يحط الموت الاحمر والطاعون الجارف والموت الزؤام على الفريسة ستنعتق قريبا من لعنة القحاتة اوستفتح ابواب السجون ويخرج الاحرار وتعود البسمة لثغور الاطفال الذين حال بينهم وبين آبائهم ظلم اولئك الاشرار وستعود البيوت المصادرة بلا قضاء يحكم او عدالة تسود ان شاء الله وسينزوي مناع الخير ووجدي صالح وبقية الحاقدين من شياطين التمكين ليبدأ مشوار القصاص مما كسبت ايديهم.
المصدر :السودان الجديد