“يوناميد” تغادر و”يونتاميس” تبدأ الانتشار

أعلنت وزارة الخارجية رسميا أمس انتهاء مهمة يوناميد في السودان، وبدء نشر نشر أفراد البعثة الأممية الجديدة “يوتناميس” اعتباراً من اليوم الجمعة، وسيكون قوامها “270” فرداً ليس بينهم جنود.

وعقد وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين مؤتمرا صحفيا أمس الخميس طرح خلاله انجازات الوزارة خلال العام المنصرم، والملفات التي تشتغل عليها الخارجية لحلحلة القضايا الخارجية، مشيراً إلى أن الوزارة بصدد اعلان استراتيجية تعكف عليها الآن لجان مختصة تعيد للوزارة دورها ومكانتها مجددا.

وزير الخارجية اشار إلى أن وزارة الخارجية تعمل مع الآخرين في عدد من الملفات وعلى رأسها ملف سد النهضة وملف الحدود حيث ينوب وزير الخارجية عن ادارة لجنة ترسيم الحدود التي تتبع للمجلس السيادي فيما تعمل مع وزارة العدل فيما يتعلق بالقوانين التي تمكن السودان من اعادة من “ظنوا بأنفسهم ” انهم لن تتم اعادتهم للتحقيق معهم في قضايا محددة، ومضى إلى أن الوزارة تدير مع الآخرين ايضا ملف اللاجئين الاثيوبيين الذين بلغ عددهم نحو “60” الف لاجئ .

ما بين واشنطن والخرطوم
بدا جليا أن الخرطوم تعلم تماما أن مفتاح انطلاقها نحو العالم والعودة إليه بيد واشنطن اذ أنه وخلال صراعات النظام البائد مع عدد من الدول، اصدرت الولايات المتحدة الامريكية وعبر رؤسائها المتعاقبين على سدة الحكم عددا من العقوبات مما ادى إلى انعزال السودان وانكفائه داخليا، لذلك حرص القادمون الجدد على انهاء تلك العقوبات واعادة ترميم العلاقات السودانية مع عدد من الدول. ويقول قمر الدين إن نحو “80” مسئولا امريكيا كانوا ضيوفا على السودان خلال العام المنصرم من خلال “100” زيارة جرت خلالها مباحثات في شتى المجالات، كانت نتيجتها الغاء كافة العقوبات والقيود الامريكية على السودان آخرها رفعه من قائمة الدول الراعية للارهاب واعادة حاضنته. ويلفت إلى أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين لم ينقطع حيث اثمر في إحدى مراحله عن عودة العلاقات الدبلوماسية .

واشار إلى أن زيارة المسئولين الامريكان تناولت عدداً من القضايا من بينها مسألة التطبيع في العلاقات فضلا عن بحث عمليات السلام التي تمت في جوبا، مشيدا بدور حكومة جنوب السودان ومجهودها الذي بذلته من أجل سلام السودان.
جدل التطبيع
قمر الدين قال إن السودان لن يخضع لأي ضغوط بشأن التطبيع مع اسرائيل الا بالقدر الذي تتعامل معه الدول الاخرى. واضاف أن الحكومة تستجيب لضغوط مواطنيها وليست لضغوط الخارجية الا تلك التي تحقق مصالح السودان، لذلك فإن تعاملهم مع الادارة الامريكية سواء جديدة أم قديمة يقوم على مراعاة مصالح السودان أولاً.

العودة مجددا
ويمضي قمر الدين إلى أن السودان شهد خلال العام زيارات إلى عدد من الدول الاوربية على رأسها المانيا حيث جرت مباحثات مكثفة سيجني ثمارها السودان مستقبلا حيث يستهل السودان عامه الجديد بزيارة لثلاثة وزراء خارجية كلا على حدة وهم وزير خارجية فرنسا في الاول من يناير لترتيب لعقد مؤتمر يناقش ديون السودان، ووزيري خارجية السويد وفنلندا.
سد النهضة:
وحول ملف سد النهضة اشار الوزير إلى أن بلاده حريصة على الوصول لاتفاق مرضٍ للجميع وكما اعلنت رفضها لموقف اثيوبيا من مرحلة السد الاولي التي تمت دونما اتفاق فانها ايضا تحذر اديس من البدء في الملء الثاني دون الوصول لاتفاق دولي يحفظ للدول الثلاث حقوقها. وأضاف أن بلاده تأمل أن يتم ذلك .
خروج اليونيميد:
واعلن قمر الدين خلال مؤتمره انتهاء مهمة اليونيميد في السودان التي امضت سنواتٍ طوالاً تعمل على حماية المدنيين في دارفور، وامتدح دور كلا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقى وقال انه على الرغم من بعض الصعوبات التي واجهت البعثة الهجين الا انها قامت بدورها. واضاف أن اليوم “امس” الحادى والثلاثين من ديسمبر هو آخر يوم لها في السودان. ونبه إلى أن البعثة ستبدأ في سحب قواتها اليوم الجمعة الاول من يناير من العام الجديد. واضاف انه بنهاية اليوم 31 ديسمبر تكون صفحة تواجد اليونيميد في السودان قد طويت ووضعت حدا لتواجدها الذي دام 12 عاما، وانتهى بعد مفاوضات ماراثونية مضنية . واشار إلى أن حماية المدنيين هي مسئولية الدولة وسوف تقوم بذلك.

بعثة جديدة :
قمر الدين اشار إلى أن الاول من يناير اليوم الجمعة سيشهد نشر قوات البعثة الأممية الجديدة وقوامها “270” فرد ليس بينهم جنود. واضاف انه يحق للحكومة متى ما ارادت أن تطلب مستشارين في مجالات مختلفة او من تحتاجهم وتوقع خلال الفترة المقبلة تسمية من يقود هذه البعثة .
الخرطوم وأديس :
وزير الخارجية المكلف اشار إلى أن بلاده لم تتلق ما يفيد رفض اديس الحدود بين البلدين. واضاف أن الحكومة الاثيوبية تعلم تماما أن السودان لديه ما يثبت حقه في اعادة ترسيم تلك الحدود وتعليمها بصورة بارزة. واضاف انه من حق الحكومة الاثيوبية أن تقول ما تريده لكن دون المساس بحقوق الآخرين .

 

طهران والدوحة :
وحول فتور العلاقات السودانية القطرية واعادة العلاقة مع طهران اشار الوزير إلى أن السودان يسعى لإقامة علاقات تقوم على المصالح مع الجميع وليست وفق الامزجة. واضاف أن التقارب مع البعض ايضا تمليه المصالح حيث يمد السودان يده إلى الجميع، واعتبر أن علاقة السودان بكلا من روسيا والصين جيدة ولن يتخلى السودان عن بلد مقابل بلد آخر .

السوداني

Exit mobile version