عندما كتبنا قبل أيام قلائل عن الفواجع التى حدثت بالخرطوم ليلة رأس السنة وتداولتها الوسائط وتساءلنا أين ذهبت الشرطة؟ وقلنا إن صحت تلك الاخبار فليس أمام وزير الداخلية الفريق الطريفي إدريس إ الاستقالة كُنت على قناعة أن الذى حدث (لو صحّ) إنما هو إستثناءاً لما نعرفه عن مهنية وكفاءة جهاز الشرطة بالسودان ولما أعرف من صداقات وزملاء من أفراد الشرطة لا يرون السرير ليلاً ولا أسرهم و أطفالهم الا يوم أو يومين في الاسبوع رغم تواجدهم في ذات المدينة ، كنا نعلم أن بالشرطة شرفاء و أمناء و أوفياء لهذا الوطن . فلم يطول إنتظارنا نعاتبهم عن ليلة رأس السنة فلكل قاعدة شواذ .
طالعتنا الاخبار بالامس وتحت عناوين مختلفة بإنعقاد الاجتماع الاول للشرطة في عامها الجديد 2021م وجميعها لم تخرج عن (كرب القاش) فالشرطة تقرر فرض هيبة الدولة كان عُنواناً من الاجتماع وتقييم ما حدث في ليلة رأس السنة والشرطة ستكثف الاطواف وشرطة السواري ستدخل الاحياء وتنشيط مصادر جمع المعلومات وتفعيل عمل المباحث في المجال الجنائي والشرطة تؤكد إستهداف رصد وضبط المركبات و(المواتر) الغير مقننه بدون لوحات والشرطة أعدت خطة اعلامية مُحكمة ترتكز على دحض الشائعات وتمليك المعلومات الصحيحة للمواطنين وغير ذلك من الاجراءات السريعة والعاجلة التى تقتضيها حفظ هيبة الدولة وإستتباب الامن والاحتكام للقانون حقيقة (ياها المحرية) في رجال الشرطة وأجهزتها ولعل الشغل (الصاح) قد بدأ بهذا الاجتماع . و تحت عنوان الشرطة تفك طلاسم أخطر الجرائم التي وقعت في ليلة رأس السنة أن مباحث فرعية شرق النيل قد ضبطت عدد (35) (موتر) مسروق وضبطت عصابة مُكونة من ثلاثة أفراد سجلوا اعترافاً بجرائمهم ودلوا على (الرأس الكبيرة) التى تستلم المسروقات العينية والنقدية وتقوم بترحيلها و بيعها في الولايات كذلك تم القبض عليه وتم إحالتهم جميعا للنيابة لاستكمال الاجراءات القانونية بحقهم .
كذلك تم القبض على عدد من مُعتادي الاجرام والسطو الليلي وإحالتهم للنيابة .
أعتقد أن البلاد والخرطوم خصوصاً ستشهد عهداً جديداً من الانضباط الامني خلال هذا العام بعد حالة الانفلات التى بدأت تتكرر هنا وهناك وستقل مثل هذه الجرائم المعزولة كخطف حقائب السيدات والنهب تحت تهديد السلاح الابيض وبرأيي أهم الضروريات العاجله هو عودة شرطة السواري وبسرعة ويقصد بها (السُري) وهو الليّل و تكثيف التواجد الشرطي وفق خُطط مُحكمة تراعى التجمعات ومناطق الهشاشة الامنية والشوارع الرئيسية خاصة الطرفية بالخرطوم كشارع (الهوا) الذى كثرت فيه التفلتات الامنية مؤخراً
وتظل الرسالة المهمة للذين أساءوا للشرطة أو أخذوا على حين غرة من أمرهم من ذوي الاهداف والاجندات اللا وطنية عليهم أن يدركوا أن الشرطة هى الامن والامن يعني الوطن والوطن يعني أمك وابيك وأختك ويعني أن تذهب من حلفا الى كوستي لا تخشى الا الله والذئب على غنمك و ما أفراد الشرطة الا أخي وأخيك وعمي وعمك وليس كما حاول اليسار أن (يُشيطن) المكون الامني عموماً كأعداء لهذا الشعب فليعي الجميع أن هيبة القانون تعني أن الدولة ويجب أن نفرق بين الاختلاف السياسي مع الحكومة والامن القومي للوطن .
فالتحية لافراد الشرطة ضباطاً وجنوداً أينما كانوا وحلوا التحية لهم عرقاً ودماءاً و رجُوله التحية لهم سهراً و أرقاً وشموخاً ، التحية لهم جوعاً ونصباً وصبراً ، التحية لهم في كل مواقع الشرف والكرامة بالدفاع المدنى والمرور والسجل المدنى والجوازات والمباحث والسجون والحياة البرية ومكافحة المخدرات والاحتياطي المركزي والتحية للجمارك على حدود الوطن تحمي الاقتصاد وتحفظ الصحة العقلية والبدنية لهذا الوطن التحية لكل قابض على زناد الوطنية بتأمين المنشأت الاستراتيجية التحية لمن يتصببون عرقاً ينظمون الصفوف ويحفظون الامن والتحية لحواء الشرطة خلف أجهزة الحواسيب وبالمستشفيات ولاصحاب السعادة والرتب من الاطباء والطبيبات فأنتم تاج رؤوسنا ومنبع فخرنا فسيروا وعين الله ترعاكم (وتصور كيف يكون حالي لو ما كُنت سُوداني وأهل الشُرطة ما أهلي).
قبل ما أنسي : ــــ
الي سعادة الفريق الطريفي إدريس وزير الداخلية مع التحية إجتماع قيادة الشرطة الاول لهذا العام أعاد الامل المفقود ورفع المعنويات فأكثروا من زياراتكم الميدانية للافرع والوحدات و الافراد فهو جزءٌاً من هيبة الدولة و مضوا بهذا المرفق نحو المعالي وسنظلُ معكم بالقلم وكلمة الحق الناصعة وإن قصرتم قومناكم بسيوفنا كما قالها الاعرابي لعُمر .
المصدر الانتباهة