فتح باب الحصر والكشف  لعربات بوكو.. أكبر عملية جمركية في تاريخ السيارات

 

في اليوم الأول لحصر العربات بدون لوحات تلك التي يطلق عليها عربات بوكو حرام، تدافع الآلاف أمس نحو محطة قري الجمركية لتسليم عرباتهم حتى يتسنى لسلطات الجمارك حصرها إيذاناً بإخضاعها للجمارك بعد ذلك ..

وكانت اللجنة العليا لحصر السلاح والعربات قد منحت خواتيم العام الماضي مهلة شهرين تبدأ مطلع يناير وتستمر لشهرين كفترة لتقنين تلك العربات ..

وقالت اللجنة في بيان لها إنها لن تتردد مطلقاً بعد ذلك في مصادرة أي عربة لم تخضع للتقنين …

ورصدت الصيحة وصول آلاف  العربات أفواجاً إلى منطقة قري من كل الطرق والاتجاهات وأدى ازدحام العربات إلى ازدحام مروي على طول الطريق من بحري إلى محطة قري الجمركية ..

آلاف العربات بـ”قري”

وأكد مصدر بجمارك قري أن عدد العربات التي وصلت إلى المحطة أكثر من ثلاثة آلاف عربة والعدد في ازدياد بحيث لا يمكن حصرها إلا بعد اكتمال وصولها كلها   .

وقال إن العربات في محطة قري تخضع لأورنيك 48 الخاص بكشف العربات ومن ثم حصرها، مبيناً أن العربات بعد ذلك تمر بمحطة مكافحة التهريب ومن ثم خضوعها للجمارك ..

وحول قيمة الجمارك قال إن الجمارك تختلف باختلاف السيارات متوقعاً زيادات كبيرة في قيمة الجمارك مقارنة بالعام الماضي ..

وتحدث لـ (الصيحة) عدد من أصحاب تلك العربات مؤكدين أنهم في محطة  قري ليومين دون أن يكملوا إجراءاتهم، وأشار  عثمان عبد الرحمن إلى البطء في عمليات الفحص والحصر وطالبوا إدارة الجمارك بزيادة أفراد الجمارك لتسريع وتيرة العمل.. وقال إن العمل من المفترض أن يبدأ منذ الثامنة صباحاً يوم الأحد  ولكنه بدأ يوم الإثنين.. وقال إنه قضى الأحد بمنطقة قري، ويخشى أن يظل بها لأكثر من ذلك ..

لجنة الحصر

وحسب متابعات الصيحة فقد باشرت أمس  لجنة الحصر الحكومية أمس  الإثنين أعمالها   لبدء إجراءات الحصر  التي تستغرق أسبوعين،

وأوضح آدم عثمان، الذي يتواجد في منطقة قري لإنهاء إجراءات سيارته، أنه وصل قري منذ الأحد وبدأت الإجراءات بالفعل لكنها تمضي ببطء واضطروا للمبيت في ساحة الفحص داخل سياراتهم .

 

وأشار إلى أن الإجراءات بطيئة والآلاف ينتظرون موظف الحصر لمعاينة السيارة وتسجيل رقم الأرضية قبيل الانتقال إلى التخليص الجمركي، مشيرًا إلى أن بعض السيارات بلا لوحات، إلى جانب أزمة الوقود، وجميعها عوامل تجعل الإجراءات شبه مستحيلة في ظل بطء اللجنة الحكومية.

وتعتبر مدن الفاشر ونيالا في إقليم دارفور السوق الرئيسي لهذه السيارات في السنوات الأخيرة، حيث يسعى مستوردو السيارات إلى تفادي الجمارك الباهظة في ميناء بورتسودان، واللجوء إلى الأسواق الليبية لاستيراد السيارات.

 

وكانت  اللجنة العليا لجمع السلاح والسيارات غير المقننة أمهلت، ملاك المركبات شهرين لإنهاء الإجراءات الرسمية أو مصادرتها حال عدم إتمام الإجراءات، ويخص القرار السيارات الموجودة داخل البلاد.

الرسوم

 

وأشار موظف تخليص إلى أن الرسوم الجمركية للسيارات غير المقننة “بوكو حرام”، كانت تتراوح بين (180) ألف جنيه و(250) ألف جنيه، حسب نوع السيارة وموديلها  وقال ان  رسوم  حصر أرضية السيارة، تتراوح ما بين  بين ستة آلاف إلى ثمانية آلاف جنيه..

لكنه توقع زيادة في الجمارك ..

مدن دارفور

وفي ذات الإطار كشف لـ (الصيحة) أمير أبو بكر  بوكو بمدينة الفاشر أن حصر عربات بوكو بدأ في كل مدن دارفور، وقال  إن حصر العربات بمدينة الفاشر قد بدأ منذ الإثنين  في ثلاث مناطق، ميدان الجيش، والجمارك ودار الأرقم ..

وأشار  أمير بوكو الى وصول   أكثر من 20 ألف عربة حتى الثلاثاء  إلى أماكن الحصر بالفاشر متوقعاً وصول المزيد من العربات، وذكر أن فتح إجراءات ترخيص عربات بوكو أدى إلى ارتفاع أسعارها في السوق.

وعن  سبب تسميتها بعربات البوكو، قال: اسم  البوكو جاء نسبة للجماعة الإرهابية الإسلامية المتشددة على حسب وصف المجتمع الدولي (بوكو حرام) التي تكونت في نيجيريا وبلغة الهوسا أيضاً تعني بهو، أي المريسة بوكو حرام  تعني (مريسة حرام)، هذا هو أصل الاسم بالنسبة لنا.

سر التسمية

وعن المناطق التي تلج منها العربات إلى دارفور، قال: أصلاً كانت تلك العربات تأتي من  بنين عبر الجنينة إلى نيالا ومن أفريقيا الوسطى ـ والاسم اطلق بمدينة نيالا،  ثم اتجه التجار لاستقدامها من الحدود الشمالية مع ليبيا عن طريق المالحة نسبة لقرب المسافة ولقلة اسعارها مقارنة مع بنين وأفريقيا الوسطى..

وحول إذا ما كانت تلك العربات مسروقة كما يردد كثير من الناس، قال بأنه يعمل منذ العام 2016 ولم يحدث أن صادفته عربة ثبت أنها مسروقة، مضيفًا أن العربات بعد دخولها كانت تخضع للإجراءات الصحيحة وتستكمل الدورة الجمركية، ويتم تقنينها، وقال إن تجارة بوكو ينشط فيها عدد من الشباب والتجار سودانيين وليبيين، وتعد الفاشر نقطة التجمع ومنها إلى أنحاء السودان، وأوضح أنهم كشباب استفادوا استفادة قصوى من العمل فيها بالبيع أو السمسرة أو القيادة، وأصبحت ملاذًا  لمعظم الشباب العاطل نحو (90%) امتهنوا المهنة، بل هنالك من كان يعمل في تجارة المخدرات وتحول للعمل في بوكو حرام، كما أن الدولة استفادت كذلك عن طريق الرسوم الجمركية التي تتحصلها .

80  ألف عربة بالفاشر

وحول عدد العربات التي دخلت ولاية شمال دارفور منذ العام 2016 قال إنها  أكثر من 80 ألف عربة، مشيراً إلى وجود نحو 30 ألف عربة حالياً غير مقننة بالولاية.

مليارات الجنيهات

وتوقع الخبير الاقتصادي أحمد ساتي الحسين أن تورد تلك العربات إلى خزينة الجمارك مليارات الجنيهات مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تتم إجراءات جمارك لمثل هذا العدد الكبير من العربات في وقت واحد، وقال: في السابق كان يفتح باب الجمارك لها في فترات متفرقة ..

المصدر: صحيفة الصيحة

Exit mobile version