حذّر مديرو التربية والتعليم بالولايات، مراراً وتكراراً من تداعيات تأخُّر العام الدراسي خوفاً من كارثة ضياع العام الدراسي بالكامل واكتساب الطلاب عادات مزعجة وزيادة تسربهم من العودة إلى الفصول وامتهان حِرَف هامشية، وشدّدوا على ضرورة الإسراع بانطلاق العام الدراسي واستمرارية المدارس وفق الاشتراطات الصحية، فيما أوصى خبراء في التربية بإلغاء عطلة (السبت) لتعويض الفاقد والهدر الأكاديمي نتيجة التأجيل المتكرر،
الذي استمر لـ(10) أشهر ولا تزال المدارس مُغلقة، مرة بأمر السيول والفيضانات، وأخرى بسبب كورونا وثالثة لانعدام المواصلات والخبز، وسبق أن طالب وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم بإلغاء قرار إغلاق المدارس، وأكد جاهزيتهم لاستقبال الطلاب وتطبيق الإجراءات الاحترازية بالمدارس، وتخوّف من زيادة التسرُّب المدرسي.
مخاوف التجميد
من جانبه، شدد وزير التربية والتعليم بروفيسور محمد الأمين التوم، على أن تجميد المناهج يعني تعطيل العام الدراسي.
وقال الوزير خلال استضافته بـ(برنامج حوار البناء الوطني بتلفزيون السودان) الذي بُث مساء أمس، إن تجميد مقترحات المناهج الغرض منه دفع وزير التربية والتعليم ومدير المناهج باستقالتيهما، وانتقد الوزير قرار رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك القاضي بتجميد المناهج وتكوين لجنة قومية جديدة لمراجعة المناهج، ونوه إلى أن قرار حمدوك الأخير يضعف من تقاليد وأسس الدولة المدنية، وحذّر من أنّ تجميد المناهج المقترحة من شأنه إرباك العملية التعليمية، وأوضح التوم أن المناهج الجديدة فقط لمرحلة الأساس من الصف الأول الابتدائي حتى الخامس، ونفى التوم أن تكون هناك عدم رؤية للوزارة حول التعليم، وأشار إلى أنّ الوزارة قامت بطرح رؤيتها لجميع أهل المصلحة عبر الوسائل المختلفة.
وسبق أن وصف الوزير، تجميد العام الدراسي بأنه أسوأ السيناريوهات.
وكانت الوزارة، قد شرعت في معالجات لتفادي ضياع العام الدراسي ببث دروس مُراجعة للفصول من الثاني وحتى السابع بغرض تهيئة الطلاب للدراسة الطبيعية.
بروتوكول صحي
وكانت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، قد رهنت عودة المدارس بتطبيق بروتوكول العودة الآمنة الذي يرتكز على ثلاثة محاور، منها العمل في دوامين وإلغاء فترة الفطور وتحقيق شرط التباعُد الاجتماعي داخل الفصول واستخدام خيام للفصول المكتظة، فضلاً عن توفير مُعينات الاشتراطات الصحية من كمامات ومواد تعقيم، مشددين على توفير التمويل ضمن البروتوكول المُعلن.
وفي ذات السياق، اشترط وزير الصحة الاتحادية د. أسامة عبد الرحيم استئناف الدراسة بالمدارس بتطبيق الاشتراطات الصحية، وأكد أن وزارته ستفعل الجانب الإشرافي للوقوف على التزام المدارس بالاشتراطات الصحية، على أن تعقب ذلك حملة تثقيف وسط المعلمين حتى يكونوا جُزءاً من المنظومة الصحية.
وكان قد بدر خلافٌ واسعٌ بين وزارتي التربية والتعليم والصحة حول التأجيل المستمر المدارس، ما أدى إلى ضياع عام كامل من عمر الطلاب، فيما كانت تصر الصحة على خطورة الوضع الصحي بسبب جائحة كورونا، خاصّةً في ولاية الخرطوم وتنظر إلى عودة الطلاب للفصول بأنها خطوة كارثية تزيد الوضع سُوءاً.
المناهج القديمة
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم إبراهيم عمر، أن استئناف الدراسة حالياً بالصفين الثالث ثانوي والثامن أساس، ونوه إلى أن تغيير المناهج لم يشمل هذين الصفين.
وأوضح عمر في تصريح لـ(الصيحة) أن المناهج التي تم تغييرها ويدور حولها جدلٌ خاصة بالصفين الأول والسادس أساس، وأكد أن البيئة مواتية لاستئناف الدراسة بالفصول المعنية، وقال (كان يمكن أن تكون هنالك مشكلة في البيئة والإجلاس حال نزول كل الفصول)، وأشار أنّ الفصلين المعنيين يمكن تدريسهما بتطبيق كافة الاشتراطات الصحية، فضلاً عن توزيع المعقمات بسهولة ويسر بسبب محدودية أعداد الطلاب. ونوه عمر إلى أن الإدارات بالمحليات هي المعنية بتطبيق الاشتراطات الصحية، وقطع باكتمال كافة الاستعدادات والبدء في توزيع الكمامات من قبل المديرين بالمحليات .
اتفاق لتوفير الوجبة
أكد الناطق الرسمي باسم وزارة التربية بالخرطوم في حديثه للصحيفة، أنه تم إبرام اتفاق مع لجان الخدمات بالأحياء لتوفير كمية من الخُبز وتوفير وجبة الطلاب، وقال (كل الترتيبات تم إكمالها وحسمها من قِبل والوزارة كانت في انتظار موافقة وزارة الصحة لفتح المدارس)، وقطع بأنه لا يوجد ما يعيق الدراسة حالياً بالثامن أساس والثالث ثانوي.
توزيع الكمّامات
وفي جانب توفير الاشتراطات الصحية، أعلنت وزارة التربية والتعليم بالخرطوم، عن بدء توزيع نحو (67) ألف كمامة لطلاب الصف الثالث ثانوي وتلاميذ الصف الثامن أساس اليوم (الأحد) في إطار تطبيق الاشتراطات الصحية.
وقال عضو اللجنة المشتركة عن التربية عمار يوسف، إن الوزارة سلمت صباح أمس، حزمة من الكمّامات الصحية لمديري التعليم بالمحليات بلغت جملة التي تم توزيعها نحو (67) ألف كمامة، بجانب تمليك مديري التعليم نسخة من البروتوكول الصحي للعودة الآمنة للمدارس، وأشار عمار إلى وعود من بعض المنظمات لزيادة عدد الكمّامات، فضلاً عن التزام وزارة الصحة بتوفير المعقمات والكلور، وأكد جاهزية الوزارة لانطلاق استكمال العام الدراسي.
وتأتي هذه الخطوة بعد التوصية التي رفعتها اللجنة المُشتركة بين التربية والصحة للجنة العليا للطوارئ.
الصيحة