إن كان المدعو (القراي) يريد منهجاً علمياً متطوراً للمدارس، فهذا الأمر لا يتم بالاستفزازات، والسخرية بمعتقدات المسلمين.
تخفيض مقرر القرآن الكريم في المدارس الحكومية لا يعني أن يتم ذلك بالاستخفاف بحفظ القرآن كما فعل (القراي). إن كنت تريد منهجاً علمياً في المدارس الحكومية كما تروج لذلك، فيمكن أن يتم ذلك من خلال تشجيع المدارس القرآنية لمن يرغب في الاستزادة من حفظ كتاب الله. أما تلك العبارات السمجة التي أعلنتها عبر تواصلك بالرأي العام كحديثك عن سورة (الزلزلة) مثلاً أو التقليل من قيمة القرآن المدني، فلا أحد تضرر بذلك سواك.
إن كان هذا رأيك، فلتحتفظ به عند إعلانك عن برنامجك الإنتخابي. أما أن تتمشدق به، وأنت مسؤول عن مناهج الشعب السوداني. فإن تم رفض مشروعك في تطوير المناهج، فلا تلوم إلا نفسك.
والعجيب أنه من غبائه أعطى معارضيه الفرصة في طبق من ذهب حينما صار يروج لفكره ليس من خلال وضعه للمناهج بل في نفس الوقت الذي يعد فيه للمناهج. فهذه الإدلاءات التي يشير بها في كل مرة تعتبر سقطة منه لم تكلف كل من يريد أن يهاجمه سوى تسليط تصريحاته الفجة التي يدلي بها يومياً عن القرآن، ومعانيه. وربط (الدواعش) بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي إعترف بها الكفار قبل غيرهم بتسامحها ورحمتها.
تطوير المناهج لا يتم من خلال نسف مسلمات الأمة هذه حقيقة حتى الكفار يدركونها. فعندما دخل الإنجليز السودان وضعوا لزعماء القبائل، والعشائر مكانةً خاصة، وقدروا مكانتهم في المجتمع، وحققوا بعد ذلك كل غاياتهم في مستعمراتهم. أنت يا (القراي) من جنيت على مشروعك في تطوير المناهج بالسودان، ولا أحد غيرك جنى عليه.
وإن كان هناك من جهات سوف تتضرر من طباعة كتب جديدة، فكأنها دفعت بك دفعاً أن تدلي بهذه الهرطقات التي ملأت بها الأسافير. قدم منهجاً علمياً لا يسيء إلى أية حقيقة إسلامية وأربط بين أي برنامج وبديله حتى لا تتهم في أنك تحارب القرآن هذا إن كنت فعلاً لا تحاربه.
أما إن كان مشروعك هو بثك لفكرك الجمهوري من خلال المناهج السودانية، فقد أصابك الغباء أيضاً في ذلك، فلا يمكن أن تعرض هذا الفكر، وتخدع به الناس إلا إذا غطيته بخدعة كبيرة تلهي بها الناس، وتشغلهم بها حتى تمرر فكرك من خلالها. لا تعرضه هكذا مكشوفاً لا يحتاج إلى تفكير في معرفته والتعرف عليه.
الغرب حينما أراد أن يطمس تعاليم الإسلام لم يأت وقال للناس أتركوا إسلامكم هذا. وإنما قام بتعليم أذكى أبناء المسلمين، وذهب بهم يعلمهم علومه، وفلسفته في الحياة وأعادهم مرة ثانية لبلدانهم. فحينما يتم الإعتراض على ما جاؤوا به، والذي يتنافى مع معتقداتنا. لا أحد يلتفت لهذا الإعتراض أمام الجهابذة العلماء الذين جاؤوا من الغرب. وهكذا أوصلوا ما يريدون بكل حنكة، وذكاء منهم دون أن يظهروا أنفسهم أو رغبتهم.
فأنت يا (القراي) سواءً كان قصدك تطوير المناهج أو توصيل فكرك للشعب السوداني فقد قتلت بغبائك وجهلك المشروعين. ولم تكلف عدوك سوى نشر (البوستات) التي تهاجم فيها قرآنه، ورسوله.
المصدر: الانتباهة أون لاين