الموسم الشتوي بالشمالية.. أقرب للفشل!

يواجه الموسم الشتوي لهذا العام تحديات كبيرة تنذر بفشله بولايتي الشمالية ونهر النيل ، الأمر الذي أدى إلى تعسر زراعة كافة المساحة التأشيرية للقمح، بسبب عدم التحضير للاستعدادات الفنية والري، والتمويل ومبيدات الحشائش وشح الوقود وارتفاع أسعار الكهرباء، بيد أن أبرز عقبات الموسم خاصة ما يلي زراعة القمح، تأخر دخول فصل الشتاء، وارتفاع درجات الحرارة وعدم وصول البرودة المطلوبة لمحصول القمح.

ارتفاع التكاليف
شكا عدد من المزارعين بالولاية الشمالية من شح وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وأهمها الكهرباء التي ارتفعت بنسبة ١٠٠٠٪ للقطاع الزراعي وجزم المزارع فتحي حامد بمدينة دنقلا في حديثه لـ(الانتباهة) أن ارتفاع مدخلات الإنتاج لهذا الحد خاصةً الكهرباء يعمل على إيقاف وهدم المشاريع الزراعية الكبرى، لجهة أنه لا يمكن أن يتم الإنتاج منها مع هذه الارتفاعات المهولة في جميع مدخلات الإنتاج المتمثلة في الأسمدة التي بلغ سعر الجوال منها ٦.٠٠٠ جنيه، وأوضح أن سعر برميل الجازولين بلغ أكثر من ٣٥.٠٠٠ جنيه، مبيناً أن سعر جوال الخيش الفارغ بلغ ١.٠٠٠ جنيه لارتفاع تكلفة الترحيل إضافة للآليات الزراعية ، وطالب حامد القائمين على أمر القطاع الزراعي بالدولة بتبني المشاريع الزراعية، لجهة أن المزارع وحده لن يستطيع إنشاء بنيات تحتية كبرى، وأضاف حسب قوله إن المشاريع الصغيرة لن تسهم في الخروج لبر الأمان وأن المزارع أصبح يزرع للاكتفاء الذاتي وليس للتجارة، وشدد على ضرورة توفير مدخلات الإنتاج عبر البنك الزراعي وأن تخلو من الضرائب التي تضاعفت لأكثر من ١٠ أضعاف للمساهمة في إنتاج يغني الدولة عن استيراد القمح من الخارج.

نقص المساحات
إلى ذلك كشف المزارع عامر علي بولاية نهر النيل عن نقص المساحات المزروعة من القمح من ٤ الاف فدان إلى ١.٥٠٠ فدان فقط، وقال لـ(الانتباهة) إن المزارعين تجاهلوا زراعة القمح واتجهوا إلى زراعة محاصيل أخرى كالبصل والتوابل والبقوليات، لجهة أن عائدها فوري وتكلفتها أقل، ونبه عامر من عدم توفر فرص للتمويل من البنك الزراعي، وأضاف أن غالبية التمويل أصبح ذاتياً، وشكا من شح مدخلات الإنتاج وتوفير الحزم التقنية في المشاريع المطرية بدلاً عن المشاريع المروية التي يجب أن تخصص لها تلك التقنيات، لجهة أنها أكثر من المشاريع المطرية ، مشيراً إلى عدم ري مساحات كبيرة، وأكد على أن المساحات التي تم ريها حتى الآن لم تأخذ سوى ٣ إلى ٤ ريات، وقال إن الريات الكاملة تتراوح مابين ١٠ إلى ١٢ رية، ولفت إلى أن تكلفة الري للفدان ارتفعت إلى ٨ الاف جنيه، موضحاً أن هذه العملية ستؤثر بشكل كبير على الحصاد وذلك مع ارتفاع حرارة الطقس وتوقع عامر إنتاج الفدان لهذا العام من ٧ إلى ٩ أفدنة كحد أقصى مقارنة ب٢٠ الى ٣٠ فدان بالعام الماضي، ونوه إلى أن الولاية الشمالية تعتمد في الزراعة على الموسم الشتوي فقط.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.