قبيل مغادرته للسعودية الضأن الحي السوداني .. هل يرسب في إمتحان ( المناعة)

رحب بعض المصدرين السودانيين بموافقة المملكة العربية السعودية على استئناف صادرات المواشي الحية من السودان المتوقفة مؤقتاً منذ أكتوبر المنصرم إثر قرار بإيقافها .

وأبان وزيرالثروة الحيوانية د. عادل فرح إدريس اهتمام السودان وحرصه الكبير على صحة الانسان والحيوان وتنفيذ كافة الاشتراطات الصحية وفق المنظمة العالمية لصحة الحيوان، وأعلن عن وجود ما يقارب الـ(400) ألف رأس من الضأن بالمحاجر السودانية تم تحجيرها لفترة قاربت الـ(4) أشهر دون ظهور أعراض مرضية ما يؤكد خلوها من كل الأمراض الوبائية،فضلا عن قياس مناعتها والتي تجاوزت في بعضها الـ(70)%،مطالبا باعتماد المناعة (30)% اسوة بالارساليات السابقة قبل قرار إيقاف الصادر..

تقييم الموقف
وقال القيادي بغرفة مصدري الماشية الحية مهدي الرحيمة ان قرار فتح الصادر للسعودية مهم باعتبار السعودية السوق الأكبر للماشية السودانية، لافتا لتضرر المصدرين من قرار الإيقاف بسبب إشتراطات نسبة مناعة الحيوان والتي رفعتها المملكة من (30) الى (40)%، وإصرارها عليها.
وأشار الرحيمة في حديثه لـ(السوداني) لارتفاع مناعة المواشي السودانية وخلوها من الأمراض، مطالبا وزارة الثروة الحيوانية قبل الشروع في إرسال أي شحنات صادر للمملكة بتأهيل محجر بورتسودان من نظافة وحظائر ومياه لإستقبال الصادرللسعودية، وتوفير بواخر بحالة ممتازة ومجهزة بطرق حديثة ومزودة بالمياه والأعلاف لترحيل الماشية للسعودية، فضلا عن ضرورة إجراء كشف لمناعة الحيوان بميناء سواكن بدلا عن المحاجر قبل شحنها للمملكة .
وأشار وزير الثروة السوداني للإلتزام والحرص على التواصل مع المملكة وتحسين أعمال اللجان الفنية البيطرية بما يدعم الرؤية الوطنية الاستراتيجية للسودان والسعودية عبر بروتوكول تجاري يضمن انسياب الصادرات بصورة دائمة تعزز التعاون المشترك، داعيا لقيام اجتماع افتراضي مشترك لتحديد البروتوكول والأشتراطات بعد شحن الارساليات المحجورة بالمحاجر.
ماذا قال البروتوكول السعودي؟
وأشارالبروتوكول الصحي البيطري الذي أصدرته المملكة العربية السعودية للعام 2021 لاستيراد المواشي الحية من السودان وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وأريتريا والذي حصلت عليه (السوداني)، أشار الى الحرص على جمع الحيوانات المراد تصديرها من مناطق لم تسجل بها أمراض وبائية، وحجر الحيوانات المراد تصديرها للمملكة لمدة لا تقل عن (21) يوما على أن يكون بداية فترة الحجربعد تأريخ صدور إذن الإستيراد ، مع الكشف الظاهري للمواشي الحية قبل دخولها للمحجر ضد الأمراض المحجرية ، مع عدم تحقين المواشي المعدة للتصدير للمملكة ضد الأمراض الوبائية والإكتفاء بتحصينها ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة والجدري بالدول المسجل بها المرض والتي يوجد بها تحصين داخلي على أن يتم ذكر ذلك في الشهادة الصحية البيطرية وأن تخضع جميع الارساليات لقانون الحجر البيطري .
وقال وزير الثروة الحيوانية السابق د.علم الدين عبدالله إن توقف الصادر يتسبب في خسائر للبلاد وللمصدرين وأن أي يوم تأخير يتسبب في الضغط على المراعي وزيادة عمر الماشية المحدد للتصدير.
شروط سابقة
وأشار عبدالله الى أن السعودية اشترطت في السابق تصديرالحيوان من دون تطعيم وهذا صعب لأهمية فحص الحيوانات وتطعيمها ضد حمى الوادي المتصدع قبل تصديرها ،والشرط الثاني تصديرها بعد التطعيم مع توفر نسبة مناعة بنسبة 40 % ، وهذه النسبة صعب تنفيذها ، مطالبا الوزارة بالتفاوض مع المملكة السعودية لخفضها لـ(20ـ 30)% ، لضمان عدم اعادة بواخر الصادر ، وحرصا على السوق السعودي المستهلك الأكبر للمواشي من السودان ودول القرن الأفريقي ،مشيرا الى ان حجم الثروة الحيوانية بالبلاد قفز لأكثر من (150) مليون رأس .
وقال مصدر المواشي محمد البكري لـ(السوداني)أن وزارة الثروة السودانية أجازت نسبة مناعة (50) % للمواشي المعدة للصادرأثناء وجودها بالبلاد،حرصا على وصولها للمملكة بالمناعة المطلوبة وهي (40)% بحتساب تراجع مناعتها خلال الترحيل من السودان الى المملكة من (50 ـ 40)% بدلا عن ترحيلها بنسبة (40)% لتنخفض لأقل من هذه النسبة وتضطر السلطات السعودية لإرجاعها مرة أخرى .
عدم جاهزية
وأشار المصدر خالد وافي لـ(السوداني) لعدم جاهزية وزارة الثروة الحيوانية لاستئناف الصادر للسعودية من حيث الأعمال الإدارية كافة واللقاحات البيطرية والأمصال والكوادر المؤهلة والبنى التحتية فضلا على استمرار ذات الممارسات السالبة في عمليات صادر الثروة الحيوانية ، وتوقع محمد محمد خير أن يتم إيقاف صادر المواشي الحية للسعودية لمدة عام بسبب الاشكالات المذكورة والمتكررة .
وقطع بعدم قدرة السودان على تطبيق البروتوكول السعودي والمخصص للقرن الأفريقي حول الصادر الحي للمملكة لتضمنه بند ملزم بعدم تطعيم المواشي ضد حمى الوادي المتصدع.

وقال ان هذا المرض من الأمراض المستوطنة بالسودان وعدم تطعيم الصادر يؤدي لظهور هذه الأجسام المضادة والمرض على الحيوان.

وقال ان عدم اتخاذ الحكومة ما يلزم من تدابير لمكافحة الأمراض والأوبئة بصورة جادة من اكبر الاشكاليات التي تواجه صادر الثروة ما يترتب عليه ظهورهذه الأمراض مع بواكير الخريف وذلك لنشاط الحشرات والذباب والباعوض ونواقل الأمراض من الحشرات والتي تتسبب في نقل المرض من الحيوان للانسان.

مشيرا الى أن الوزارة تتحدث عن وجود (400) ألف رأس من المواشي في المحاجر في حين ان المتوفر فعليا منها لا يتجاوز الـ(150) الف رأس والمتبقي تم تصريفه وسحبه من المحاجر وتسريبه للأسواق المحلية.

وحمل وزارة الثروة الحيوانية مسئولية خسائر المصدرين لإصرارها على على إستعمال لقاحات غير مؤكدة الكفاءة ، مبينا مطالبة السعودية بلقاحات للمواشي من جنوب أفريقيا ثبت كفاءتها بينما تصر وزارة الثروة السودانية على اللقاحات الكينية .

 

السوداني

Exit mobile version