أسدلت محكمة جنايات جبل أولياء أمس الستار على القضية التى هزت الرأي العام بشكل مأساوي المتعلقة بمقتل سائق ترحال بمنطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم، وذلك بإصدارها حكماً بالإدانة لـ (3) مدانين في الدعوى الجنائية.
الإعدام شنقاً قصاصاً
وقضى قاضي المحكمة العامة بجبل أولياء حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت فى مواجهة (3) مدانين هم (الثاني والثالث والرابع)، لإدانتهم بالاشتراك الجنائي والقتل العمد للمجني عليه سائق الترحال بمنطقة جبل أولياء، ومخالفتهم نص المادتين (21/ و130) من القانون الجنائي السوداني .
وأرجعت المحكمة إدانة المدانين الثلاثة بقتل المجني عليه، لوجود بينة كافية لإدانتهم على ذمة الدعوى الجنائية .
فيما تمسك أولياء دم المجني عليه بالقصاص لا غيره أمام المحكمة، وهم زوجة المجني عليه أصالةً عن نفسها ووصيةً عن أبنائها، بالإضافة إلى شقيقي المجني عليه نيابةً عن والدتهما .
تبرئة وتسليم
وفي ذات السياق أصدرت ذات المحكمة حكماً آخر بتبرئة ساحة اتهام المتهمين (الأول والسابع) من نهب عربة المجني عليه في الدعوى الجنائية، فيما قررت المحكمة في ذات الوقت بتسليمهما إلى جهات الاختصاص باعتبارهما مطلوبين في بلاغات نهب أخرى تتعلق بسيارتين.
وفي ذات الوقت أيضاً قررت المحكمة تبرئة المتهمين الخامس (سمسمار) والسادس (مشتري عربة ترحال المجني عليه) من الاتهام باستلام مال مسروق، وأمرت باخلاء سبيلهما فوراً ما لم يكونا مطلوبين في بلاغ آخر، وعزت المحكمة ذلك إلى أن البينات غير كافية لإدانتهما بذلك، لاسيما أن المتهمين ورغم
شرائهما سيارة المجني عليه إلا أنهما لم يكونا يعلمان أنها مسروقة أو ارتكبت بها جريمة .
وفي ختام تلاوة المحكمة قرارها أوصت برفع أوراق البلاغ كاملة للتأييد أو خلافه بالمحكمة الأعلى.
الجدير بالذكر أن المحامي الشهير آدم بكر مثل دفاع المتهم السادس المبرأ من الاتهام باستلام مال مسروق في القضية، وفي المقابل مثل المحامي المعروف عيسى عبيد الناس عيسى دفاع المتهم السابع المبرأ من هذه القضية .
تفاصيل قبض المتهمين
وفي ذات الاتجاه كشف المحامي آدم بكر ممثل دفاع المتهم السادس المبرأ من الاتهام أن التحريات تتمثل في أن المتهمين الثاني والثالث والرابع قاموا باستئجار عربة المجني عليه في مشوار من منطقة جبرة لجبل أولياء، وحينها قاموا بنهب مستنداته الشخصية وعربته ورخصته وهاتفه المحمول،
ومن ثم قتله والتخلص منه بإحدى المناطق الطرفية في جبل أولياء، لافتاً إلى أنه وفي تلك الأثناء جاء المبلغ ماراً في الطريق العام ليجد المجني عليه ملقياً على الأرض ليقوم بإبلاغ شرطة دار السلام بجبل أولياء بالواقعة، مشيراً إلى أن السلطات كثفت جهودها وظلت تتابع خيوط الجريمة ومراقبة هاتف المجني
عليه ليتبين أنه تم استخدامه بواسطة أحد المتهمين، منوهاً بأن السلطات وقتها حددت موقع المتهم مستخدم الهاتف، وقامت بالتوصل إليه بعد أن اكتشفت أنه يقيم بشقة بإحدى المناطق بالخرطوم وبرفقته اثنان من المتهمين، وأوضح المحامي بكر أن السلطات ألقت على الفور القبض على المتهمين الثلاثة وأخضعوا
لتحريات كشفوا بموجبها عن مكان عربة المجني عليه، ليتم في المقابل التوصل لبقية المتهمين الأربعة الآخرين وتقييد بلاغ ضدهم بالواقعة.
عمليات بحث وتشريح
وبحسب التفاصيل الأولية فإن السلطات عثرت على سائق الترحال (المجني عليه) بالقرب من إحدى الطلمبات، وذلك بعد اختفائه عدة أيام وعمليات البحث عنه، ليتم تسليم جثة المجني عليه إلى المشرحة، وذلك لأغراض التشريح ومعرفة أسباب الوفاة. وبعد استخراج تقرير تشريح بذلك، قامت السلطات بتكثيف
بحثها واستطاعت القبض على المتهمين واحداً تلو الآخر، إضافة إلى العثور على عربة المجني عليه بطرف أحد المتهمين في القضية، ليتم القبض عليهم وتحريك إجراءات بلاغ ضدهم بالواقعة وإخضاعهم للتحقيقات والتحريات حولها، وبعد فراغ النيابة المختصة من تحرياتها أحالت ملف الدعوى الجنائية
للمحكمة المختصة وذلك بغرض الفصل فيه .
المصدر :السودان الجديد