إسحاق أحمد فضل الله يكتب: تلحين وغناء البرهان


والحوار أمس في القاعة والخارجية وفي مكاتب قحت ومكاتب الجيش والشارع   الحوار هذا كان (يعد) بدقة وكل جهة تذاكر وترتب ما تقول قبل الوصول إلى قاعة الاحتفال
والحوار كان هو حوار القذائف…
وحمدوك  يقول… ويقول…
والبرهان يقول ويقول والإمارات التي تضع الكلمات في فم حمدوك تقول والشيوعي  بلسان جهات أخرى يقول …و… والجهات تسمع
وكل جهة تستمع ثم تحشر ما تسمعه في المعمل وتسكب عليه الأحماض وتمسك بالورقة والقلم وتسجل النتائج…
وأمس وقبل الذهاب إلى الحفل  الشيوعيون  يقولون إن الإسلاميين يكسبون الأرض بسبب ما تقوله قحت عن الجيش وما تفعله
وإنه يجب إيقاف ذلك
وحمدوك يشهد الاحتفال وهو يختنق تحت  المتناقضات
وحمدوك يدخل القاعة والعيون التي تنظر إليه تستعيد إشاعة البيع
وتستعيد الاستغراب الهائل حين يسكت الرجل عن نفي الإشاعة التي تكسر الظهر
والتفسير عند الناس يجعل الأمر يعني أن حمدوك يغوص أكثر وأكثر حين يغازل آبي أحمد
والتفسير يذهب إلى أن حمدوك سوف يستغل منصة احتفال الجيش أمس ليستعيد كل مواقعه بخطاب قوي ترتدي كلماته الكاكي….
والتفسير يذهب إلى أن الشيوعي والإمارات يجعلون حمدوك يشهد الحفل حتى لا يصبح غيابه عن حفل الجيش إعلاناً كاملاً بالقطيعة
وحمدوك في الاحتفال محملاً بكل هذا كان لا بد له من أن يتحدث
وحمدوك الذي لا هو يستطيع أن ينفي ولا هو يستطيع أن يثبت يكتفي بإعلان أنه مع الجيش في ما يفعل

………
والجملة تبدو مفيدة لكن المعامل التي تفسر كل شيء تحت التربيزة تسمع حديث البرهان الذي تعمد أن يكون رداً دقيقاً محسوباً على حديث حمدوك
وحمدوك كان خطابه محملاً بكل أحداث وأحاديث قحت لأسابيع
والبرهان كان حديثه محملاً بالأحداث والأحاديث ذاتها
والبرهان وفي ذكاء واسع يجعل من حديث حمدوك مسرحاً للرد على كل شيء
البرهان يشكر كل ( من ساندوا الجيش)
والناس في القاعة يجردون رصيد قحت في مساندة الجيش ويفهمون ما يقصده البرهان
والبرهان في حديثه يشير إلى (المخذلين)  والناس ذاكرتهم تستعيد موقف كل جهة  لتعرف من هم المخذلون الذين يشير إليهم الجيش الغاضب
بعدها البرهان يشير إلى شيء هو(محور) الخطابين معاً خطاب حمدوك وخطاب البرهان
فالسيد حمدوك في الأيام الماضية يتحدث عن (التعاون) بين إثيوبيا والسودان لتنمية الفشقة
قبلها حمدوك كان يشير إلى الفشقة السودانية كلها باعتبارها(أرض متنازع عليها) الجملة التي تعني أن السودان يتشكك في ملكيته للفشقة
وأمس/ في خطابه الدقيق/ البرهان يطلب من رجال الأعمال تنمية الفشقة
ولا أحد بالطبع يطلب من مواطنيه تنمية أرض أجنبية أو متنازع عليها
والجملة هذه التي تبدو هادئة هي الأمر كله بضربة واحدة

……
وحديث الشيوعيين عن أن قحت تخسر الجيش والشعب وعن أن الإسلاميين بدعمهم للجيش يقودون الشارع ويعودون للواجهة حديث كان يطل بجهة أمس في احتفال الجيش

………
وأمس/ وكأنه يجرتق الفشل الكامل للشيوعي/ حزب الأمة يصدر بياناً عن المجلس الجديد يطالب فيه أن يكون تمثيل كل حزب في المجلس حسب وزنه أول عام تسعة وثمانين
والبيان الذي يبدو هيناً هو في حقيقته شيء يجعل الشيوعي يعرف حجمه
فالناس سوف تلتفت يميناً وتجد أن حزب الأمة كان حزباً له ستين مقعداً في البرلمان
وأن الشيوعي كان حزباً له مقعدان
ونقد يوجز الصورة حين يقول في خطابه في البرلمان
(سيدي الرئيس…. إن الحزب الشيوعي ليس تمومة جرتق…)
المدهش هو أن الشيوعي اليوم وقبل اليوم هو تمومة جرتق
وأن حزب الأمة اليوم هو بوخة مرقة
وأن الإسلام اليوم والجيش هما السودان كله
وراجع مباراة البرهان وحمدوك أمس.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.