عبر فرض تعتيم على الاتصالات وقيود على التنقلات جعلت من الصعب الوصول إلى مصادر، حاولت الحكومة الإثيوبية إخفاء أحداث خطرة في البلاد رغم إعلان إثيوبيا نهاية العملية العسكرية في تيغراي.
تشير المعلومات النادرة التي تتسرب من المنطقة الواقعة جنوبي البلاد وصور الأقمار الصناعية إلى أن النزاع لا يزال متواصلا، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
ومع أن الحكومة تقول إن المعارك انتهت، فإن صور أقمار صناعية وتصريحات مسؤولين عسكريين ومدنيين في تيغراي وإفادات نادرة من سكان، أظهرت أن النزاع مستمر بعيدا عن الأنظار، بحسب الوكالة. في 4 نوفمبر أطلق رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجوما عسكريا ضد سلطات تيغراي المنشقة، المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي وأعلن النصر في 28 نوفمبر عند الاستيلاء على العاصمة الاقليمية ميكيلي.
لكن الحكومة أعلنت في الاونة الأخيرة مقتل قادة إقليميين سابقين في معارك وأشارت الأمم المتحدة الى “انعدام أمن” يعرقل نقل المساعدة الإنسانية. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي وفق موقع putniknews إن “معلومات تشير إلى توغلات عسكرية جديدة في الأيام العشرة الماضية تتوافق مع صور من أقمار اصطناعية يمكن الوصول اليها تظهر حرائق جديدة وعلامات دمار حصل في الآونة الاخيرة في المخيمين”.
وأضاف “هذه مؤشرات ملموسة على انتهاكات كبرى للقوانين الدولية”. وتشعر الأمم المتحدة بقلق خاص إزاء احتمال حصول تجاوزات في مخيمين يؤويان أكثر من 30 ألف لاجئ اريتري ولا يزال يتعذر الوصول اليهما. منذ نوفمبر، فرض تعتيم على الاتصالات وقيود على التنقلات تجعل من الصعب الوصول الى مصادرووصفت السلطات في أديس أبابا القتال الذي أعقب السيطرة على ميكيلي بأنه عمليات صغيرة لمطاردة قادة سابقين في المنطقة وخصوصا زعيمها السابق ديبريتسيون جبريمايكل.
ويعبر عاملون في المجال الإنساني ودبلوماسيون عن قلقهم إزاء تقارير تشير إلى مقتل لاجئين أو عمليات خطف وإعادة قسرية إلى إريتريا قد تكون ارتكبتها القوات الإريترية التي قدمت لمساعدة أديس أبابا في معركتها ضد جبهة تحرير شعب تيغراي. ونفت إثيوبيا بشدة ضلوع جنود إريتريين في عمليتها العسكرية، ما يتعارض مع شهادات سكان تيغراي في منتصف ديسمبر اعتبرت واشنطن المعلومات حول وجود قوات اريترية في تيغراي بانها “موثوقة” و”خطيرة” داعية إلى انسحابها الفوري.
وفي نهاية الشهر ذاته أكد مسؤول إثيوبي رفيع المستوى دخول الجيش الإريتري إلى تيغراي قائلا في الوقت نفسه إن ذلك لم يتم بطلب من إثيوبيا وإن هذه القوات غير مرحب بها. وفي أوج الأزمة الانسانية، تصدر أديس أبابا بيانات حين يقتل أو يعتقل قادة من جبهة تحرير شعب تيغراي.
وهي استراتيجية يمكن أن تعقد عملية المصالحة كما يقول وليام ديفيسون المتخصص بشؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية. وقال “التحدي الرئيسي للحكومة الفدرالية هو هزم قادة تيغراي بدون عزل سكان الإقليم”.
المصدر : كوش نيوز